حوار مع رجل الاعمال المغترب اللبناني الشاب سليمان البحري

27 -7- 2021

مقابلة أجرتها  مجلة " Opine Digest" الالكترونية مع  رجل الاعمال الشاب سليمان البحري.

– من هو سليمان البحري ؟

 أفتخر بالقول أنني رجل أعمال ناجح من لبنان، حاصل على بكالوريوس في ادارة الاعمال من الجامعة الكندية، أنا بطبعي شخص إيجابي، طموح وأدرس كل خطوة أقوم بها ، كما أنه لدي رؤية واسعة ومختلفة في الحياة، ممكن أن تكون مميزة في بعض الأحيان وأحيانا تكون بعيدة عن الواقع.

  - بدايات مسيرة سليمان الشب الطموح؟

 أنا من مواليد دولة الإمارات وعشت فترة طويلة في بلدي الحبيب لبنان، ولأنني الابن الأكبر في البيت، تكونت لدي هذه الشخصية القيادية، 

فأنا أتذكر أنني كنت دائما أصادق الكبار من المجتمع وأتحمل مسؤولية كل شي حولي. بدأت مسيرتي كأي شاب في بداية حياته بعد انتهاء الدراسة الجامعية، يريد أن يثبت نفسه في الحياة العملية ، طموح سريع التعلم ويريد ان يتسابق في نجاحاته وأن لا يخفق بل أن ينظر الى الحياة بطريقة إيجابية وواسعة، لم يكن هناك نهاية لطموحاتي.  ومع كل هذه الطاقة، وبعد فترة الدراسة عملت بعدة أماكن لاكتساب خبرة متنوعة ولكن في النهاية أخذت بنصيحة والدي الذي اقترح علي ان ابدأ حياتي المهنية خارج لبنان، وفعلا هذا ما حصل. 

-  لماذا اخترت  قطر؟ 

في الحقيقة قطر لم تكن على لائحة إختياراتي، بل كنت متجهاً الى كندا أو أوروبا، ولكن صعوبة سير العملية وتعقيداتها كوننا في الشرق الأوسط حالت دون نجاح ذلك، ليس لأنني رفضت العملية، بل لأنني أؤمن أن الوقت من ذهب، وكان لدي الثقة التامة بقدرتي على التكيف والنجاح في أي بيئة كانت. فكان وقت الانتظار هو العدو الأكبر لدي خاصة بوجود طاقة شبابية كبيرة تريد أن تنفجر في ابداعاتها وطموحها. لقد كان لدي فقط رؤية واحدة آن ذاك وهي أن ابدأ في العمل، وأن أبدع لأكون Top of the Ladder .

وعندما تم اختياري للعمل في دولة قطر، كنت قد بحثت عن هذا البلد وناقشته مع أصدقائي وعائلتي، وكانت النتيجة هي أن قطر لديها إمكانيات كبيرة وبدأت بتحقيق طموحاتها وانها ستكون من افضل دول الخليج. وهي فعلا دولة رائدة بعدة مجالات ومع الوقت والخبرة لاحظت أن السوق القطري ناجح في عدة أنواع من الاعمال مثل العقارات، والسيارات ، والمواد العذائية. وبالفعل كان عندي الفرصة أن أبدأ مشواري كمستشار مبيعات لشركة Audi وكما أنني عملت فترة بتأجير السيارات الفاخرة وبالاضافة الى ذلك، أطلقت مجلة “Qatar Diner Guide” بعد فترة زمنية وهي الأولى من نوعها في قطر والمعنية بالاكل الفاخر وهذا كله قبل اتجاهي للعقارات وتأسيس شركتي الخاصة.

  -ما هي الصعوبات الي واجهتها ؟

الصعوبات التي واجهتها في قطر كانت من شقّين: الشق الأول أن دولة قطر لديها حضارة مختلفة عن بيئتنا في لبنان وهي دولة تحت التطوير والنهضة العمرانية، ولديها تقاليد معينة يجب اتباعها واحترامها. الشق الثاني، وهو الاكبر من ناحية الصعوبات التي واجهتني في أول فترة، هو صعوبة التأقلم مع البيئة، واقع الحياة العملية التي تختلف اختلافا كبيرا عن ما تعلمته في الجامعة، الغيرة الكبيرة من اعداء النجاح، بعض الاحيان الصعوبات المالية، ونعم كل هذا ساهم في فشلي في عدة محطات من حياتي، وأثر بشكل كبير على صحتي النفسية، كوني تربيت تربية راقية ومرتفعة المقام مع عائلتي التي لم تهيئني للتعامل مع وحوش الدنيا أو لنقول واقع الحياة الصعب. ولكنني أعتبر أن الفشل كان بمثابة حافز إيجابي لي، فلقد عرفت العالم بشكل حقيقي، وأصبحت واقعيا، وخلق كل هذا لدي تحدي كبير بان أتابع مسيرة حياتي وأن أنجح بتجربتي وأن أخوض مجالات جديدة.  

 - ما الخبرة الي  اكتسبتها  وكيف تمكنت  من مجال تطوير ذاتك؟ 

التعامل مع الناس وتحديداً في المبيعات وخدمة العملاء، وكوني في الوقت الحالي أتعامل مع فئة من كبار المجتمع من وزراء ومدراء أعمال وسفراء وديبلوماسيين وأصحاب رؤوس أموال وشركات بالإضافة الى محيط الديوان الأميري، كل هذا هو خبرة بحد ذاتها، من المهم ان يكون لدى الانسان الكثير من المرونة وأن يعرف الوقت المناسب ليكون صارم في بعض المواقف، هذه الخبرة دفعتني لاكتشاف ميول جديدة في داخلي وبَنَت لدي ثقة كبيرة. 

  - هل عندك  مشاريع جديدة  لتطوير اعمالك؟

 دائماً لدي مشاريع جديدة، وأرى ان هذه ضرورة في زمن التغيير الجذري والسريع الذي يواجهنا كرجال أعمال، والا سوف يفوتك قطار التطور والنجاح. وأنا دائما بحالة توسيع لاعمالي داخل دولة قطر ونخطط أن نتوسع في السعودية ومصر ولبنان. 

 - هل تجد نفسك  انك  اصبحت جاهزاً لعمل  خاص بك؟

 أنا في الوقت الحالي أملك شركتي الخاصة والحمد لله استطعت أن أحصل على الخبرة الكافية والثقة من الاخرين. ولكن أن يكون لديك عمل خاص هو أمر ليس سهل على الاطلاق. يجب أن يكون لديك الكثير من الطموح والجهوزية الذهنية والنفسية. 


 - ماذا تنصح من يريد  الدخول الى عالم  الاستثمار في السوق العقاري؟ 

أنصحه بأن يدرس السوق العقاري بشكل واسع وان يحسب كل خطوة يقوم بها، لأن السوق العقاري هو سيف ذو حدين ومغرياته كبيرة، ولكنه هش كثيراً، لأنه يتأثر بعدة محطات منها سياسية ومنها اقتصادية والبورصة العالمية..الخ. ويجب أن يكون مرناً وأن يحدد اهدافة بشكل منظم وواضح، وأن يكون جريء وأن لا يخاف من المخاطرة ولديه الثقة والقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة، وأن يكون لديه فريق عمل متكامل وفيّ وطموح وجدير بالثقة. 

 - اذا إنعرض عليك العودة  الى  لبنان هل تعتقد انه يمكنك ان تحقق النجاح الذي حققته في دولة قطر ؟

 طبعاً، أنا أثق في بلدي لبنان كل الثقة وأعلم أن كل مكان أو بيئة أو دولة لديها خصوصية وظروف محيطة بها ولكنني على يقين وإيمان بأن التكيف في المحيط هو أكبر وسيلة للنجاح. وبالتأكيد ان أكبر أمنية لدي هي العودة الى وطني الحبيب لبنان، وهذه الرغبة موجودة لدي دائما، ولكن للأسف الظروف الحالية التي تواجه البلد تجبرني على تأجيل هذه الخطوة، ولكن لا أحد يعلم ما يخبيه المستقبل؟

  - كلمة أخيرة تحب  ان  تقولها ا؟

 أشكركم على الاستضافة اللطيفة، وأشكر الصديقة الرائعة السيدة الاستاذة  أنديرا الزهيري،  وأقول في النهاية بأنه يجب عليكم أن ترسموا طموحاتكم في أذهانكم وأن لا تدعو أي شي يقف في وجه طموحاتكم في الحياة، لأنكم في النهاية تلعبون لعبة الحياة إن كان في المجال العملي او حتى على الصعيد الشخصي والعاطفي، فانك تلعبها وحدك، ولست بحاجة لانتظار الدعم أو المساعدة من أحد، فكتاب حياتك تكتبه لوحدك، ويجب أن يكون رائعا في كل شيء، في نجاحاتك وحتى في اخفاقاتك. وأخيراً أشكر عائلتي الكريمة التي رسمت لي طريق المحبة والوفاء والثقة بالنفس الى النجاح.