"قلعة راشيا"... في إملاء عربيّة

الاستاذ الشيخ فاروق خداج - 21- 5- 2023


تلألأت وضاءةً، فأضاءت بضيائها كلّ إضاءات النور المتلألىء من لآلىءِ الحرّيّة غير المستثناة من سنا الحرائر فُرادى وزَرفات. وبدت هييئةً لاستقبالِ أُولي القرار من القامات الوطنية الفضلى، المعروفين بذودهم عن الدستور وائتمانهم عليه؛ ومنهم رئيس الجمهورية بشارة الخوري، ورئيس مجلس الوزراء رياض الصلح، ومَن جاراهم في المؤتلف النضالي ووقفات العزّة الفييئة للحقّ والآثال، والمتبوئة سدرة المنتهى في القضايا ذات البتّ والنُّهيةِ.

قلعةٌ مؤتلقةٌ بالمروءات، إن عدّ التاريخ فضائلها يجارِ منتهاه بدء اليقظة، ويرق اسمُه إلى مراقي الهناءة والحُسنى. ويأتزر كراريسه الناتئة حروفها مؤججة بالهدي والجدوى. متأنسناً فيها بايماءات من بادىء بدء مواءمتها لمنائر النبوءات اللامتناهية.

ولئن سؤدد راشيا يتكىء على هضبةٍ عالية هي للحرية متكأ. لا ترضى قلعتها إلا أن تتبوأ درج الصعود إلى حكاية الاستقلال. فبناؤها الصليبيّ يعود إلى قرونٍ مضيئة خلت. ههنا يتماءى بؤبؤ المخيلة في جمالية فنائها اللؤلؤيّ أن ينحو بمآثره إلى راشيا القرية، فيستضيء هناك بمآتٍ من تاريخ الشهابيين الأوائل، ثم يأتلق بالنشوة مأخوذاً حين يتنعم برؤية أبنائها مستأسدين في مناوأة إبراهيم باشا المصري، ويعلي استئنافه للظلم غداة ارتداد مناوئها عنها مطأطىء الرأس لا يلوي على شيء.

والآن، أأؤثر النأي عن البوح بمحبتي لمعول وريشة تلاءما في بني الوَحدة هنا٬ فأشرقت شمس سُلالة المثالي الواقعي على كلّ قاصٍ ودانٍ؟ فرَ _ أيها المتأمل _ المؤتمن على حقوق أهل راشيا وائل _ والذي استمدّ طهراً وتوقاً من أبي المساكين كمال، فأمسى أبا الإنسانية ووزيرها بلا منازع. إي والله، لقد أوتي فؤادي اليوم فرصة تهنئة عرين وادي التيم _ موئل التوحيد _ عن كثبٍ، فما توانى ولا تماهى. بل أفاض حباً في مواطىء اللّقيا حيث تتبوأ نجابة ابن كمال، وليد، سُدُة الأساطين النحارير، وتسامى مبهوراً بالهيبة والحنوّ معاً في دوحة تيمور بن وليد، مأمن المهج والأفئدة.

فهأنذا في حمى سُكنى الآلهة أشدو. ولم أسلُ دُنى الشوف، مئزر العَظَمة، حيث حُمّلتُ شذا المكتبة الوطنية في بعقلين إلى قلعة راشيا، وكأنني متأرجحٌ بين هنا وهناك في اقتسامِ مودتي التي لا تتجزأ.