اعداد الزميلة نرجس عبيد
1-3-2021
لطالمَا شكلّت الجمعيات الاهلية والحكومية همزةَ وصلٍ ما بين أعضائِها مِن جِهَة وما بين الفِئات المُجتمعية المُستهدفة مِن قِبلِهَا مِن جهةٍ أخرى، وهي تعملُ تحت إِشراف الحكومات التابِعة لها وتحت المِظلة القانونية المُختصة بِشؤونِهَا ولِكُلّ جمعيّة قانون أساسي يضبُطها يُعبِرُ عن رغباتِ مُنتسبيها يرعىَ مصالِحهُا ويهتمُ بتحقيق أهدافها، ويَخدِمُ سيرعملَها، ويجبُ أن تكون هذِه ِالأهداف مُتوافِقَة بِشكل كبير مع طموحات الجمعية ومع ما تمثلهُ على أرض الواقع. في هذا الصدد شكلت جمعية تُجار عاليه نُموذجاً يُحتذى بِهِ في المدينة السياحية ووضعَت بصمة مُميزة في خِدمة التاجِر والمواطن مِنذُ تأسيسها وكانت انعكاساً ناصعاً وجميلاً جسّد كُل نشاطاتها التجارية والسياحية والفنية والثقافية جنباً الى جنب طوال السنوات الماضية.وتُعتبرُ جمعية تُجار عاليه مظلة وطنية جامِعة للتجار في المدينة وتتمتع بشخصية قانونية مُستقِلة يكمُنُ هدفها في رعاية وحماية المصالح الاقتصادية والتجارية لِلتجار ودفعِهَا قُدُماً مِن خلال إقامة وتطوير علاقات بنّاءة وراسخة بين مؤسسات القطاعَين العام والخاص وهي تهدفُ لتحقيق تعاون مُشترك، في سبيل تحقيق غاية مُشتركة فيما بينهُم، ضمن الاطر القانونية المعنية وتعمل على توعية المشتركين لديها بكيفية حلّ مشاكلهم التجارية، وتشجيعهم على التفكير والابداع وطرح أفكار جديدة في الاسواق وتنظيم دروات تدريبية ومهنية لتطويرعملِهِم ضِمنَ مُؤسساتِهِم التجارية وفعالياتِهِم الاقتصادية ومُساعدتهم على القدرة على إدارة مشاريعهم وتقديم المشورة لهُم في وضع خطّة عملَ واضحة في سبيل تحقيق المزيد من الأرباح.بالتأكيد أن ما نمر به من ضائقة إقتصادية وجائحة صحية، ترك أثره العميق على التجارة عامة ولا سيما في مناطق الجبل، إنما يبقى الإصرار والتحدي باباً أساسياً للنجاح والتغلب على الصعاب.
ومن هنا كان لموقع "الرأي الآخر" OpineDigest لقاءً مع الاستاذ سمير شهيب رئيس جمعية تجار عاليه للإضاءة الشاملة على ماضيها، حاضرها ومستقبلها.
-هلاّ استعرضتَ لنَا نبذة تاريخية عن بِدايات وتأسيس جمعية تُجار عاليه، وسبب تأسيسها؟
لقد عاشتَ مدينة عاليه مُنذُ سبعينيات هذا القرن إزدِهاراً اِقتصادياً مُميزاً حتى سُميت آنذاكَ بِعروس المصايف نتيجةً لِلإنتعاش المالي الذي ظهر من خلال نشاط الحركة التجارية القوية في بيع وشراء واستئجار الشقق والغرف في فنادقها واستضافة السياح والضيوف من الوافدين إليها من الدول العربية ومن جميع أنحاء العالم ولم تقتصر الحركة التجارية على هذا الجانب فقط وإِنمَا تناولت كُل ما يحتاجَهُ الضيف مِن وسائِل راحة ومواد غذائية وتسويقية وغيرها، ولأجل تنظيم هذا العمل التجاري ولِلحفاظَ على سيرِهِ تحت سقف القانون وحِفاظاً على مصالِح التجار ومصالح جميع المتعاملين بالوسط التجاري، كان لا بُد من إنشاء جمعية تجار عاليه كهيئة حكومية ترعى أعمال التُجار وتحمي فعالياتهم الاقتصادية وشركاتهم ومعاملهم إزاء بعض الظروف الاقتصادية والمالية الدقيقة التي حدثت في أواخر السبعينات.
وهكذا فقد قامت مجموعة مِن الرعيل الاول من تُجار عاليه المُتمولين بِإِنشاء الجمعية (تُجار عاليه) للدفاع عن مصالِحهُم وإيصال صوتهم بطريقة منظمة إلى الجهات المعنية في الدولة. وبناءاً على ذلك فقد تأسست رسمياً سنة 1978 وحصلت على علم وخبر (8أد) عام 1980 من وزارة الداخلية والبلديات.
وتضم جمعية تجارعاليه التُجار اللُبنانيين والمُقيمين في مدينة عاليه، وغايتها إيجاد رابطة تجمع التُجّار لِتوحيد جُهودِهِم، والعمل على إيجاد مشاريع تجارية وتنشيطها على اختلاف أنواعها والسعي لتعزيز مركز مدينة عاليه الاقتصادي وتوثيق الروابط بين التجار. وقد لعِبت الجمعية دوراً تجارياً كبيراً في تسويق مدينة عاليه والمنطِقة إعلامياً وسياحياً مِن خِلالَ إِقامة المهرجانات التسويقية للتجار والندوات التي تُساهِمُ بِرفع مستوى العمل التجاري والسياحي حيث نتعاون مع نواب المنطقة وبلدية عاليه رئيساً وأعضاءً بالاهتمام بالسوق التجاري ونعمل سوياً كفريق واحد، لِإنماء المدينة وإعادة إِحيائَها وإِعمارهَا، واِنتعاشها سياحياً واقتصادياً.
وقد تناوب على رئاسة الجمعية كُلّ مِن السادة ريدان شميط وحسيب خداج، وحالياً أترأسها منذ العام 2006.
- برأيك ما هي أهم المراحل التي ازدهرت فيها أعمال الجمعية و ما هي أهم مهماتكُم وإنجازاتكم فيها؟
لعبنا دوراً كبيراً بالاهتمام في العمل السياحي من خلال افتتاح مواسم السياحة واستقطاب السياح من كافة أنحاء العالم، وقد تم على مدى سنوات وبرعاية رئيس مجلس الوزراء افتتاح مهرجان السياحة في عاليه وإقامة المعارض الفنية والترفيهية والتسويقية بآن واحد، بحضور وُزارء السياحة. كما ومن ناحية أخرى، ساهمنا بدعم المؤسسات التربوية والصحية. وبالنسبة لنا كهيئة إدارية حالية للجمعية حيث استلمتُ رِئاسة الجمعية منذ 2006 لغاية الآن، فقد قُمنا بِدور كبير وفعال بالتعاون مع بلدية عاليه بالنسبة لموضوع المُهجرين بِحرب 2006 عندما ضربت اسرائيل الجنوب اللبناني وقُمنا بِاستِقبالَ العائِلاتَ وتأمين مُتطلباتِهِم السكنية والمعيشية لِفترةٍ مِن الزمن حتى قدوم هيئة الإغاثة العليا واستلام مَهمتها في الاهتمام بِهِم.
- برأيك ما الذي تُمثِلهُ الجمعية لمدينة عاليه ؟
تتواصل الجمعية مع حوالي 1500 مُؤسسة مختلفة ما بين تجار وحرفيين وأصحاب مِهن حُرّة وصناعيين وأصحاب مصانع ومطاعم ومحلات تجارية ومعامل، نتواصل معهم، نتبنى قضاياهُم ومشاكِلهُم القانونية والمالية نُدافِع عنهم نُطالِبُ بِحقوقهِم نُوفِرُ لهُم خُبراء ماليين في الاقتصاد والتجارة لِيُرشِدونهم الى خطة العمل الصحيحة.
يعتمدُ لُبنان بِمُجملهِ على 85% مِن المُؤسسات الصغيرة والتي تُمثِلُ العصب الرئيسي لاقتصاد البلد والتي تُحرِكُ العجلة الاقتصادية والتجارية فيه.
كُل مُؤسسة لا يتعدى عدد موظفيها ال 10 موظفين تُعتبر مُؤسسة صغيرة وهي تصل الى 85% من الفعاليات الاقتصادية في لبنان (كما ذكرنا سابقاً)، بينما المؤسسات التي تضم حوالي 30 موظفاً فهي تمثل نسبة 10 %، والذين يتعدى عددَ موظفيهُم 100 موظف هم 5 % فقط وهم يعملون بِما يُسمى بِالصناعات الثقيلة مِثلَ المصانع الضخمة أو المؤسسات السياحية الكبيرة.
العمل التجاري اليوم مِثلهُ مِثلَ أي عمل في العصر الحاضر يجب الاستمرار على تطويره بشكل دائم فلا يجب على التاجر أن يقِفَ عن مُواكبة حركة الحضارة والتطور التجارية وأيضاً الصناعية التي تتداخل معها بالتأكيد وصارت اليوم تعتمد على المهارة والكفاءة في استخدام تقنيات التكنولوجيا والحواسيب، وأيضاً تعتمد على الاعلام والاعلان الذي يُمثِل خط نجاح مُوازي لأي عمل في الكون ويعتمد أيضا على العلاقات التجارية البعيدة والقريبة والتسويق والقروض من المصارف وكُلّ ما يخدُم التاجِر ليُطوِّر مصلحتهُ. ونحن من جهتنا نُحاوِل أن نُساعد ِفي كُلِ هذهِ الاتجاهات.
أ- إيجاد رابِطة تجمعُ بين التجار المُقيمين في عاليه لتوحيد جهودهم ومساعيهم في خدمة مِهنتِهِم والاعتِناء بِالوسائِل التي من شأنِها حماية التجارة اللبنانية
ب- العمل على إيجاد المشاريع التجارية المشتركة وتنشيطها على اختلاف أنواعِهَا.
ج- السعي لتعزيز مركز مدينة عاليه الاقتصادي وإنشاء مكتب لِلإستعلامات التجارية ونادٍ لتعارف التجار توثيقاً للروابط بينهم.
- ما هي إِنجازاتكُم التي عمِلتِم عليها بعدَ اِستلامكُم رئاسة جمعية تُجارعاليه؟
لا شك بأن الوضع المالي والاقتصادي والصحي حالياً تدهور بشكل كارثي، إنما نستيطع التحدث عما انجزناه قبل وخلال هذه الفترة المشؤومة.
1- قُمنا مع مجموعة من الإختصاصيين بِالعمل على وضع نِظام جديد للجمعية وتحديثهُ ومِن ثُم قُمنا بِاستِضافة مُحاضرين لإلقاء ندوات وبرامج تدريبية تُساعد التجارعلى النهوض بأعمالهم وبالاضافة الى تنظيم المهرجانات السياحية والتسويقية التي تتضمن معارض من جميع الاختصاصات الفنية والزراعية والمونة وتنظيم شهر لتسوق المونة البيتية والقيام بحملات إعلامية وإعلانية ساهمت في تنشيط العمل التجاري والإقتصادي في مدينة عاليه.
2- عمِلت على خلق التأمين الصحي"Medical insurance" للتجار وعائِلاتهُم بِالتنسيق مع شركة أمانة وإصدار بِطاقة صحية لِلتُجار بِأسعار مدروسة تصِلَ إلى حسم بنسبة 50% عن سعر شركات التأمين، ومن هذا المنطلق استطعنا إشراك مجموعة كبيرة من تُجارعاليه والجِوارَ مع شرِكة "أمانة" للتأمين بِأسعار مُخفضة حيث يوفر لها هذا التأمين الحصول على الطبابة في جميع المُستشفيات اللُبنانية.
3- عقدت الجمعية اِتفاقا مع بنك الموارِد أصدرت عبرهُ بِطاقة تسوُّق مجانية وأيضاً يحصل عليها المُواطِن مجاناً تتضمنُ حسم %25 على كل المشتريات والعروضات من أسواق عاليه بِدعم مِن بنكَ الموارِد والتي تهدفُ أولاً إلى تحريك العجلة الإقتصادية.
4- أنشأت الجمعية مشروعاً للدّعم الصّحّي في عاليه حيثُ وقعت اِتفاق تعاوُن مع مُختبرات عاليه الطبية ومُستشفى الايمان لِتأمين حسم على كافة الفحوصات المخبرية.
5- أفتتحت مركزاً مجهّزاً لإستِقبال النّدوات والاِجتِماعات الكبيرة، حيث عقدت اجتماعات لكل من بلديات المنطقة ومخاتير قضاء عاليه كما أقيمت محاضرات تشجع أصحاب الفِكِروالإبداع.
6- تقديم مُساعدات خدماتية مالية كإِستِشارات مالية ومُحاسبة، وهُناكَ تجاوُبَ معنا لِتخفيض القيمة التأجيرية للمحلات لِدعم سوق عاليه وتخفيض القيمة التأجيرية.
7 - التنسيق مع مُنظمة UNDP ضمن لِجنة القطاع الاقتصادي لِلبقاءَ على إطلاع على كُل جديد يخُصُ فيروس كورونا والبروتوكول الصحي، كما السعي لاستقطاب مُساعدات عينية للمواطنين مثل Hygiene kit .
نقومُ حالياً بوضع دراسة وخُطة مُستقبلية بانتظار استقرار الوضع الاقتصاي والمالي في لبنان، آملين تنظيم السوق التجاري ودعم التجار من خلال إِعلانات ودعايات توزعُ ضمن دليل حديث يُسمى تطبيق "دليل جمعية تُجارعاليه" وهو دليل تجاري، صناعي، سياحي، ومهني يُحاكي مُتطلبات العصر، ويُشكِل وسيلة مِن وسائِل الاتصال بين المواطنين والسائحين والهيئات والمُؤسسات من القطاع العام إلى القطاع الخاص بِكُل مُكوناتهِ حيثُ يُعتبر ذاكِرة معلوماتية تُعزِزُ النشاط التجاري وتدعمُ الاقتصاد في مدينة عاليه.
أقول لهم أصدِقوا بأعمالكم تنجحون، أصدِقوا مع أنفسكم وليس خوف من الله ورجال الدين فحسب بل إِرضاءاً لِضمائِركُم.
تعريف كلمة تاجرفي جملة مكتوبة على باب سوق الحريقة في دمشق القديمة :
حرف التاء: التقي، أي إتقاء الله في تجارتك، و حرف ا: تعني الامانة وهي أن تكون أمين، وحرف ج: تعني أن تكون جريء، و حرف ر: تعني الرحمة، أن ترحم العباد مِن حولِك
- مَا رأيُكَ بِموضة التِجارة الإلكترونية هذِهِ الايام التي تتِم عبر وسائِل التواصُل الاجتماعي؟ وهل نافست برأيِكَ التِجارة على أرض الواقع؟
حالياً تتحرك التجارة الالكترونية بشكل فعّال جداً لإنها تُخفِف من أعباء وتكاليف إقامة المنشأة التجارية بِكُل ما تتضمنه الكلمة من معنى من حيث استئجار محل مُناسِبَ وتأمين كُل ما يلزم لِلمنشأة أو المحل من كهرُباء ومفروشات وديكور بالإضافة إلى تكاليف توظيف العمال وتخصيص رواتب لَهُم، بينما بالعمل عبر التجارة ( ON LINE) لايوجد كل هذه التكاليف فلا يوجد موظفين وضرائب أو مُستحقات للبلدية ولا رسوم ايجارات وماء وكهرباء وبِكُل بساطة يستطيع أي شخص عرض أي نوع مِنَ البِضَاعة وتسويقها على الاعلام وبيعها وتحقيق مكاسب مالية وضمن هذه الظروف السيئة والحجر في البيوت والاجراءات الاحترازية المتشددة بات الناس مسرورن بالتعامل بالتسويق الالكتروني، وقدَ بدَأ هذا النوع مِن التِجارة مُنذ فترة ليست بطويلة وبِخُطى بطيئة، إلا أنني أتوقع أنها سُتنافس مُستقبلاً التِجارة على أرض الواقع على أن تُحافِظَ على مِصداقيتها، فعلى سبيل المِثال يشتكي زبون التجارة الالكترونية في بعض الاوقات من الاختلاف بين السلعة التي وجدها على المسوق الالكتروني وطلبهَا مِن خِلالَ مِنصةَ التواصل الاجتماعي وبين السِلعَة التي تصل إلى بيتهِ فهي غير مُطابِقة لِلمواصفات الحقيقية لإن الصورة تعطي وصف مُختلِف عن المنتج المطلوب فعلاً ولا يتطابق مع حقيقته فيحصل الزبون على منتج سيء فعلاً وهذا يضُر بِمصلحة الزبون وبالمجتمع بشكل عام.
- هل تعتقد أنهُ مِن المقصود استِثمار وباءَ كورونا لِلعمل على التِجارة الالكترونية وإضعاف التجارة القديمة؟
ولو لمْ تكُن مقصودة فعلاً إلا أن التجارة الالكترونية أضرت كثيراً بالأسواق الكبيرة وبِحركة التِجارة عموماً وأثرت بشكل سلبي على الاسواق المُعتادة وساهمت بِإحداثَ البطالة لإنها خففت كثيراً مِن اليد العاملة وقللت مِن الطلب في السوق التجاري بِسبب ضُعف عملية البيع والشراء كثيراً بالتالي ضعُفَ الاقتصاد بشكل عام، وأكبر دليل على ذلكَ هو إِقفال الكثير الكثير من الفعاليات الاقتصادية الضخمة والمحلات التجارية بسبب كورونا وحتى البعض منهم أعلنوا عن افلاسهم.
-ما مدى التأثير السلبي لِتوقُف الإيداعات المصرفية وخُروج الاموال خارج لبنان؟
لا شك أن السياسة المالية والمصرفية في لبنان كانت خطأ، فتثبيت قيمة الدولار بِسعر منخفض جداً (الالف و500) راكمت تكلفة كبيرة على خزينة الدولة وسبّبت كُلفة مُتراكِمة على الشعب اللبناني أرهقت الدولة على مر سنوات طويلة بينما كان من المفترض أن تكون على سعر صرف 4000 ل.ل، وبالتوازي مع هذه القيمة كان يجب أن تنشأ حركة اقتصادية مُواكِبة لِهذهِ القيمة مُنذُ البِداية. هذا بالتالي ما يُطوِرُ الحركة الاقتصادية والسياحية بالبلد بينما الحفاظ على تسعيرة الالف و500 رفع الاسعار كثيراً في كل المجالات وعلى سبيل المثال، يرتاد المواطن اللبناني تركيا ومصر بقصد السياحة ويفضلها على لبنان بالرغم ان لبنان اجمل بكثير بسبب التكاليف العاليه جداً للاسعار في لبنان في كل شيء من حيث اسعار المطاعم والفنادق والمنتجعات وغيرها لذلك يفضل اللبناني الذهاب لتركيا لمدة اسبوع ويدفع مبلغ صغير أو معقول نسبياً ويحصل على افضل الخدمات السياحية وبجودة عاليه وبأسعار أرخص بكثير.
(نحن اللبنانيون لا نعرِف مدى أهيمة لُبنان في العالم ولا نُقدِر قيمتهُ ولبنان أجمل بلد في العالم ولكن للأسف غير مُستثمر سياحياً كما يجب )
- كيف أثر وباء كورونا عليكم كجمعية تجار عاليه، وكيف قمتم بتحدي هذا الوباء وإزالة المعوقات؟
بالتأكيد كان تأثير كورونا سلبي جداً علينا كجمعية، وعلى لبنان ككُل، فقد توقف البلد تماماً، وشُلّت حركة السوق التجارية بشكل كامل نتيجةً لإجراءات الإقفال المُتشدِدة التي سنتها الحكومة بإجبارها المؤسسات التجارية على الإقفال حيثُ كسرت كل ميزانيات المؤسسات الاقتصادية وسبّبت عجز تام وعام وخسائر خيالية وحالياً المؤسسات تأكل ذاتها، وتُعدّ منطِقتنا مِن المناطق التي دخل إليها وباء كورونا بعد العاصمة بيروت والمناطق الساحلية، وللأسف هذا بِسبب عدم اِكتراث مُعظم الناس بالتقيُّد بالِإجراءات الِاحترازية اللازِمة والاستهتار وعدم الجدية، ونظرية الاتكال على الله بطريقة اعتباطية وهذا لا يجوز بالطبع ونحن كجمعية تابعنا كيفية الالتفاف حول هذا الوباء مُنذُ البِداية وكُنا دائِماً نضعُ ونوزع بالتعاون مع البلدية جميع البيانات الصحية والوقائية اللازمة من حيثُ الحيطة والحذر واِتخاذ الوقاية، وننشُر هذهِ المحاذير أيضاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي وموقع الجمعية ووزعنا محاذير للالتزام بالبروتوكول الصحي.
-وهل قُمتُم بتحدي قرارالإقفال هذا ودافعتم عن مصالح المحلات التجارية بأن تستمر بالعمل؟
نعم بالتأكيد ولكن لم ينفع الامر ، هذا مع العلم أن نسبة الاصابات بالقطاع التجاري تكادَ لا تصل الى 1% مقارنةً مع القطاعات الأخرى المزدحمة كالمدارس مثلاً، وهذا التاجر الصغير خسائِرهُ كبيرة ولا يستطيع التوقف عن العمل كلياً وإذا توقف سيشل عمله تماماً.
وهنا تعرضنا كقطاع تجاري لظلم كبير لن نقبلهُ وكمَا يُقال( ظُلم بالسوية عدل بالرعية) وحتى من الناحية المنطقية وبِمُجرد أنهم سمحوا بفتح جِهة واحِدة فقط فإن هذا سيتسبب بِحدوث إصابات وبالتالي ستنقل الاصابات الى غير جهات، ومع أن الحكومة جعلت القطاع التجاري أولى أولوياتها بِالنِسبة للإقفال إلا أنها سمحت للِمؤسسات العامة والدوائر الرسمية بفتح دوائرها لتجني الاموال على الرغم من ان هذهِ الامكِنة كانت تضُجُ بالمواطنين كوزارة الداخلية والبلديات والدوائر العقارية والمصانع والامن العام وهُناك سُجِلت الكثير من الإصابات.
-وبما أنكُم همزة وصل بين الناس وبين الحركة التجارية ما الاجراءات التي اتخذتموها لمساعدتهم؟
جُلّ ما استطعنا القيام بِهِ هُو الوقُوف إلى جانِب المُواطِن بِهذا الظرف الصعب عبر التواصُل مع أصحاب الاملاك بحيث تُحافِظ تسعيرة الدولار على الالف وخمسمائة ليرة كما كانت سابقاً بالنسبة لدفع أجرة المحلات وفعلاً هناك بعض المالكين تعاونوا مع المستأجرين لديهم خلال أشهُر الإقفال وفِعلاً نُقدٍمُ لهُم جزيل الشُكر ولهُم الفضل بالتجاوب معنا فقد تحملوا هذهِ الكارِثة على حِسابِهِم الشخصي لِصالح المواطن الاقل مستوى مادياً.
-ما الذي تُحِب أن تُوجِهَهُ لموقعنا ومجموعتنا ولِرجال المال والاعمال في الاغتراب؟
أولاً أشكُركِ شخصياً على لِقائَك الكريم معنا، وأشكرُ من قامَ بتأسيس هذا الموقع ، وبالتأكيد هي مُبادرة هامة جداً، ولعلنا كُنا ننتظِرُها ورسالتي لكُم أن تضعوا جميع إمكانياتِكُم لإِنجاحَ هذا التجمع المُبارك وهذا الموقِعَ، والآن يقع على عاتِقكُم أن تحققوا تميزكُم ما بين المجتمعات الاخرى، وتوسموا بصمة خاصة بكم فالتمُّيز يحصلَ عِندما تُشكِّل فارِق على أرض الواقع عن طريق توجيه المُجتمعات فيستقدِموا الخُبراء لِتقديم مُحاضرات توعوية وللاِستِفادَة مِنهُم لِبنَاءِ مُجتمعِنا وتطويرهُ مع الحِفاظ على إِرثنَا وتاريخنا وعاداتنا وعقيدتنا في التوحيد التي عاشت منذ الف عام وحتى الآن.
-برأيك ما هي الآلية والكيف لِنحُافِظ على العادات والتقاليد؟
مِن خِلاَل جمعَ الفِئات الشابة والاجيال الجديدة التي تخلقُ مِن جديد مع أصحاب العلم بالمجمع الدرزي والمعرفة بالدين بحيث يتم تنظيم حلقات توجيهية لإرشادِهِم وتوجيههُم لِلألا يذوبوا في الجتمعات الاجنبية وينصهِروا بغير طوائف ومذاهب تبعتدهم عن عاداتنا، وعلى سبيل المثال يوجدُ الكثير من الممنوعات والمحظورات في الدين الدرزي حظرها فئة الشباب والشابات عليهم فعلى رجال الدين إثبات نظريتهم حول الامتناع عن هذا الأمر من الناحية العقلية والمادية وليس من الناحية الدينية، وعلى سبيل المثال على معلمينا تعليم الاخلاق والضمير لهذا الجيل قبل الدين فليس من المفترض ان تسلك سلوكاً حسناً مخافةً من الله بل يجب ان تكون كذلك تحقيقاً لضميرك ورسالتك الانسانية ويتعامل بطريقة صادقة وصحيحة بغض النظر عن الخوف والحساب، وعلِموا الاولاد أن الله لحبيب، الله المنزه والمجرد عن الصفات لا يقف منتظراً اخطاء الناس ليحاسبهم عليها ، الله اكبر من هذا الفكر بكثير وأكبر حتى مِن فِكرة الثواب والعقاب.
من مهرجانات عاليه