حوارمع رئيسة حزب10452 ورئيسة جمعية آفاق السيدة رولى المراد

رولى المراد 

رئيسة حزب 10452

 ورئيسة جمعية آفاق

7 -9 - 2021

 من  هي  رولى المراد ؟

هي من السيدات الرائدات اللواتي تمكن  رغم كل  الصعوبات من  إثبات وجودهن بطريقة فعالة ومتميزة فكانت من نخبة الصف الأول  ، وهي أول سيدة تقوم بتأسيس أول حزب سياسي في لبنان وهو حزب 10452 الذي تترأسه ، وقد ترشحت  في  انتخابات 2018 وترأست لائحة نساء عكار. فمن  يعرف هذه السيدة المناضلة  يدرك تماماُ دورها وتأثيرها في مشاريع التنمية المستدامة وخصوصاً في منطقة الشمال وعكار، إهتمت من خلال عدة جمعيات ونذكر منها جمعية آفاق من  العمل على  المشاريع التي تمكن المرأة و الشباب وخلق فرص عمل وناصرت قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة و عملت  على تأمين المساعدات  للمناطق الفقيرة والمهمشة وغيرها وغيرها وغيرها... فكانت مثال وقدوة للمرأة العكارية.

   في  أسئلة وجهتها  مجلة " Opine Digest " الالكتروينة  لها  في سياق الدور الذي تقوم به في مجال  تمكين  المرأة ودعمها  في  هذه الظروف وتطلعاتها المستقبلية.

- ماذا يعني لك 10452؟

صراحة عندما قررنا إختيار إسم للحزب  كان هدفنا أن نختار إسم جامع لجميع اللبنانين، وخصوصاً  أن  اللبنانين كانوا منقسمين بين 8 و14 آذار، قررنا إختيار رقم الأرض  وهو الرقم  الجامع الذي لا خلاف عليه وهو  مساحة لبنان  " 10452"  وهذا الرقم  هو رقم الجغرافيا الواحدة والانتماء  والهوية وهو يجمع الناس بين بعضها مهما إختلفوا في السياسة  والتوجهات ولكن  يبقى  هذا الرقم هو الوطن  لبنان.

-ما هي التحديات التي واجهتيها وتواجهينها في ظل هذه الظروف؟

التحديات التي نواجهها كثيرة ولكن إذا كانت المقصودة على صعيد العمل الإنساني و كوني رئيسة  جمعية آفاق  فإن  التحديات التي نواجهها ،  إنعكست من خلال الانهيار الاقتصادي الذي تطور بشكل  سريع والذي أدى إلى تفاقم الحالات الإنسانية من الحالات المعدمة ،الفقيرة ،المحتاجة ومن هم بحاجة لمساعدة.  فقد كنا نتلقى طلبات على هواتف الجمعية تتراوح بين 20 و30 إتصال في النهار تشمل مساعدات  الاستشفاء ، مساعدات الدراسية وأحيانا مساعدات غذائية .

ولكن تفاقم الانهيار بالتحديد بعد إلانتخابات الأخيرة وتدهور الحالة الاقتصادية التي  زادت  من الحالات الإنسانية حيث  زاد معها  تلقي  اتصالات على الجمعية التي تطلب  مساعدة إجتماعية وإنسانية أكترحيث تجاوز أكثر  من 100 إتصال في النهار ، ومن جهة أخرى إن نسبة الفقر في الشمال بالتحديد وصلت إلى أكثر من 80% وزاد عدد  العاطلين عن العمل  بحدود 60% بالإضافة إلى أن  الأشخاص الذين يستفيدون من التأمين الصحي  تراجع  تقريباً  بمعدل 40% ، لم يعد هناك أمن غذائي  ولم يعد هناك  من أمن صحي،   وحتى  بالنسبة للاستشفاء  وعجز الدولة عن  التغطية الصحية حيث زادت  وارتفعت فواتير المستشفيات وخصوصاً أن شركات التأمين لم تعد تلبي  حاجات المريض وتغطية  مصاريفه، لدرجة أن المستشفيات  أصبحت لا تسمح بقبول حالات ومرضى   لديها  قبل أن يدفع دفعة على الحساب تتراوح بين 5 مليون و 8 مليون  ، وهذه كارثة  إذ أن قيمة الليرة إنخفضت تقريبا بمعدل 700 بالمية وحيث أن المعاشات والأجور مازالت نفسها بحدها الأدنى 600 الف ، هذا الوضع  فرض على المؤسسات التي تعمل  في التنمية المستدامة و دعم  الامن  الغذاني الامن الصحي والتربية  من مضاعفة جهودها  أكثر ونحن  من ضمنها أصبحنا نعمل  اكثر لتأمين  مساعدات  أكثر من جهات مانحة متعددة،  وهذا أيضاُ سبب  نوع من الارباك لان الوضع الاقتصادي العالمي  تغير مما  جعل الناس أن  تحد من نسبة التبرعات و المساعدات ،  ومن  المعروف  أن الدعم  الذي جعل  لبنان  صامداً  هو من خلال مساعدات المغتربين ، إذ أن جميع هذه المساعدات التي يتلقاها تعادل  90% من الخارج وتغيرت مع فرق العملة  وهذا ما  جعلنا  نعمل أكثر ونساعد أكثر  لجهة  الاستشفاء وعلى صعيد المدارس والجامعات  وتأمين مواد غذائية، إلا أن ما  صعب مهامنا أن  زيادة الحالات الاجتماعية والإنسانية والمعاناة  التي أصبحت أكبر  قد تضاعفت  بشكل كبير وملحوظ مما جعلنا نواجه صعوبات جمة وتحديات أكبر.

أما  التحديات على الصعيد السياسي ،  أكيد هناك  تحديات  أصعب  عندما قررنا أن نكون  حزب  خارج منظومة السلطة  وقررنا  أن نخوض الانتخابات في 2018  ضمن لائحة مستقلة،  وفي لبنان أي  شخص يكون مستقل  في لبنان ، يكون مستهدف لان  السلطة لن تتخلى عن كرسيها بسهولة لاشخاص شفافين وتغييرين بالاضافة أن  الشعب بحاجة  الى العمل على الوعي السياسي  وعلى الخيارات  السياسية حيث أنهم مازالوا يعتبرون ان أي سياسي يؤمن حاجاتهم  يقدمون لهم  الولاء علماً أن الدولة هي من يجب أن تؤمن هذه الاحتياجات والنائب يجب أن يكون في خدمة الشعب والتشريع من خلال العمل لمصلحة  الوطن وليس مساعدات الناس لتغطية مآرب وإعتبارات شخصية ومن يجب عليه المساعدة هي واجب على الدولة.

بالإضافة الى التحديات الأخرى ، هو كوني إمراة من منطقة ريفية ،إمراة في منطقة محافظة إمراة تخوض معركة إنتخابية  وأن تعمل في المعترك السياسي هذا الشيء لم يعتد عليه العكاريين وبالتحديد من الأطراف ، وهذا يخلق حالة تتطلب مجهوداً مضاعفاً كنساء تعملن كتغيرين ضد سلطة وهذا  يتطلب أيضاً تعباً ومجهوداً إضافيين  لأن فكرة عمل المرأة العكارية في المجال والمعترك السياسي جديدة على  الساحة السياسية وهذا التحدي صعب جداً وخصوصاً المواجهة على كافة  الصعد ومن جميع الأوساط.

- كيف تعاملت مع كارثة التي ألمت بمنطقة الشمال؟

بعد  ما حدث في منطقة التلال  في عكار ، أخذنا على عاتقنا  أن  نواكب ونتابع المتضرين والمرضى في بيوتهم لان الكارثة كانت كبيرة لم تتمكن المستشفيات من تلبية جميع الحالات إذ أن كان هناك حالات حرجة ومن هم قد تعالجواولكن لم تكن  ضمن المعايير الطبية السليمة  وكانت بحاجة لعلاج ومتابعة، وقد  خلقنا شبكة وخلية  تعاون  بين الاصدقاء   والناس ووضعنا  إعلانات  على شبكات التواصل الاجتماعي   لتأمين  أدوية لمعالجة الحروق وأدوية ومستلزمات لمعالجة المصابين و عملنا بالتعاون  مع طبيب مختص بمعالجة الحروق

وأخذنا على عاتقنا  وعلى نفقة الجمعية  وبمساعدة  أهل الخير الحالات  الموجودة في  البيوت وأخذنا 18 حالة وقد أمنا الدعم  والمساعدات من الداخل والخارج وكان هناك تجاوب من الناس لدعمنا وتأمين أدوية الحروق ومتابعة المصابين والمحروقين وتغيير وتنظيف حروقهم ضمن بيوتهم وحالياً  نعمل على تحضير ملف عن كل مصاب، والنتائج كانت رائعة لدرجة أن أهل المصابين  أصبحوا يرفضون أي جهة غيرنا تريد متابعتهم  وخصوصاً  ما نتج عن عملنا  حيث تمكنا من  تحديد  المصابين من جراء الحريق  وقد ساعدنا  ذلك على التعرف على  الكثير من  الحالات التي لم تتمكن من المعالجة وتمكنوا من التواصل معنا من أجل  تقديم  يد العون والمساعدة والعناية للمحروقين.

ولكن من المشاكل التي واجهناها أن  هناك  جمعيات  إستعانت بأشخاص و بممرضين غير مختصين بالحروق  صحيح قد يكون لديهم نية المساعدة ، ولكن  درجة الحروق وخطورتها تحتم علينا  الإحساس بالمسؤولية  وأن  لا يتم معالجتها الا من خلال  متخصصين كي لا يتنج عنها أي مضاعفات على المصابين او ألتهابات  او خسارة أو بتر لاطرافهم، مما وضعني شخصياً بتوجيه  ملاحظات الى هذه الجمعيات حرصاً على سلامة المصابين وسرعة شفائهم ، والذين بدورهم طالبوا أن يتم معالجتهم الا من قبل الطبيب التي تعاونا معه في جمعية آفاق.

- وكيف تلبون حاجات المرضى في  ظل نقص الادوية والازمة الاقتصادية وجائحة كورونا؟

منذ بداية أزمة  كورونا،  سواء جمعية آفاق ومؤسسات إنسانية عدة  بادرنا  من  خلال  تأليف فريق  عمل لإدارة هذه الكارثة  تضم شباب متطوعين وعلى جهوزية كاملة ليقدموا  المساعدات للبيوت وللناس  المحجورة وبنفس الوقت عمدنا إلى  تقديم  مستلزمات وثياب واقية لمستوصفات لجمعيات ولحركات ولمبادرات شبابية لحمايتهم أكثر  ، وكان عملنا  بمساعدة  ومؤازرة  عدة جمعيات و مؤسسات من خلال التعاون لأننا  أمام كارثة على وسع الوطن ويجب علينا  أن  نواجهها جميعنا  من خلال ما تيسر من خدمات ودعم.

- أين دور المرأة العكارية في ما يحدث في لبنان؟

 المرأة هي الشريك ، هي المواطن  اللبناني ، وهي من تتلقى كل صدمات الانهيار الاقتصادي والأمني والتربوي  والغذائي ،و هي تتأثر به  وتعيش ضمن هذه التحديات،  والمرأة  هي المتلقي  لهذه الصدمات  وهي تعايش هذه الازمة الاقتصادية وبالتالي واجبها أن تكون هي الجزء من الحل لهذه الازمة الاقتصادية وأن  تكون جزء من الحل للنهوض بلبنان مجدداً ،  وأنها جديرة أن  تكون جزء من الحل في أي  مكان  ومركز يمكنها  أن تقدم نوع من المساعدة و المبادرة من أجل  دعم محيطها  ومجتمعها والاشخاص المحيطين بها لكي تستطيع  الوقوف على قديمها ، اما  بالنسبة للمرأة العكارية  يبرز دورها أكثر  في المجال الاجتماعي  إذ مازالت نشاطاتها في السياسة خجولة  وخصوصا ً أن البيئىة التي  تعيش بها وسيطرة المفهوم الذكوري ، الضعط الاجتماعي والخوف من الفشل ، والثقافة  التي تحيطها  بها بأن الرجل هو الوحيد الذي يبرع في العمل السياسي والرجل هو الوحيد الذي يؤخذ بكلامه،  وهذا الخوف  ولد لديها نوع من التردد ، بالإضافة حاجة المرأة العمل أكثرعلى تطوير نفسها وعلى ثقافتها السياسية والوعي السياسي،  لذلك نرى أن العمل السياسي لدى المرأة في عكار ضيئل جداً وخفيف جداً ، وهذا ما يجعل  من العمل السياسي والنشاطات التي أقوم بها ، محط أنظار و سبباً لمحاربتي .وكوني إمراة هو تحد بحد ذاته  إذ أن الاكثرية تعمل على تحجيمي وتفشيلي  كي لا أكون قدوة  للسيدات الاخريات ، وخصوصاً اللواتي لم يتجرأن على التقدم، بالنسبة لي أعتبرها  حالة إيجابية لاني كوني من السباقات  من أجل  تحفيز المرأة العكارية والى التغيير وإعطاء وجه حضاري جديد لها وفي نفس الوقت هو تحدي من أجل  السعي  وعدم التوقف من أجل  تحقيق  الطموح السياسي إلذي يساعد في عملية التغيير وتغيير وجه عكار بالتحديد.

- هل تعتقدين أن بعد اقل من سنة سوف  تحصل الانتخابات في وقتها؟

أشك أن  يتم التأكيد  إذا كانت  ستحصل انتخابات أم لا ، لان كل ذلك برهن التسويات التي  ستحصل في المنطقة  سواء على صعيد لبنان ، العراق ،واليمن وسوريا، و لا ندري كيف ستكون تلك التسوية وكيف سيكون شكلها وتوزيع الحصص والموارد ,والكل يعلم  أن كل ما يحدث إنها حرب إقتصادية من أجل  وضع اليد على الموارد الطبيعية  النفط والغاز ومن سيكون العنصر الأقوى  في المفاوضات ومن له الحصة الأكبر، وكلها  أمور ستتبلورمن الان حتى  نهاية هذه السنة ، حيث ستبدأ الأمور  تتوضح أكثر  على شكل التسوية والعناصر التي  ستكون لها السلطة في السياسة التي ستتم في لبنان وعلى أساسها سوف تتبلور السياسة اللبنانية وعلى الانتخابات وهل سيتم  تغيير القانون الموجود او الإبقاء عليه ، ومن سيكون اللاعبين في السياسة الداخلية ومن سيكون  اللاعب الأكبر الذي سيؤثر على السياسة الخارجة لبنان، وكل ذلك سيحدد ويقرر مصير الانتخابات والنظام السياسي في المرحلة القادمة.

- وهل ما زالت نية لديكي  الترشح في الانتخابات النيابية المقبلة ؟ و هل سوف تعيدين تجربة اللائحة النسائية؟

بالنسبة للترشح أكيد سوف أترشح ، لأنني أحمل قضية إمرأة في العمل  السياسي،  وقضية الأطراف وبالتحديد من الأطراف لانني أنا من عكار هذه القضية  أحملها  لنصل إلى مرحلة نثبت أن  المرأة قادرة على التغيير وقادرة على أن تتولى مراكز القرار وهذا دافع أساسي  للترشح.

بالنسبة لفكرة تجربة لائحة  نسائية أكيد لا أعيدها، وهي كانت رسالة ، لان  اللوائح التي تم إطلاقها وكانت 5 لوائح في وقتها  كان تغييب دور المرأة وكانت لا تعترف بدورها وهذه كانت أول رسالة ، وقد وصلت الصورة أن هناك نساء يرغبن في العمل السياسي وحالياً العمل سوف يكون ضمن لوائح  متنوعة ، لأننا نؤمن بالتنوع والمناصفة ، ونؤمن أنه لا يمكن  تغييب المرأة ولا يمكن  تغييب الرجل   فالهدف كان أن الرسالة لا يمكن  إلغاء وتهميش النساء عن العمل السياسي.

- برأيك أين يبدأ التغيير وكيف ستكون النتيجة؟

  بالنهاية التغيير يبدأ من الوعي ، والوعي السياسي والثقافة السياسية لهم تأثير كبير لاشك أن النخب تلعب دوراً في عملية التغيير وتلعب دوراً في الوعي  وتلعب دوراً في خلق بدائل ، ولكن القرار لا تحدده النخب ، ولكن القرار يحدده الشعب، إذ أن الحالة الشعبية هي  التي تفرض  نفسها في الاخر،  وما يحدث حالياً بسبب الوضع والانهيار والحرمان على كل المستويات وتغيير نمط الحياة ، أصبحنا نجد أن الناس  ترفض رفضاً  تاما ً لهذه السلطة ولهذه الطبقة الموجودة، واكثرية الناس لا يريدون تلك الطبقة في الحكم، ولكن ما يقلقنا كتغييرين والذين خاضوا المعركة الانتخابية السابقة أن يعود الانفاق الانتخابي وتعود الأموال  لتعلب دورها في الانتخابات وخاصة أن الوجع زاد ، وعلى الناس أن لا تنسى أن ما تقاضوه في الانتخابات السابقة من رشاوي لم يكفهم لمدة شهر،  وبعدها عاشوا الانهيار التام  الذي  وصلنا اليه اليوم.

 ويبقى إننا نعجز عن تحديد الصورة وحتى لو كانت المعطيات تشير إلى تغيير هذه السلطة وأن الناس  ترفض هذه الطبقة ، ولكن الخوف من المستقبل وخوف من أي لعبة  خطيرة وهذه بالنهاية السلطة التي  سوف تمارس  الضغوطات وكافة الاساليب  من خلال الضغط  المالي والمعنوي الأمني والعسكري من أجل  الحفاظ  على  كراسيها ، حيث ترى أن مركز القرار هي  مغارة علي بابا  ولا يمكن أن تستغني عنها بهذه السهولة وستتصدى لاي حركة تغييرية لكي تبقى في مراكزالقرار وتحافظ على مناصبها.