النحات سجيع بدران..حكاية عشق لا تنتهي مع البازلت


 السويداء- سهيل حاطوم - 19- 12- 2022 

 يشكل النحت بالنسبة للنحات سجيع بدران حكاية عشق لا تنتهي، وفناً ولد معه بالفطرة منذ أن كان في الثانية عشر من عمره حين تمكن من نحت رأس إنسان على حجرة بازلتية ضمن نشاط مدرسي. 


النحات بدران ابن بلدة الكفر بريف محافظة السويداء الجنوبي والذي يمتلك تجربة غنية مع النحت تمتد لأكثر من خمسة عشرة عاما استطاع أن يكوّن عالمه الخاص بالكثير من المنحوتات ذات التراث القديم كجرن الكبة والسيف وجرن القهوة المرة وأدوات الزراعة والحرب القديمة بالإضافة للتماثيل الصغيرة ليطوع الحجر البازلتي بطابع تراثي عكس من خلاله إبداعه في هذا المجال وإمكاناته وذائقته الفنية  مستوحياً أعماله من البيئة التي نشأ وترعرع فيها . 


كما أنجز النحات بدران مجسمات نحتية شكلت علامة بارزة في بلدته والقرى المجاورة ولا سيما المتعلقة بأضرحة الشهداء ومن بين تلك الأعمال صخرتين كبيرتين الأولى في مدخل بلدته " الكفر "  تحمل اسمها  وأخرى وسطها وتضم عنقود العنب ودلة قهوة كدلالة على طبيعة البلدة وكرم أهلها إضافة إلى تصميم مجسمات لشلالات وطاولات في العديد من حدائق بلدة الكفر، مستخدماً في عمله أدوات تجمع بين المطرقة والإزميل والعدد الكهربائية .


 وبحسب بدران فإنه اختار البازلت لكونه حجراً يرمز إلى موطنه المحلي وذلك رغم قسوته وصلابته مبيناً أنه يسعى لإيصال أعماله لأكبر عدد من الناس ليس على المستوى الوطني فحسب بل خارج حدود الوطن.


 النحات بدران الذي أنشأ متجره الخاص بالمنحوتات منذ 15 عاماً ، امتهن النحت وأبدع فيه ووضع لمسات فنية خاصة تتميز عن أبناء هذه الحرفة بأداء بسيط ومتقن وفني وعملي بنفس الوقت فكانت حرفة لكسب الرزق ومجال للإبداع والفن. 


ويشير إلى إقبال الزبائن على متجره لشراء المنحوتات كطاولات الحجر والمغاسل بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة ، حيث غالباً ما يأتون عن طريق صفحة الفيسبوك بسبب نشره لأعماله فيها. 


كما يقدم النحات بدران البالغ من العمر 48 عاما جزءاً من منحوتاته كهدايا خاصة للأشخاص الذي يقومون بأعمال خيرية في البلدة. 


ويفتخر أبناء بلدة الكفر  بنحاتهم “سجيع” حيث لا يخلو منزل دون منحوتاته الجميلة ليكون فنان القرية ونحاتها الذي أبى التخلي عن مهنته رغم الظروف الصعبة.