الأُستاذة حنان زهر الدين قائدبيه، رئيسة رابِطَة سيدات عين عنوب: العمل الإنساني أسمى غاياتنا..
نرجس عبيد - 23 - 5 - 2022
الاستاذة حنان زهرالدين قائدبيه رئيسة رابطة سيدات عين عنوب الخيرية ومُديرة مستوصف عين عنوب الخيري خريجة جامعة بيروت العربية إختصاص حقوق ناشطة اجتماعية بامتياز.
عمِلت على نمِّوها الروحاني بِشكل كبير فسخرتهُ عطاءاً إنسانياً لِكُلِّ منْ حولِها هي تُقدِسُ الذات الإلهية القابِعة بِداخلها فاشتغلت على تنميتها النفّسية حتى أضحت كالمنارة المُضيئة على شاطئ البحر التي تُرسِلُ أشعتها لِلسُفن البعيدة ليستنير طريقها بِضوءها، وهذهِ السُفن هي كُل الشابات والسيدات والعائلات من حولها، هي تجمُّع رابطة سيدات عين عنوب والضيع المجاورة وهي مستوصف عين عنوب الخيري والطاقم الطبي بهِ وكُلّ مُحتاج ومريض يرتاد المستوصف ويقصدهُ
حديثنا عن بداياتك العملية وكيف تمرستِ على الانخراط في العمل الاجتماعي؟
بدأت مسيرتي الاجتماعية من خلال انخراطي في العمل الاجتماعي في الجمعية الدرزية الاميركية ADS، فكان المؤتمر الدرزي اول تجربة لي في العام ١٩٩٢.
ومنذ ذلك الحين بدأت أتعلم كيفية تنسيق المؤتمرات وإدارة الجمعيات وكيفية تحمُّل المسؤولية وإدارة العلاقات بطريقة ايجابية وكيفية استخراج القُدرات الكامِنة لِنُفيد ونستفيد، إذ استثمرتهُ لاحِقاً عند انتسابي بالعمل الاجتماعي في لبنان.
كيف بدأتِ نشاطَكِ الاجتماعي بعد عودتك إلى لُبنان مروراً إلى اِعتلائَكِ منصِب رئيسة رابِطة سيدات عين عنوب ومُديرة المستوصف الصحي فيها؟
بدايةً لقد تأسست رابطة سيدات عين عنوب الخيرية سنة ١٩٦٨ وحصلت على علم وخبر ٥١٧أ/د عام ١٩٧٠ بإمضاءٍ من وزير الداخلية المرحوم الشهيد كمال بك جنبلاط، وهي جمعية خيرية، تثقيفية، صحية واجتماعية ومستقلة غير سياسية لا تنتمي لاي جهة سياسية.
تأسست من سيدات فاعلات دروز ومسيحيين جمعتهم الالفة والمحبة الى أن بدأت الحرب الاهلية فتوقفت عن جميع نشاطاتها حتى العام ١٩٩٠ حيثُ استأنفت الرابطة نشاطها برئاسة السيدة سلوى سلمان ريدان رحمها الله لمدة عشرين عاماً تم خلالها شراء مركز للرابطة، وفي عام ٢٠٠٠ انتسبتُ لِرابِطة سيدات عين عنوب الخيرية وفي العام ٢٠١٢ اُنتُخِبتُ رئيسة لِلرابِطة وما زِلتُ حتى يومنا هذا.
ما هي أهداف الرابطة؟
مد يد العون الى من هم بحاجة لدعم
تقديم الرعاية الى اهلنا المسنين ومتابعة حاجاتهم ولا سبما الطبية في البيت بواسطة طبيب المستوصف وتأمين الادوية والحفاضات والمستلزمات الطبية.
تقديم الدعم المادي لذوي الحاجة
تقديم الدعم لِطُلاب المدارس والجامعات ذوي الدخل المحدود (منح، تجهيزات، دورات تدريبية، دروس خصوصية مجانية).
تنفيذ أنشطة ثقافية، توعوية وترفيهية.
إدارة مُستوصف عين عنوب الخيري الذي يُقدِم خدمات طبية مِن خِلال أطباء يداومون على مدار الاسبوع.
ما الفرق بين سير عمل الرابطة قبل جائحة كورونا وبعد جائحة كورونا؟
نشاط الرابطة قبل جائِحة كورونا كان نشاط اجتماعي بامتياز، إذ كُنا نُنظِم خِلال فترة عيدي الميلاد ورأس السنة حفلة ترفيهية نجمعُ خِلالها أطفال بيت اليتيم الدرزي من عبيه، مع أولاد مُؤسسة شملان الاجتماعية (دار الايتام الاسلامية) مع مؤسسة الطفل السعيد في عاليه، مع أولادنا في عين عنوب وأولاد الاخوة السوريين المُهاجرين مِن دون أي تمييز في حفلة ترفيهية يتضمنها توزيع الهدايا والحلويات، وفي مُناسبة عيد الأُم كُنّا ندعوا جميع الامهات إلى حفل سنوي يتخللهُ تكريم أكبر سيّدة مُسنة بالضيعة ونُكرمها بقطع قالب كاتو بِالمُناسبة وتقديم باقة زهور مع هدية مادية عربون محبة وتقدير …
كما كُنا قبل وباء كورونا نُقيم حفلات عشاء سنوية يعود ريعها للأعمال الخيرية على سبيل المثال لا الحصر:
كتقديم مُساعدات مادية لِطُلاب الجامِعات ودعم المدرسة الرسمية وتوزيع مُساعدات ماليه للأرامل وذوي الحاجة، كما كُنا نُقيم معارض لِلمُنتجات البيتيّة والاشغال اليدوية في سبيل تسويق المنتجات. ومن أهم النشاطات ايضاً الندوات التثقيفية والفكرية لزيادة الوعي والمعرفة من محاضرات التنمية المستدامة بإشراف الدكتور عادل نصر بشكل دوري تقديم دروس خصوصية مجانية لصف شهادة البريفيه في المواد العلمية، ومُحاضرات توعية حول الحدّ مِن تعاطي المُخدرات والتنبيه مِن مساوئها وتأثيرها السلبي على حياة المُراهقين في مجتمعنا.
حنان اسم على مسمى رصيدها محبة الناس تقول " إن العطاء يمنحُني السعادة وكم أشعُر بِالفرح عندما أرى بسمة الامل في عيونهم ودعواتهم القلبية أجمل هدية لي وتمنحني الدافع للاستمرارية"
ماهي أهم إنجازات الرابطة؟
أهم إنجاز هو إعادة فتح مستوصف عين عنوب الخيري عام ٢٠١٤ بِالتعاقُد مع وزارة الشؤون الاجتماعية، إذ استطعنا كرابِطة مُتواضِعة بإمكانياتها المادية إعادة فتح المستوصف وإنعاشهُ مِن جديد وفتح بابنا للجميع على الصعيد الصحي …
كيف تمولون الرابطة والمستوصف ومن أين تحصلون على الدعم المادي؟
قبل انتشار كورونا كان التمويل من ريع الحفلات السنوية، أما بعد اِنتشار الوباء اختلف الامر، أصبح التمويل من أبناء ضيعتنا المُقيمين والمُغتربين ومِن بعض الأصدقاء.
وفي هذه المناسبة نُقدِم تحية إجلال واحترام لجميع الخيرين أصحاب الايادي البيضاء فثقتهُم ودعمهُم لنا أعطانا القوة لِلاستمرارية في ظِل هذهِ الظروف الصعبة، وهذهِ الِثقة الكبيرة الذي منحونا إياها ساعدتنا على تقوية المستوصف إذ استطعنا شِراء أجهزة الاوكسيجين من خلال التبرعات وتقديمها لمن يحتاجها، كما استطعنا شراء الادوية وتقديمها لِلمرضى بأسعار زهيدة، كما تعاقدنا مع مُتخصِص مِخبري لِلفحوصات لِنُخفِف أعباء المواصلات والاعباء المالية على المرضى.
مستوصف عين عنوب بالرغم من صغر مساحته الا انه غني بتقديماته الطبية، حيثُ قدم ابن ضيعتي المُغترب صاحب الايادي البيضاء السيد باسم عربيد عيادتي أسنان وعيون كاملتين ويتضمن المُستوصف نُخبة مِن الاطباء الاختصاصيين من صحة عامة، وأطفال، ونساء، وعظام ومفاصل ومسالك بولية، وأسنان، وعيون، وقلب، وسكري وضغط وكلى وأنف وأذن وحُنجرة.
ونتقدم مِنهُم بِالشُكر والِامتِنان لإنسانيتهم وتعاونهُم معنا.
عين عنوب لِكُل مُواطن مِن الناحية الإنسانية وتقديم المساعدات فلا نُفرِقُ بين درزي أو سني أو شيعي أو مسيحي وكل مُحتاج هو أولية لدينا
كيف بنيتُم هذهِ الثِقة مع الآخرين وما هو سِر نجاحكُم؟
الشفافية والمصداقية عُنوانَنا الأساسي بِالتعامُل مع الآخرين ومن اسرار نجاحنا أننا لا نُميزُ بين فردٍ وآخر ونحنُ على مسافة واحِدة مِن الجميع فالعطاء ليس له حدود، وليس لهُ هوية أو لون أو جنسية والاهم من ذلك ليس لهُ دين، إذ مِن المُستحيل أن نُميز بين دينِ وآخر وهذا مبدئي في العمل فالانفِتاح على الآخر أساس عملنا.
الِانفِتاح على الآخر مبدأ هام جداً في التعاطي بالعمل الاجتماعي ومن يضعَ عملهُ ضِمن قالِب مُحدد وضيق لن يتقدم الى الامام فالانفتاح يجعل آفاقك لا مُتناهية ويُعطي المجال لِلنفس ولِلعقل لِلتعرُّف على أفكار ومقومات جديدة
لديكُم في الرابِطة شبكة مُمتدة مِن العلاقات العامة مع الهيئات والجمعيات المانِحة من هي هذهِ الجمعيات التي تعاونتُم معها؟
كما ذكرت نحنُ مُنفتحين على الجميع وبالنِسبة لنا أي عمل يخدم المصلحة العامة نحن نقدم عليه، وبناءاً على ذلك فقد تعاقدنا مع جمعية التنّمية للإنسان والبيئة (اليونيسيف) اذ قدموا مساعدات عيّنية لِلمُستوصف، كما تعاقدنا مع جمعية أرض الانسان ايطاليا التي قدمت للأولاد حلقات توعية ودورات توجيهية لِلأُمهات كما قدمنا مُنح جامعية مِن خِلال جامعة LIU بِنسبة ٧٠٪ وجامعة MUBS بنسبة ٦٠٪ ، وهناك تعاون مميز مع
Rotary Club of Aley & Rotary Club of West Aley شملَ تقديمات عِدة ومِنها سرير طبي وجهاز كومبيوتر ومعدات طبية وماسكات للوقاية من كورونا وحليب وحفاضات أطفال.
ومؤخراً تم التعاقُد مع البنك الغذائي اللبناني وقدمنا حِصص غذائية لحوالي ٢٠٠ عائلة مشن خلاله، ونشكُر الجميع لِتعاونهُم معنا والذي نتج عن الثِقة المُتبادلة فيما بيننا.
هل لكِ نشاطات مستقلة عن نشاطات الرابطة؟
نعم أنا عضو في الهيئة الادارية في مُنتدى إنماء غرب عاليه الذي يعمل على تنشيط المنطقة سياحياً عبر إعداد كتيب الدليل السياحي للمقيم وللمغترب، وعضو في حملة أصدقاء بنك الادوية.
ما أحدث نشاطاتك؟
تم دعوتي مِن قِبل الجامعة اليسوعية و ال UN Women لِلمُشاركة في دورة تدريبية حول الوساطة في حل النِزاعات، وهي تُعلم المُشارك كيفية التواصل بوعي وبِإدراك وبإيجابية مع أصحاب النِزاع وآلية وضع الحلول المُناسبة لِلمشاكل والنزاعات بطريقة سلّمية ودبلوماسية.
تقديس الوقت وإعطاءه أهمية كبرى في حياتنا أولى الاولويات فالإنسان الذي لا يُقدِّر قيمة الوقت يضيع عُمرهُ سدىً والانسان يُقدّر بِمدى استفادتهِ مِن وقتهِ وكيف يقضيه وبِمدى عطائهِ وثقافتهِ وتطويرهِ لِذاتهِ وبِمدى الفائِدة التي يُقدِمها لِلمُجتمع مِن حولهِ على عكس الحاصل في مُجتمعنا فهُنا يتم تقييم المرء مِن خلال مظهرهِ الخارجي والماديات التي يملُكُها.
أخيراً ما هي نصائِحك لِشابات وشُبان المُستقبل المُقبلين على العمل التطوعي والاجتماعي؟
العمل التطوعي هو سمة عطاء عند الفرد واجتهاد شخصي وللحقيقة هذهِ السِمة تُخلق بِذاتك بِشكل فطري طبيعي ولا يستطيع المرء استيرادها من الخارِج ولكِن مِن المُمكن العمل على نشر ثقافة التطوّع وتعلُّم مهارة اكتِسابها لِدى الراغبين وزرع هذا الحسّ الانساني وتعميم ثقافة العطاء، لِإن شابات وشبان المستقبل هم التطور وهُم الدم النابِض المُعاصِر وبالتالي هم استمرارية للعمل الانساني من بعدنا …
اخيراً أودُ أن أقدم شُكري وتقديري لِسيدات رابطة عين عنوب على تكاتُفهُن ومحبتهُن ودعمهن لي وللجميع في هذهِ الظروف الصعبة …فالعمل الانساني أسمى غاياتنا.
رابطة سيدات عين عنوب الخيرية
عضو في المجلس النسائي اللُبناني
عضو في تجمُّع الجمعيات النسائية في الجبل
عضو في البنك الغذائي اللبناني
عضو في المُنتدى الدولي لِخُبراء التنّمية البشرية
