"أينما كان فنُّ الطب محبوبًا، فهناك أيضًا حبٌّ للإنسانيّة" قالها "أبقراط" (أب الطب) يوماً، وما أحوجنا اليوم لمعرفة عمقها واهميتها.
مهنة الطب رسالة ومهمة إنسانية سامية تبدأ ولا تنتهي، تتجلى فيها قيم الأخلاق والضمير الإنساني الحي. كثير من الأطباء نجحوا وأبدعوا في اختصاصاتهم ، ومنهم من سوف نلتقي به في هذا التحقيق، حيث أنه بدا كنجم من كوكبة الأطباء المبدعين في عالمنا العربي والذي لمع اسمه بالمهجر بفضل عمله كطبيب وبروفسور في مجاله الطبي وكناشط انساني واجتماعي ورائد في الخدمة الإنسانية الخيرة التي قدمها من خلال تأسيسه للمؤسسة الدرزية الكندية بمونتريال، واستطاع أن يوفق بين عمله المهني كطبيب، وتقديم المساعدة للمهاجرين لتصبح الجمعية بوصلة ودليل لكل ضيف أو مهاجر.
-من هو الدكتور رجا شهيب؟ أعطتنا نبذه عن حياتك الشخصيه والمهنية لو سمحت
طبيب قلب وبروفيسور في جامعة شيربروك في كندا ورئيس المؤسسة الدرزية الكندية في كيبيك –كندا ومؤسس مركز الابحاث الطبية منذ 1995 ولدت في مدينة عاليه في جبل لبنان وتلقيت علومي الطبية في جامعة القديس يوسف الفرنسية في بيروت وتابعت اختصاصي في حامعة مونتريال –كندا متدرجا في مستشفياتها الى ان تخرجت في امراض القلب والى منصب بروفيسور مسؤول عن التعليم المستدام بعد الطب.
متزوج من مي الاعور واب لثلاثة أبناء -- شابان: رامي مسؤول في اي بي ام (IBM) وباسل مهندس الكتروني في الاتصالات. وديالا باحثة في هرمون الدماغ وزوجة البروفيسور باسل الريس.
لماذا اخترت امراض القلب كاختصاص؟
لعدة اسباب، اولها تاثرت بمهنة خالي المرحوم د. كميل الريس وثانيا لتقديري للدكتور البروفيسور ادوار اسطفان حيث تدرجت معه لفترة اكثر من سنة في تمرين ممتع، فكان لي المثل الاعلى كذلك في دفعي الى التخصص خارج البلاد. ومن جهة اخرى نظرا لما لهذا الاختصاص من تاثير على الحياة والبقاء في صحة جيدة.
ما هي الصعوبات التي واجهتها في هذه المهنة وكيف واجهتها؟
ان دراسة الطب من اصعب واطول الاختصاصات على الإطلاق، كما ان طب القلب هو طب المخاطر والمفاجات والحالات الطارئة. الصعوبة في البداية ان تصمد امام هول امراض القلب المؤلمة والتي تتطلب السرعة في العلاج وعدم الاسترسال في العواطف والا فقدت المريض في بضع دقائق ثم اخذ القرار المناسب بسرعة كبيرة احيانا وعدم الخوف من الاقبال الى تجاوز اي شيء في سبيل انقاذ المريض. انها لمهنة حرجة لمن يراها عن بعد ولكن تفرح بنتائجها السريعة كذلك من انقاذ روح في حالة صعبة جداً. يبقى فوق هذا مواصلة استقاء المعلومات الطبية الحديثة وتطبيقها فالطب عالم بذاته ومطيته هي الحياة بكل تلاوينها وفن دقيق في اتقانه ورسمه ومادته الانسان في عدائه للموت والصراع المستدام معه.
ما هو رايك في التثقيف الطبي هل هو حاجة للمجتمع والى اي مدى تنصح به خاصة في صحة القلب والشرايين وما هي نشاطاتكم في ذلك؟
لا شك ان التثقيف الصحي رسالة مهمة لعدة اوجه، الوقاية من الامراض وهذا امر واضح حيث انه بقدر معرفتك في صحتك بقدر ما تتجنب ما يؤذيها، ثم العناية بالجسم وخاصة امر الرياضة وانواع الاطعمة والسعرات الحرارية التي نهضمها ومحاولة السيطرة على سلامة الاعصاب والتوترات التي تجلب الامراض.
ان الثقافة الصحية للمريض او السليم من امراض القلب هو باب واسع يندرج في صميم العلاج وله نتائجه الكثيرة. هناك نصائح وكتب ومعلمين للتغذية والاهم اتباع النصائح والاقتناع بهذه الوسيلة التثقيفية.
د. رجا في مركز الأبحاث الطبية
حضرتكم من مؤسسي المؤسسة الدرزية الكندية متى تاسست ومن ساعد على تاسيسها؟
تاسست المؤسسة الدرزية الكندية سنة 2003 استمرارا للرابطة الدرزية. كان هناك حاجة ليكون لنا بيت للطائفة نلتقي فيه في كافة المناسبات فتداعى مجموعة من الشباب وآلوا على انفسهم تحقيق ذلك وكان ان استجاب القدر، فاشترينا المركز ومعه ثلاث شقق للايجار تسدد مصاريفه وتجعله مستقلا ماديا، وقد ساهم به في البدء عشرة اشخاص وصار للجالية حالياً مركز بقيمة تتجاوز000 00 6 د.
هل واجهتم صعوبات في تاسيس الجمعية وكيف تجاوزتموها؟
واجهنا صعوبات جمة، منها مادية وقد تجاوزناها باقامة نشاطات متعددة اهمها اقامة مباراة غولف سنوية ومدخول الشقق والقليل الزهيد من الجالية اماالصعوبات الانسانية فلن اذكرها وكلنا يعلم كيف توضع الالغام في الطرق.
ماهي الفكرة التي قامت عليها الجمعية وما الهدف منها؟
الفكرة الاولى ان يكون للمغترب مركز تلتقي فيه الجالية في كافة المناسبات ويلتقي فيه الصغار والكبار والزوار وتقام فيه النشاطات وتعليم اللغة واقامة ندوات ثقافية ودينية وقد قمنا بكل ذلك ولا نزال وتلك تجربة مفيدة اضافة الى تنظيم مؤتمرات للصبايا والشباب ومؤتمر درزي معروف، ثانيا شراء مدافن للمحافظة على كيان الجالية.
(من نشاطات الجمعية)
ما هي الخدمات التي تقدمه الجمعية؟
الخدمات متعددة كما ذكرنا منها المحاضرات والتعليم المجاني واللقاءات الاجتماعية بدون مقابل والحفلات للصغار خاصة، كذلك اشترت المؤسسة ما يقارب من 120 مدفنا نسدد ثمنها- 100000- سنويا كذلك تعطي منحا دراسية وتساعد في لملمة احوال المستورين ولو اردت ان افصل كل ذلك لاحتجت لوقت طويل. وازيد على ذلك كله ضمان وكفالة 75 عائلة درزية من الضيوف الاخوة السوريين المهجرين مع تامين ما يلزم لهم.
هل هي لطائفة الموحدين الدروز فقط ام تتقبل اخرين؟
ان المؤسسة درزية في تاسيسها وادارتها وتوجهاتها بشكل عام – تلتزم بالدستور وتستقبل اصدقاء من كافة الاديان في نشاطاتها.
ما هي المجالات التي تقدمها للشباب والمسنين؟
الشباب فلهم المركز للتلاقي والاعانات المادية والتوجيه الثقافي والديني والمساعدة الى التوظيف والعمل والتواصل الاجتماعي والمؤتمرات والحفلات والفرق الرياضية غيرها..
اما الصغار فلهم الحفلات المعروفة والمدرسة لتعليم اللغات والتلاقي للعيل، يبقى الكبار كذلك لهم مجموعة من الندوات، اللقاءات، والحفلات.
كيف يتم تمويل الجمعية بما انها تتحملاعباء اسر كثيرة؟
التمويل كما ذكرنا من النشاطات وخاصة الغولف والايجارات وبعض التبرعاتالتي يصار الى تحويلها للمحتاجين في الخارج واقول ان البركة موجودة ولا شك ومن يرى يعرف هذه الحقيقة .
ما هي النشاطات التي تقدمها الجمعية؟
باختصار وكما ذكرت سابقاً، نشاطات رياضية حيث لدينا فريق كرة قدم، كذلك الغولف ونشاطات ثقافية من ندوات وتعليم ونشاطات اجتماعية، لقاءات عيل ومناسبات وافراح واتراح وولائم اعياد وتامين مدافن، إضافة إلى تقديم منح وغيرها...
ما هي امنيتك في العام الجديد وهل لديك افكار جديدة ستقدمها؟
اماني كثر، واولها ان ننتهي من هذا المرض الفتاك وهنا اشدد على التطعيم واتركوا المشوشين، وان ننجح مع المؤسسة الجديدة لمساعدة الطائفة والاعتماد على انفسنا دون اي حزب او مجموعة، كما ان ننجح في لملمة الطائفة لما فيه خير الجميع وان نثق ببعضنا البعض ونتكاتف فعلا وننهي قصة الركض الى الكراسي.
ان الثقافة للجميع والاختصاص هو الطريق الاهم للجيل القادم، نصبو الى تحقيق ثقافة صحية تفيد الناس، ونصيحتي للجيل الجديد هي اكتساب العلم والغوص فيه بدون خوف ولا استعجال و"ما في حدى احلى من حدى الا بالعلم". العمل الصادق يعطي نتيجة اكيدة، تمسكوا بلغتكم واصولكم ومذهب التوحيد فان لم تفهمه في البداية فلا تتنكر اليه بل حاول مع المخلصين وواصل التعاون والاخلاص مع ابناء جاليتك هو عمل جيد مع صعوباته.
ارجو ان يصل هذا الموقع الى غايته المنشودة لان الامال كبيرة لذوي الارادات الحقيقية المخلصة ولا مجال لنا الا ان ننهض سويا ونتحد ونقوى سويا ونفرح بشبابنا وشاباتنا الموحدين، ونجعلهم يتقاربون ويتعارفون ويستعدوا لبناء الشخصية الدرزية المثقفة الواعية.
أجرت اللقاء الزميلة ناريمان عبيد
صور مختلفة لنشاطات الجمعية - كندا