لقاء شامل مع الفنان المبدع الشيخ كميل الريس

كبير في تواضعه، جميل في اخلاقه وطيبة قلبه، عظيم في فنه وفي نظرته لوطنه ومجتمعه. هو رجل دين ملتزم، غير أن ما يميزه هو انفتاحه على الجميع ومحبته لكل ما خلقه رب العالمين ، من خلق وطبيعة في كل زمان ومكان. هو سفير طبيعة لبنان الجميلة الى العالم، كيف لا وهو الذي بُثت أفلامه في العديد من المحطات العربية والعالمية وأخرها محطة الجزيرة الوثائقية، وفيلمه السياحي عن لبنان تبنته وزارة السياحة وشركة طيران الشرق الأوسط. إنه الفنان المبدع الشيخ كميل الريس إبن مدينة عاليه في جبل لبنان، وقد أجرينا معه مقابلة شاملة عن مختلف مراحل حياته وتطور هوايته التي بلغت مؤخراً مستوى العالمية. أهلا وسهلاً بكم في موقع "OpineDigest" والذي يعني الانفتاح وتقبل الرأي الآخر، وهو يجمع كوكبة من المثقفين العازمين على نشر الثقافة والمعرفة ومساعدة المجتمعات، ويضيء على المبدعين والباحثين اينما وجدوا. 


  •  دعنا لوسمحت نتعرف على شخصكم الكريم، بدءاً من معلوماتك الشخصية، هواياتك، طباعك، مرحلة طفولتك ووصولاً ليومنا الحالي.

  كما تعلمون، اسمي كميل الريس، من مواليد وسكان مدينة عاليه محافظة جبل لبنان. هوايتي وشغفي منذ الصغر هو التصوير، حيث أنني بدأت بذلك من عمر التسع سنوات، باستخدام كل أنواع الكاميرات اليدوية التحكم، وكنت كل فترة أعمد لتحديث معداتي ومتابعة كل جديد، وصولاً إلى ما أعتبره ثورة في حياتي المهنية وهي استخدام طائرة الدرون، والتي من أهم ميزاتها وإضافة إلى كونها تسمح لك بالتقاط كل شيء من السماء، فأنها تتيح لك التصوير بزاوية تصل الى 360 درجة. أؤمن بأن كل ما لدينا من حواس ومواهب وأفكار، هو نعمة من رب العالمين ومهما بلغنا أو تطورنا بأي منها يمكنه تعالى أن يعيدنا برمشة عين إلى ما دون الصفر فيها.  انطلقت في التطبيق الجدي لهذه الهواية، من خلال أفلام وصور لمدينتي التي ترعرعت بها، وقد إحتفظت بها كلها دون نشر كوني وفي حينه لم أعر وسائل التواصل الإجتماعي أي أهمية. ومن ثم تابعت هذه الهواية  من خلال عملي فـي المكتبة التي أنشأتهـا مـع شركـاء (مكتبة جرير)، حيث أقمنا ومنذ العام 2012 مسابقة في التصوير الفوتوغرافي أسميناها “green your screen” هدفها الإضاءة على جمال بلدنا وتحفيز هواة التصوير على تنمية وتطوير هوايتهم. 

  • حدثنا قليلاً عن نظرتك للبنان ، وكيف تراه من خلال عدستك؟

 ارى لبنان كوطن جامع لنا كلنا، أراه من خلال عدستي كجنة على الأرض وهبنا إياها رب العالمين. فأنا ومن خلال قيامي بجولات تصوير في العام  الماضي لكافة المناطق اللبنانية امتدت لمساحة 3600 كلم، لتنفيذ فيلم فيديو عن جمال طبيعتنا لا سيما المحميات الموجودة فيه، وقد ُقدّم لاحقاً لوزارة السياحة ولشركة طيران الشرق الأوسط وتم اعتماده بشكل رسمي، وجدت أنه كلما كنا نزور مكان أو منطقة في لبنان في الشمال أو الجنوب أو البقاع أو جبل لبنان ونعتبرها ربما تكون الأجمل في لبنان، كنا نتفاجأ عند زيارتنا لمنطقة أخرى بأنها أجمل من الأولى والثالثة أجمل من الثانية وهكذا دواليك، فكل منطقة لها نكهتها ورونقها، بصمتها الخاصة وحيثيتها، وكلما اخذت اللقطة من زاوية مختلفة اكتشف سراً جديداً وجمالاً مختلفاً. بالطبع يستحيل علي أن أحدد المنطقة أو المكان الأجمل في لبنان، كما أعتبر أن هذا البلد وبلا أدنى شك هو من أجمل بلدان العالم ، على أمل أن نعي قيمته ونعمل على الحفاظ على ما أكرمنا الله به. 

  • حدثنا قليلاً عن المشاريع التي نفذتها لغاية الأن، وما الذي تحلم بتحقيقه؟

 كما ذكرت سابقاً فقد نفذنا فيلم عن لبنان اصبح ملكاً لوزارة السياحة وشركة طيران الشرق الأوسط، إلا أن الأهم بالنسبة لي والذي غير مساري ونظرتي إلى هذه الهواية هو اتصال هاتفي في أواخر العام الماضي من قناة الجزيرة الوثائقية، والذي اتى بنتيجة قيامهم باجراء بحث عن أفضل المصورين في العديد من البلدان، وقد تم إخياري كممثل عن لبنان. ونحن نقوم من ذلك الحين بتصوير أفلام عن لبنان وطبيعته تلقى رواجاً هاماً على مواقعهم، كما سوف نعلن قريباً عن مشروع مهم جداً بالتعاون مع "الجزيرة الوثائقية" يقوم على التحدي بين المناطق. وحالياً أعيد القيام بجولة تصويرية محترفة تغطي معظم المناطق اللبنانية، والتي تستقبلنا بكل بسرور ورحابة.     

  • كيف تنظر لتفاعل الجمهور اللبناني والعربي مع ما تنشره؟

 لا شك بأن العالم الرقمي الافتراضي (الانترنت) ولا سيما وسائل التواصل الاجتماعي بكافة أشكالها، هي ثورة هذا العصر وهي التي جعلت سرعة وسهولة الانتشار قابلة للادراك بوقت قصير. فكما ذكرت سابقاً لم أكن اعير ذلك أهمية كبيرة، أما الأن فإنني أملك صفحات متعددة على كافة هذه التواصل يتفاعل معها عشرات الألاف في كافة بقاع الأرض، كما أن الفيديوهات التي تنشر لي على مواقع الجزيرة الوثائقية تلقى والحمد للله على تفاعل وتجاوب منقطع النظير، ربما يعود ذلك لجمال طبيعة بلدنا، ولمحبة العالم لهذا البلد. 

  • كلمة أخيرة توجهها لجيل الشباب لا سيما في ظل هذه الظروف الإقتصادية والصحية الصعبة.

كلمتي لكل شخص وبغض النظر عن العمر والجنس، لديه هواية مهما كان نوعها، ومهما كانت صعوبة تحقيقها، أن يبقى مؤمناً بها ويعمل دائماً على تحقيقها وتطويرها، ويعلم أن رب العالمين يعطينا حواساً وطاقات قد نحقق من خلالها ما يعتبره البعض من المستحيلات، على أن نبقى دائماً بحال الشكر والرضى والتواضع، وعدم نسب النجاح والتفوق سوى لارادته. أخيراً، أود أن أوجه الشكر لكل من يدعمنا من وسائل اعلام وغيره وكل من وقف بجانبي وساندني وآمن بموهبتي، وأخص بالذكر رئيس بلدية عاليه السيد وجدي مراد، الصديق  الإعلامي جو القارح وصفحة “weather of Lebanon”. كما أتمنى لوطننا العزيز العودة للاستقرار والأمان والإزدهار وأن نعرف جميعاً قيمته وجماله. 

(صور حصرية خصها الشيخ كميل للموقع تشاهدونها في صفحة الصور) 

أجرى اللقاء د. ربيع كمال الدين - رئيس تحرير الموقع