شخصية الانسان هل يمكن ان تتغيّر، وكيف؟؟؟


ايمان أبو شاهين يوسف- 31-10-2023

يقول المثل الشعبي: من شبَّ على شيء شاب عليه.

وهذا يعني بان الشخص الذي تعوَّد على عادة، او سلوك، او مبدأ معين، فأنه سيبقى عليه حتى بعد ان يعجز ويشيخ. وهذا ما يعزّز الخلفية التي على أساسها يُطرح السؤال (موضوع المقال). حيث يقرّ بثبات شخصية الانسان وتميّزها عن الاخرين.

وحتى نكون اكثر وضوحا يجب علينا ان نعرّف ماذا يعني مفهوم الشخصية؟

مفهوم الشخصية في قاموس المعجم الوسيط العربي تعني الصفات التي تميّز الشخص عن غيره.

وفي علم النفس، مفهوم الشخصية هو مجموعة الصفات التي تكوّن شخصية الافراد. هذه الصفات تختلف من شخص الى آخر حيث يتفرد كل شخص بصفات خاصة يتميز بها عن غيره.

وهنا نستنتج بان شخصية الانسان ما هي الاّ الاطار الذي يرسمه الانسان لنفسه من عدة صفات وقناعات، للتعامل على أساسه مع الاخرين.

لكن ما يسأله البعض هو: هل شخصية الإنسان هي نفسها الجوهر؟

 حتى نجيب على ذلك علينا تعريف معنى الجوهر الإنساني:

 الجوهر في الفلسفة هو الأساس الذي يشكل للجسم او المادة ما هي عليه فعلا، وبهذا تملك ضرورة حتمية، بخلاف الاعراض او الخواص التي تطرأ على الجسم والمادة. 

وجوهر الانسان العميق أساس انسانيته التي تعكس الصفات التي تميّزه عن غيره من المخلوقات سواء من حيث الوعي، او المحبة، او التعاطف، او القسوة.. 

والجوهر الانساني يحدد شخصية الانسان في الحياة وطريقة تعامله مع الاخرين. 

بعد هذا التوضيح هل اصبح بإمكاننا القول بان شخصية الانسان يمكن ان تتغيّر؟

 هكذا وبحسب التعريف الفلسفي للجوهر الإنساني فانه أساس انسانيته التي تعكس الصفات التي تميّزه عن الآخرين والتي تحدد شخصيته في الحياة وطريقة تعامله. هذا الجوهر الذي هو بحكم الضرورة الحتمية له غير قابل للتغير. 

وعليه، واذا كان الجوهر الانساني الذي هو حتمي وغير قابل للتغيير أساس شخصية الانسان فهل ما زال مسموحا لنا بان نسأل اذا ما كانت شخصية الانسان تتغيّر؟

 اذا أقرّينا بان شخصية الانسان لا تتغير فهذا لا يعني بانها غير قابلة للتعديل تبعا للظروف والمعطيات التي تحيط بالإنسان، او تصادفه في هذه الحياة. والتي يمكن ان تضيف بعض الصفات الحسنة كما قد تضيف بعض الصفات السيئة على شخصيته التي بنيت في الأساس من مجموعة الصفات والسلوكيات المستمدة من الجوهر.

 لهذا فقد نرى أحيانا أشخاصا يتميزون مثلا بالقسوة الشديدة، لكن بسبب تعرضهم لموقف من الرحمة كان قد انقذهم من الهلاك صاروا اكثر لطفاً وإنسانية....

 او ان انسانا شديد الكرم الذي فقد كل ماله بسبب مساعدة الاخرين، وعندما احتاج وطلب المساعدة لم يلق احداً يساعده. لذلك صار اكثر حرصا على صرف أمواله.... 

وفي بعض الحالات قد تتحول الضغوطات الكبيرة في حياة الناس الى مؤثرات نفسية تترك اثرها الجذري في شخصية الانسان، لا بل قد تتغلغل الى أعماق جوهره وتقضي على كل مقومات شخصيته وتخلق منه انسانا اخر ليس له علاقة بما قبله، ولكن هذه الحالات هي حالات مرضية (نفسية او بيولوجية) شديدة التأثير تقضي على شخصية الانسان وتغربه عن واقعه ومجتمعه. 

مثلا: اذا رأت امٌ ابنها يغرق ويموت ولم تستطع مساعدته، فقد تصاب بصدمة نفسية تضيع توازنها واستقامة تصرفاتها، حيث تتحول الى انسانة شريرة تحاول أينما رأت طفلا الإمساك به ورميه في الماء.

 اما الحالات الطبيعية فهي بان يطرأ بعض التعديلات السلوكية والتغيير ببعض الصفات الشخصية بسبب ما استجد من مفاهيم ومعتقدات في حياة هذا الشخص. 

مثلا: شاب فقير الحال يعمل عند سيد القصر ويخضع لأوامره ويرضى بكبت حريته. بعد ان تعلم وحصل على اجازته الجامعية شعر بقوته المعرفية وصار يطالب بحقوقه وحريته.... 

جاء في القرآن الكريم “لاَّ يسأم الانسان من دعاء الخير وإن مسَّه الشَّرُّ فيئوسُ قَنوطُ “ (فصلت 49 ) 

المراجع

 - القرآن الكريم. 

- مقال الكتروني (هل تتغير شخصية الانسان) – ويكيبيديا. 

- كتاب علم نفس الشخصية – كامل محمود عويضة – دار الكتاب العلمية – بيروت لبنان 

- تحليل الشخصيات واسرار تطويرها – عصام يوسف - pdf