تاريخ الفيروسات وأخطر الأوبئة  في تاريخ البشرية

الشيخ مكرم المصري - 31 - 10 - 2022 

* ظهرت الأوبئة بسبب الفيروسات منذ حوالي 12000 سنة، وذلك بسبب تغير سلوك الإنسان خلال العصر الحجري الحديث حيث بدأ في إقامة مجتمعات زراعية ذات كثافة سكانية عالية وأدى هذا التطور إلى انتشار الفيروسات بسرعة إلى أن أصبحت أوبئة متوطنة. وزادت فيروسات النباتات والماشية أيضًا، وعندما اعتمد الإنسان في تلك الفترة على الزراعة وتربية الماشية أصبح لأمراض مثل البوتيفيروس (فيروس البطاطا) والطاعون البقري.

* يعد فيروس الحصبة والجدري من بين أقدم الفيروسات التي أصابت الإنسان. فبعد أن تطور الفيروس من خلال الحيوانات، ظهر لأول مرة على البشر في أوروبا وشمال أفريقيا منذ آلاف السنين. ومن ثم انتقل الفيروس إلى العالم الجديد عن طريق الأوروبيين في زمن الاستعمار الإسباني في الأمريكيتين مما أدى إلى انتشار الوباء الذي نتج عنه موت الملايين من السكان الأصليين الذين لم يكن لديهم مناعة طبيعية لمقاومة الفيروس. أما عن فيروس الإنفلونزا، فقد رُصدت أول جائحة للإنفلونزا عام 1580 وزادت حالات الإصابة بالمرض بوتيرة متزايدة في القرون اللاحقة. وكانت الإنفلونزا الإسبانية التي انتشرت بين عامي 1918 و1919 هي الأكثر تدميرًا في التاريخ وخلفت ما بين 40 إلى 50 مليون حالة وفاة في أقل من سنة.

* كان الطبيبان لوي باستير وإدوارد جينر هم أول من قام بتحضير القاحات للوقاية من العدوى الفيروسية. وظلت طبيعة الفيروسات غير معروفة إلا بعد اكتشاف المجهر الإلكتروني في الثلاثينيات من القرن العشرين وعندها اكتسب علم الفيروسات زخمًا كبيرًا. وفي القرن العشرين ظهرت العديد من الأمراض الجديدة والقديمة التي سببتها الفيروسات، ومن الأمراض الجديدة التي ظهرت هو وباء شلل الأطفال ولم يتم السيطرة عليه إلا بعد تطوير لقاح في الخمسينيات، بالإضافة إلى فيروس الإيدز نقص المناعة البشرية HIV الجديد وهو واحد من أكثر الفيروسات المسببة للأمراض التي ظهرت منذُ قرون. 

* وبالرغم من وجود فوائد للعديد من الفيروسات إلا أن الاهتمام العلمي بالفيروسات قد ازداد بسبب ما ينتج عنها من أمراض خطيرة. وترجع فائدتها إلى أنها تدفع مسيرة التطور عن طريق نقل الجينات الورائية عبر الأنواع، كما أنها تؤدي دورًا رئيسيًا في النظام البيئي.

* مع تصاعد نمو سكان العالم وتأثيره على الأمن الأمريكي والمصالح الخارجية لها نبه هنري كيسنجر الى خلاصة مفادها: "يجب أن يكون تقليص عدد سكان العالم الثالث من أولويات السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية"، إلا أنه لم يحدد الطريقة التي سيتم بها تقليص عدد السكان.

* موارد أسلحة الدمار الأمريكية المتمثلة بالامراض و"الاوبئة"، لا تخلو من أهداف اقتصادية يراد منها افقار دول والهيمنة على ثروات وموارد دول اخرى.كما يأتي نشر هذه الأمراض المصطنعة ضمن "سباق تسلح بلقاحات" تربحها "لوبيات الأدوية" التي تضاهي بقوتها "لوبيات السلاح" مستفيدة من تصعيد الحملات الاعلامية حول مخاطر الامراض.الى جانب حرب الوباء تخوض الراسمالية حربًا اقتصادية تهدد وجودها. ويحذر الكثير من المحللين من أن الأزمة المالية العالمية الراهنة قد لا تشبه تمامًا الأزمات السابقة.

في أواسط القرن الماضي، تنبأ العديد من الاقتصاديين بأن المستهلكين لن يستطيعوا استيعاب السلع الكثيفة التي تفرزها أدوات انتاج رأسمالية متطورة. فإذا بالرأسمالية تفاجئهم بإنتاج الرغبات قبل السلع. فهي لم تعط المستهلكين ما يريدون، بل جعلتهم يريدون ما تعطيهم. وهذا كان انقلابا هائلا لا مثيل له في التاريخ.

 * في أوائل التسعينيات، ومع بروز العولمة كنظام حياة وايديولوجيا (برغم انها ليست شيئا آخر غير الرأسمالية العالمية بحلة جديدة)، سرت مقولة أن الثورة الاجتماعية العالمية آتية بسبب الفروقات الهائلة بين الأغنياء والفقراء. الفروقات حدثت، لكن الثورة لم تقع. بدلًا منها نشأت مراكز رأسمالية ضخمة جديدة في الصين والهند، ستؤسس لاحقا لما قد يثبت أنه أكبر تجمع للطبقات الوسطى في كل الحضارات البشرية. 

* في العام 1996 توافقت "قمة الغذاء" في روما على تصديق 185 دولة من دول العالم على خفض نسبة جائعي العالم إلى النصف بحلول عام 2015. إلا أن هذا الاتفاق واجه صعوبات جمة في التنفيذ. والخطير أن آثار المجاعة ما عادت تقتصر على أفريقيا فقط، بل باتت مبعثرة في كل مكان حتى أنها طالت بلدانا تعد من البلدان غير الفقيرة نسبيا، كالمكسيك والفيلبين.

* هذه الأزمات العالمية المنتشرة في كل مكان، عدا عن الحروب والكوارث الطبيعية، تضع الانسان أمام أسئلة كبيرة عليه أن يجيب عليها وأن يجد لها حلولا سريعة، فقبل أن يجيب على سؤال: كيف نطور حياتنا؟ عليه أن يواجه سؤال: كيف نبقي على قيد الحياة؟

*حرب الأوبئة هي من وسائل السيطرة الاستعمارية، وهي تعبير عن أزمة الراسمالية المتوحشة وأفوال الغرب الغارق في الاستهلاك وعبودية المال بعد أن تخلى عن الأخلاق والقيم.


* اخطر الاوبئة على تاريخ البشرية:

١- شلل الأطفال Poliomyelitis

يُعتقد أن هذا المرض موجود منذ آلاف السنين. ويسببه فيروس يتنقل عادةً عن طريق الماء والطعام الملوثين، حيث يستهدف الجهاز العصبي البشري، مسبباً أعراض تؤثر على الساقين عادةً ويؤدي إلى الشلل. في الولايات المتحدة، تفشي شلل الأطفال في أواخر القرن التاسع عشر بشكل أوبئة محدودة وبحلول العام 1910، أصبحت الأوبئة المتكررة أحداثاً اعتيادية في جميع أنحاء العالم. وعلى وجه الخصوص في المدن خلال أشهر الصيف تحديداً وبلغت ذروتها بين 1940و 1952. شلل الأطفال كان يتسبب في شلل أو قتل أكثر من نصف مليون شخص في جميع أنحاء العالم كل عام. على الرغم من أنه لا يوجد علاج لهذا المرض، قد تم تطوير لقاح في 1950، الذي أثبت فعاليته على مدى عقود. ولأن هذا المرض لا ينتقل إلا بواسطة البشر، فقد حققت البشرية نجاح منقطع النظير في القضاء على هذا المرض وفي العام 2015 أعلنت منظمة الصحة العالمية خلو معظم دول العالم من إصابات جديدة باستثناء باكستان وأفغانستان.


٢- الإيدز HIV

مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) من أكثر الأمراض حداثة في انضمامه لقائمة الأوبئة المدمرة. انتشر حول العالم بصورة كبيرة في ثمانينيات القرن الماضي، ومنذ ذلك الوقت مات أكثر 25 مليون شخص بسببه. يحدث هذا المرض بسبب فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، الذي ينتشر عبر سوائل الجسم وسرعان ما يهاجم الجهاز المناعي. ليس هناك علاج شاف للمرض أو تطعيم فعال حتى الآن، إلا أن هناك أدوية فعالة ضد الفيروسات القهقرية (Anti-Retroviral drugs) تخفف من الأعراض وتطيل حياة المصابين بحوالي من 4 إلى 12 سنة. عدد المصابين الأحياء بهذا المرض يقارب أل 35 مليون إنسان في العالم. هناك محاولات حثيثة لإيجاد تطعيم فعال ضد مرض الإيدز وهناك نجاحات لكن لم تصل أي من هذه المحاولات إلى المستوى المطلوب.


٣- الملاريا

يعدّ هذا المرض الذي تسبب في نقله البعوض، من أقدم التهديدات لحياة البشرية، حيث أن سجلات مرض الملاريا يعود تاريخها إلى ما يقارب 4000 عام، وهناك حالات جديدة لا تزال تسجّل حتى اليوم. ينتشر في المناطق الجنوبية للصحراء الكبرى في إفريقيا حيث يتم تشخيص حوالي (350-500) مليون إصابة سنويًا، ومع ذلك نسبة الوفيات صغيرة. أكبر وباء للملاريا انتشر في الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، مما أسفر عن مقتل ما يقارب 100.000 جندي أمريكي. يتسبب بالمرض طفيل يعرف ب البلازموديوم وله عدة أصناف. يقضى هذا الطفيل جزء من دورة حياته في البعوضة "الناقل" والجزء الآخر في الإنسان "العائل". من أهم المعيقات في مكافحة هذا المرض قدرة الطفيل على تكوين مقاومة للعقاقير المضادة بالإضافة إلى عدم نجاعة مكافحة البعوض بسبب المساحات الشاسعة التي يمكن أن يتكاثر ويستوطن فيها البعوض.


٤- كان هذا المرض شائعاً في الهند لعدة قرون، وانتقل بعدها لأنحاء مختلفة العالم في القرن التاسع عشر. تتسبب في هذا المرض بكتيريا "ضمة الكوليرا" أو Vibrio cholera وهي بكتيريا سريعة النمو ويمكن أن تبقى في بيئات مختلفة لفترات طويلة. ينتقل الميكروب عادةً عن طريق الماء والغذاء الملوثين. يسبب أعراضًا متنوعة كالتقيؤ، الإسهال، تقلصات والجفاف الشديد. ويؤدي المرض للموت عند الأشخاص الذين فقدوا الكثير من سوائل الجسم ويعالج المرض بتعويض السوائل والأملاح بالإضافة إلى إعطاء المريض مضادات حيوية من فصيلة التتراسيكلين. لسوء الحظ، فإن انتشار الوباء لا يزال مستمر حتى اليوم. سجّلت 3-5 مليون حالة إصابة، و12000 حالة وفاة كل عام. أكبر وأحدث انتشار للكوليرا حدث في هاييتي عام 2010 حصد فيها أرواح 7000 شخص ولم يتم القضاء عليه بعد. أيضاً في العراق الشقيق ما زال هناك تفشيات في مناطق مختلفة.


٥- الجدري

في القرن السادس عشر قضى وباء الجدري الذي يسببه فيروس الفاريولا (Variola virus) على مجموعات سكانية بأكملها، وتسبّب في وفاة 90 مليون من الهنود الحمر عندما أحضره الأوربيون معهم إلى الأميركيتين. تتضمن الأعراض آلام في الجسد، حمى (ارتفاع درجة الحرارة) وطفح جلدي شديد يصاحبه بثور مملوءة بسائل تترك ندوب واسعة على الجلد بعد شفائها. قتل الجدري 400000 مواطن سنوياً في أوروبا في نهايات القرن الثامن عشر، لكن تمّ تصنيع لقاح للمرض في عام 1796 (أقدم اللقاحات المبنية على أساس علمي). بالرغم من استخدام اللقاح إلا أنه لم يمنع انتشار المرض، ففي 1960 تسبب المرض بقتل مليوني شخص حول العالم. ويعتبر هذا المرض الوحيد الذي أعلن عن اختفائه (القضاء عليه) وربما كانت اَخر حالة مسجلة للمرض في العام 1979. ويعزى النجاح في القضاء عليه إلى اللقاح الفعال الذي منع حدوث وانتشار المرض وذلك بسبب عدم مقدرة الفيروس المسبب على تغيير انتيجيناته.


٦- الحمى الصفراء

هذا المرض فيروسي وينتقل من شخص لآخر عن طريق البعوض المصاب. مسؤول عن أخذ حيوات الملايين ومسح قرى ومستعمرات كاملة خلال فترة حكم نابليون. لا تزال الحمى الصفراء موجودة في مناطق إفريقيا وأمريكا الجنوبية. ومع أن هناك إصابات أقل خطورة من أخرى، إلا أن هذه الحمى تبقى خطرًا مهددًا للحياة؛ حيث تسبب نزفًا داخليًا وفشلًا كبديًا مما يسبب اصفرار الجلد، معطيًا هذا الاسم للحمى.أشهر وباء للحمى الصفراء كان عام 1793 في فيلادلفيا في الولايات المتحدة، عندما توفى 4000 شخص في فترة مدتها أربعة أشهر. اليوم، لايزال هذا المرض موجوداً وهناك ما يقدر ب 200000 حالة مصابة بالحمى الصفراء، مسببة 30000 حالة وفاة سنوياً حول العالم. شهد عدد حالات الحمى الصفراء زيادة على مدى السنوات العشرين الماضية بسبب انخفاض مناعة السكان حيال العدوى وإزالة الغابات والتوسّع العمراني وتحرّكات السكان وتغيّر المناخ. لا يوجد علاج محدد يضمن الشفاء من الحمى الصفراء. والعلاج المتاح لا يمكّن إلاّ من تخفيف الأعراض من أجل راحة المريض. التلقيح هو أهم تدبير للوقاية من الحمى الصفراء. فاللقاح المُعطى ضدها آمن وميسور التكلفة وفعال للغاية، وتكفي جرعة واحدة منه لتوفير مناعة مستدامة وحماية طيلة العمر ضد الإصابة بمرض الحمى الصفراء، ولا داعي لأخذ جرعة منشطة من لقاح الحمى الصفراء. ويوفر اللقاح مناعة فعالة في غضون 30 يوماً لما نسبته 99% من الأشخاص الملقحين.


٧- الطاعون (الموت الأسود)

يعتبر الموت الأسود أول وباء حقيقي على الأرض وذكر في التاريخ قبل الإسلام وذكر في أحاديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وقضى هذا المرض على جماعات سكانية كاملة في آسيا وأوروبا في القرن الرابع عشر. أعراض المرض تكون بتورّم الغدد الليمفاوية، حمى، سعال، البلغم الدموي وصعوبة في التنفس. أسباب المرض أو السلالات الوبائية لا تزال موجودة حتى اليوم، لكن بفضل التطورات في الطب؛ فأي حالات محتملة من السهل علاجها في وقت مبكر من الإصابة، وبالتالي فإن الخسارة الهائلة في عدد السكان كما رأينا منذ ستة قرون هي بعيدة الاحتمال. ويتسبب في هذا المرض بكتيريا عصوية صغيرة تعرف باسم يرسينيا بيستس Yersinia pestis. وتنتقل عن طريق البراغيث التي تتطفل على الجرذان ويمكن أن تنتقل أيضا من شخص إلى اَخر حال وصول الميكروب وصول إلى الجهاز التنفسي. بعض المؤرخين ذكروا أن الأوروبيين استخدموا المرضى بالطاعون كقنابل جرثومية كانت تقذف جثثهم إلى حصون الأعداء ليتفشى فيهم الطاعون ويستسلموا بسرعة. ولا زال الميكروب يصنف تحت العوامل البيولوجية المحتملة في الحروب البيولوجية. سمي بالموت الأسود نظراً لان المرضى يظهر عليهم بقع سوداء نتيجة النزف الحاد للدم تحت الجلد وموت الأنسجة. والبعض يعزو التسمية إلى ارتباط الموت في اللون الأسود عن الكثير من الثقافات فسمي بهذا الاسم نظرا لكثرة الموت.


٨- السل الرئوي (الدرن)

تسببه بكتيريا عصوية تعرف باسم مايكوباكتيريوم توبيركيلوساس Mycobacterium tuberculosis وتعتبر من الميكروبات بطيئة النمو ويستغرق انقسامها حوالي 18 ساعة ومع ذلك فهي من أخطر الميكروبات وقد تمّ تتبع سلالات هذا المرض من خلال المادة الوراثية (DNA) لمومياوات المصريين القدماء، وتبيّن أن هذا المرض عاث فسادًا في البشرية لآلاف السنين. تسببه بكتريا تنتقل عن طريق الجو. يهاجم هذا المرض الرئتين ويسبب ضعف داخلي، ألم في الصدر، تعرق ليلي ونوبات سعال شديدة. في القرن التاسع عشر قضى مرض السل الرئوي على ربع السكان البالغين في أوروبا. وفي فرنسا في عام 1918 واحدة من كل ست حالات وفاة كان سببها السل. لا يزال المرض منتشرًا حتى هذا اليوم، ويؤثر على حياة 8 ملايين شخصًا سنوياً مؤديًا لموت 2 مليون منهم. وفي محاولة منها للحد من انتشار هذا المرض، تقوم منظمة الصحة العالمية ومنذ العام 1997 بنشر تقرير سنوي يوضح وبائية المرض والجهود المبذولة في مكافحته والتطورات في مقاومة البكتيريا والبروتوكولات العلاجية. رغم كل الجهود العالمية للقضاء على المرض إلا أن طبيعة العامل المسبب للمرض تجعل الأمر صعباً خصوصا مع ظهور سلالات ذات مقاومة متعددة في أماكن متعددة من العالم.


٩- الأنفلونزا

الأنفلونزا مرض فيروسي يتسبب به فيروس صغير مادته الوراثية مكونة من 8 قطع من الحمض النووي الريبوسي وتتميز بقدرتها الفائقة على التحور من خلال الطفرات والتبادل الجيني. وهذا يجعل من تطوير لقاح فعال أمرا صعباً للغاية. يعتبر الكثير من الناس الأنفلونزا حدثا عادياً ولا يوجد خوف كبير من هذا المرض الذي يصيب الملايين سنوياُ. على الرغم من ذلك فقد سجل التاريخ الحديث وباءاً عام 1918 أثار الذعر في معظم أرجاء العالم. أطلقت عدة تسميات للمرض -الإنفلونزا الإسبانية وإنفلونزا 1918-لكن بغض النظر عن أي تسمية تطلق عليه؛ فهو يعرف بأنه واحد من أكثر الأوبئة فتكًا في التاريخ. ومع أنه استمر لسنة واحدة فقط، إلا أن سلالة الفيروس استطاعت القضاء على ملايين البشر (هناك تفاوت في التقديرات من 20-100 مليون إنسان). كما كان قادرًا على الانتقال بسهولة من دولة لأخرى بواسطة الجنود العائدين من الحرب العالمية الأولى من جميع أنحاء العالم لبلدانهم. الأعراض مشابهة لإنفلونزا الوقت الحالي، لكن تجمع السوائل المفرط في الرئتين الناتج عن مضاعفات الإنفلونزا هو ما أدّى لموت الملايين.