فرويد والتحليل النفسي

طارق نصر الدين - 6 - 5- 2022

سيغموند فرويد مولده وحياته هو «سيغموند شلومو من آل فرويد»، طبيب نمساوي يهودي الديانة، هو أبو الطب النفسي وصاحب مقولة (الجنس أصل الشرور)، ولد عام ١٨٥٦ميلادي، في «تشيكوسلوفاكيا» أبوه كان تاجر صوف يدعى "جاكوب أو يعقوب"، كان لديه ثمانية أخوة وكان المدلل بينهم لتميزه وتفوقه العلمي.

درس طب الأعصاب في جامعة شتوتغارت وحصل على دكتوراه في "الأعصاب وبحوث الأمراض العصبية"، انتقل إلى فرنسا ليتابع أبحاثه واهتماماته التي تخطت الطب العصبي، كان أول المعالجين لمرض (الهستيريا العصبية) من خلالِ العلاج النفسي والتنويم المغناطيسي.

ومن خلال أبحاثه في (جامعة سالبتريار) تنبه فرويد لأهم نظرياته وهي علاقة المشكلات الجنسية بالعقد النفسية والاضطرابات النفسية وأن كل المشاكل النفسية لدى البشر أصلها جنسي حسب اعتقاده.

مدرسة التحليل النفسي سيغموند فرويد

ماذا نعني بمدرسة التحليل النفسي أو «السايكو أناليسيز»، هي مدرسة يجتمع مل منظريها على أن سلوك الإنسان غرضي وغائي، أي أن السلوك البشرية نتيجة دوافع غريزية تدفعه للعمل والسلوك والتفكير والشعور، وقسمت مدرسة التحليل النفسي الغرائز التي تؤسس نمط السلوك البشري إلى مجموعتين غريزيتين:

الأولى (غريزة الاستمرارية والحياة الجنسية).
الثانية (غريزة الصراع على البقاء والموت).

وعند الغوص في تحليل فرويد ومدرسة التحليل النفسي نجدة قد قسم النفس البشرية من خلال دوافع سلوكها إلى طبقات ثلاثة:

الأولى سماها «منطقة الهو»، وهي منطقة لا عقلانية تتجمع فيها كل الأفكار والمشاعر والمخاوف والآلام والتجارب والاضطرابات النفسية، هي أشبه ببحر متلاطم من المعلومات المخزنة بشكل فوضوي دون ترتيب، وبالتالي نرى حسب تعريف فرويد الهو هو منبع للغرائز البشرية والتجارب المخزنة دون ترتيب واعي، وهو جانب لا شعوري عميق، كما أنّه لا إرادي، ولا يوجد صلة بينه وبين العالم الواقعي، فهو لا يعي المنطق، بل تسيطر عليه اللذة والألم، ويندفع لإشباع رغباته بعجلة في أيّ صورة وبأيّ ثمن، وتعمل الأنا الأعلى والأنا على كبحه.

المنطقة الثانية (الأنا الأعلى)، وهي منطقة الفكر الحسي وهي منطقة مسئولة عن الوعي المدرك لما حولنا وهو المدير والضمير والرقيب على سلوكنا الغرائزي، وهو الذي يرتب أفكارنا ويرتب سلوكنا ويضع الضوابط لما يجب أن يخرج من منطقة الهو وما لا يجب، وذلك وفقاً لمعاير الأخلاق والدين والعادات والتقاليد، وحسب رأي فرويد: "الأنا الأعلى" تمثّل الضمير والمعايير الاجتماعية والأخلاقيات، والتقاليد، كما أنها تمثّل القيم والخير والصواب والحق والعدل والحلال، وهو بمثابة رقابة وسلطة داخلية، فالشخص من خلال الأنا الأعلى يراقب نفسه بطريقة لا شعورية إلى حد كبير.

كما أنه يعمل عكس عمل الهو بل هو ضابط له ويكفّه عن إشباع رغباته بطريقة همجية أو فوضوية أو خارجة عن القوانين والتشريعات الإنسانية والسماوية.

المنطقة الثالثة: وهي (الأنا)، والأنا هو مركز الشعور وهو المشرف على الجهاز الحركي الإرادي، كما أنّه مركز الإدراك الحسي الخارجي والداخلي، وتقع على عاتقه مهمة الدفاع عن الشخصية، فهو يعمل على إحداث التوافق والتكامل بين الشخصية والبيئة، ويعمل أيضًا على حل الصراعات بين مطالب الهو ومطالب الأنا الأعلى، فهو يعمل كمحرّك منفّذ للشخصية وله جانبان شعوري ولا شعوري، وكما أنّه يركّز على وجهين، وجه يطل على الدوافع الغريزية والفطرية في الهو، والوجه الآخر يطل عن طريق الحواس على العالم الخارجي، ومن خلال هذين الوجهين يعمل على التوافق بين مطالب الهو والظروف الخارجية.

سيغموند فرويد أقوال

إن العالم والطبيب أقرب أن يكون فيلسوفا ً أيضاً له حكم وأقوال خلدتها صفحات الكتب والعقول النيرة، وإليكم أحبتي بعض الأقوال لهذا العالم الشهير.

من أراد البقاء ابسط له قلبك ومن أراد الرحيل فابسط له الطريق.
عندما ترى شخصا أصبح حساسا لدرجه كبيره مبالغ بها فاعلم انه يشعر بالألم ما يزيد عن طاقته.
معظم الناس حقا لا يريدون الحرية لان الحرية ينطوي عليها مسؤولية ومعظم الناس خائفون من المسؤولية.
حيث يوجد الهو والغريزة، يوجد الأنا والمنطق العاقل يضبط ويحاكم.
إن الشعور بالذنب هو السبب الرئيسي لتطور الحضارة.

أفضل كتب سيغموند فرويد

يعتبر فرويد باحث ومنظرا وعالم قل مثيله أبدع في عملة وأغنى مكتبة الطب النفسي عالمياً بكتبٍ قيمةٍ أسست لمدارس بعده، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر أهم كتبه وانتاجاته الفكرية في مجال علم النفس السيكولوجي:

كتاب«تفسير الأحلام»، ويعتبر كتاب تفسير الأحلام لسيغموند فرويد من أهم الكتب على الإطلاق من حيث تحليل الحلم ومخرجاته حيث برع فيه بتوصيف معنى الحلم، وكيف أن الحلم عبارة عن إشباع لرغبة مكبوتة يمظهرها العقل الباطن على صورة تخيلات وتمنيات تعبر عن واقع يريد الشخص الوصول إليها أي أن الحلم إرواء لرغبة مكبوتة، أو تعبير وتخوف من حالة يعاني منها الإنسان فيعبر عنها الهو بصور فوضوية أحيان ومنطقية أحياناً وعن طريق رموز وإشارات دلالية أحياناً أخرى.
كتاب قلق في الحضارة، هو كتاب نقدي استخدم فرويد المنهج الديكارتي من خلال الشك ليقنع المتلقي أن علم النفس قادر أن يفسر كل ما يدور في حياة الإنسان.
كتاب ((مستقبل وهم)) الذي ترجمه المفكر جورج طرابيشي عن اللغة الفرنسية، والذي يحاول من خلاله فرويد أن يجيب ((لماذا لا يحظى الإنسان بالسعادة الذي ينشدها مهما قاربها أو يكون متجهاً لها.
كتاب (( الأنا والهو))، يتحدث فيه عن نظريته في التحليل النفسي لطبقات الوعي واللا وعي في الإدراك النفسي.

وكخاتمة لمقالتي وليس ختاماً في مدرسة فرويد أو إدعائي أني قد أحطت بنظريته ولكن حاولنا أن نسلط الضوء قلياً على ذلك الطبيب العظيم الذي وضع أسس حديثة للطب النفسي وأدوات علمية للدفاع عن الشخصية الإنسانية، مما يصيبها من ظروف قاهرة وأحزان لا تنتهي، وللمفارقة الغريبة في عقلية بني البشر أن أعظم طبيب نفسي عرفه الطب النفسي وهو فرويد والذي عالج الآلف من المرضى النفسين مات منتحراً بسبب أزماته النفسية، عن عمر يناهز الثمانين عاماً.

ولله في خلقه شؤون، حفظ الله خاتمتنا وأبعد عن كل الأحبة لنا ولكم أعزائي قراء مجلة الرأي الآخر كل ضرر والله ولي التوفيق.