الكاتب عماد أ. الاعور
يَا رَبَّ،
يَا نُورَ السَّائِرِينَ،
هَمْسُ قَلْبِي: سُبْحَانَكَ، لَا غَايَةَ إِلَّا أَنْتَ.
يَا رَبَّ،
يَا مَأْوَى الْخَائِفِينَ،
نَفَسُ رُوحِي: رَضِيتُ بِكَ مَقْصِدًا وَمَوْرِدًا.
يَا رَبَّ،
يَا سِرَّ السِّرِّ،
سُكُوتِي نُطْقٌ: لَا إِلٰهَ إِلَّا أَنْتَ.
يَا رَبَّ،
يَا مُحِيطًا لَا سَاحِلَ لَهُ،
أَغْرِقْنِي فِي بَحْرِ حُبِّكَ، حَتَّى لَا أَرَى شَاطِئَ نَفْسِي.
يَا رَبَّ،
يَا فَجْرَ الْبَصِيرَةِ،
ازْرَعْنِي زَهْرَةً عَلَى عَتَبَاتِ وَصْلِكَ.
يَا رَبَّ،
يَا مَنْ يَجْمَعُ شَتَاتَ الْمُرِيدِينَ،
ضُمَّنِي إِلَى سِلْكِ أَحْبَابِكَ، وَلَا تَذَرْنِي وَحِيدًا.
يَا رَبَّ،
يَا مَنْ لَا تَنْقَطِعُ عَطَايَاهُ،
عَلِّمْنِي الرِّضَا فِي كُلِّ حَالٍ، وَالرِّضَا فِي كُلِّ مَآلٍ.
يَا رَبَّ،
يَا نَبْعَ الْحَيَاةِ،
اسْقِنِي مِنْ كَأْسِكَ الَّذِي لَا يَظْمَأُ شَارِبُهُ.
اللَّهُمَّ،
يَا مَنْ سَبَّحَتْ لَكَ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَا بَيْنَهُمَا،
وَيَا مَنْ دَانَتْ لَكَ أَسْرَارُ الْوُجُودِ وَخَفَايَاهُ،
نَسْأَلُكَ بِاسْمِ لَاهُوتِكَ الْأَعْلَى، وَبِسِرِّ رَحْمَتِكَ الْكُبْرَى،
أَنْ تُبَلِّغَنَا مَقَامَ الْحُبِّ الَّذِي لَا يُعَكِّرُ صَفْوَهُ شَيْءٌ.
اللَّهُمَّ،
خُذْ بِيَدِنَا لِعُبُورِ ظُلُمَاتِ أَنْفُسِنَا،
وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا عَلَى صِرَاطِ الْوَعْيِ،
وَاكْشِفْ عَنْ قُلُوبِنَا حُجُبَ الْغَفْلَةِ،
وَأَلْبِسْ أَرْوَاحَنَا رِدَاءَ الْحُضُورِ الدَّائِمِ.
اللَّهُمَّ،
اجْعَلِ الْحُبَّ لَكَ أَصْلَ كُلِّ نِيَّةٍ،
وَاجْعَلِ الْفَنَاءَ فِي نُورِكَ غَايَةَ كُلِّ سَعْيٍ،
وَاجْعَلِ الْوَعْيَ الْحُرَّ الْمَسْؤُولَ النَّابِعَ مِنْ فَيْضِكَ،
نِبْرَاسًا نَهْتَدِي بِهِ إِلَيْكَ، لَا نَحِيدُ عَنْهُ.
اللَّهُمَّ،
طَهِّرْ قُلُوبَنَا مِنْ ظُلْمَةِ الْأَنَا،
وَزَيِّنْهَا بِنُورِ التَّوَاضُعِ،
وَازْرَعْ فِيهَا عُيُونًا لَا تَنْظُرُ إِلَّا إِلَيْكَ.
اللَّهُمَّ،
اجْعَلْنَا مِمَّنْ أَحَبَّكَ حُبًّا مَلَأَ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ وَأُخْرَاهُ،
وَجَعَلَ ذِكْرَكَ أَنْفَاسَهُ، وَرِضَاكَ قِبْلَةَ قَلْبِهِ،
وَلِقْيَاكَ غَايَةَ سَعْيِهِ وَمُرَادَهُ.
اللَّهُمَّ،
لَا تَسْدِلْ عَلَيْنَا سِتَارَ الْغَفْلَةِ،
وَلَا تَذَرْنَا لِأَنْفُسِنَا،
وَلَا تَجْعَلْنَا نَعْبُدُكَ خَوْفًا مِنْ نَارٍ،
وَلَا طَمَعًا فِي جَنَّةٍ،
بَلْ حُبًّا لَكَ، وَشَوْقًا إِلَى وَجْهِكَ الْكَرِيمِ.
اللَّهُمَّ،
خُذْنَا إِلَيْكَ،
خُذْنَا أَخْذَ الْعَارِفِينَ الصَّادِقِينَ،
خُذْنَا بِغَيْرِ رَجْعَةٍ إِلَى ظُلُمَاتِ الْبُعْدِ.
اللَّهُمَّ،
اجْعَلْ نُورَكَ مُقِيمًا فِي صُدُورِنَا،
وَحُبَّكَ سَاكِنًا فِي أَنْفُسِنَا وَأَنْفَاسِنَا،
وَذِكْرَكَ جَارِيًا عَلَى أَلْسِنَتِنَا،
حَتَّى نَلْقَاكَ وَأَنْتَ رَاضٍ عَنَّا،
وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
آمِينَ.
إلى نبيلة
@جميع الحقوق محفوظة