الثقافة الدوائية ضرورة امتلاكها يحمي الإنسان من مخاطر الاستعمال الخاطئ  للأدوية

عمر الطويل
يلجأ العديد من الأشخاص إلى تعاطي الأدوية دون استشارة الطبيب أو الصيدلاني أو تناولها بشكل عشوائي أو سوء حفظها واستخدامها بعد انتهاء صلاحيتها , ما قد يعرضهم لمخاطر صحية نتيجة جهلهم بكيفية استخدام الدواء والتعامل معه  .
وأمام هذه الظاهرة المنتشرة في بعض المجتمعات يبرز موضوع الثقافة الدوائية وأهمية امتلاكها والدور الذي تلعبه في توعية المريض لتصحيح بعض العادات السلبية المتعلقة بالمداوة الذاتية وتخزين الأدوية في المنازل ومراقبة تواريخ إنتاج الدواء وانتهاء مدة فعاليته .
ثقافة التعامل مع الأدوية بحسب الصيدلاني وسيم أبو جهجاه تعد ضعيفة لدى العديد من الأشخاص بحيث يلجأ على سبيل المثال بعضهم إلى تعاطي المضادات الحيوية من تلقاء أنفسهم دون أدنى معرفة بالنوعية أو الكمية المناسبة لهم , مما يشكل نوع من ما يسمى بالتعنيد الدوائي حيث يصبح الدواء عديم الفعالية وهذا الكلام ينطبق على أدوية أخرى كثيرة كأدوية الرشح و نزلات البرد و الكثير من المسكنات .
ويعزو الصيدلاني أبو جهجاه ضعف الثقافة الدوائية لعدة أسباب منها المادية الناجمة عن الظروف المعيشية الصعبة التي تحتم على البعض الابتعاد عن الطبيب المختص والاستعانة بدلاً عنه بأحيان كثيرة بنصائح الأصدقاء أو الأهل لتناول أدوية معينة وكذلك الأسباب القانونية والتي ترتبط بعدم تطبيق القوانين المنصوص بإلزام الصيدلي بعدم صرف الدواء من دون وصفة طبية .
ويترتب على الاستخدام العشوائي للأدوية كما ذكر الصيدلاني أبو جهجاه مخاطر عديدة منها الصحية كون بعض الأدوية لا يمكن إعطاؤها للمريض مع بعضها أو تحتاج إلى تعديل جرعاتها فضلاً عن المخاطر الاجتماعية كأدوية الأمراض النفسية التي شكلت لدى بعض الشباب اتجاهات سلوكية سيئة ويمكن أن تسبب الإدمان لمتعاطيها إضافة للاقتصادية كون الاستخدام العشوائي للدواء وبدون استشارة الطبيب يؤدي إلى هدر في الأموال وقد يحرم الأشخاص المحتاجين إليها عند اقتنائها بدون حاجة .
ويشير أبو جهجاه إلى أنه لكل مريض وضعه الخاص و استجابته المحددة تجاه أدوية معينة لذلك فالدواء الموصوف لشخص ليس بالضرورة أن ينفع شخص آخر كما يعتقد البعض إضافة إلى أنه لكل دواء طريقة استقلاب و إطراح مختلفة .
ويحذر الصيدلاني أبو جهجاه من توجه البعض إلى دواء هم ليسوا بحاجة له كأي ارتفاع و لو كان بسيطاً في حرارة الطفل قد يدفع الأهل لإعطائه المضادات الحيوية و خافضات الحرارة مما يضيع على الجهاز المناعي فرصة المقاومة و التغلب على المرض رغم أن غالبية الحالات تكون الإصابة فيها فيروسية و لا تستجيب للمضادات كما أن البعض يتناولون دواءً خاصاً بألم المفاصل مثلاً ويقومون بإعطاء اسم الدواء لقريب أو صديق لديه ألماً مماثلاً حيث يهرع الأخير إلى أقرب صيدلية لشرائه رغم أن آلام المفاصل على وجه التحديد لها أكثر من سبب و تمثل أكثر من نوع مرضي و بالتالي علاجها يكون حسب التشخيص .
كما يحذر من اللجوء إلى الدواء لأسباب تتعلق بجوانب معينة من الحياة كالأهل الذين يعطون أدوية منومة لأطفالهم لأن لديهم واجب خارج المنزل أو لديهم ضيوف على العشاء و بالتالي التخلص من بكاء الطفل و متطلباته أو عدم استخدام الكمدات الباردة لخفض حرارة جسم الطفل و استبدال ذلك بالعقاقير الدوائية كون الأم ليس لديها وقت لذلك أو أنها تبحث عن الطريق الأسهل و ليس الأكثر أماناً.