شهدت الفترة الأخيرة الترويج بشكل ملحوظ عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبعض المحطات التلفزيونية، لحقن الفيتامينات بالوريد في إعلانات يتصدرها بعض المشاهير بهدف الترويج لتلك الحقن كحل سريع للطاقة والحيوية، إلا أن الدراسات العلمية وعدداً من الأطباء المتخصصين أكدوا خطورة هذه الحقن على الصحة العامة.
وفي استجابة سريعة لتلك الإعلانات لجأ البعض إلى تعاطي تلك الحقن بهدف زيادة الطاقة والنشاط ولتحسين البشرة والشعر كما تروج الإعلانات، غير مدركين بأن الإفراط في تناول الفيتامينات قد يؤدي إلى مخاطر كبيرة منها الفشل الكلوي والتسمم وارتفاع ضغط الدم الذي يؤثر بدوره على صحة القلب.
وأكد الدكتور عادل سجواني، طبيب استشاري في طب الأسرة لـ«البيان»، أن إبر الفيتامينات في الوريد التي يروج لها البعض بأنها تعطي طاقة وحيوية ونشاطاً مجرد إعلانات تجارية، بل وتشكل خطورة بالغة في بعض الحالات على وظائف الجسم.ولفت إلى أن الفيتامينات نوعان تهضم عن طريق الدهون وأخرى تهضم عن طريق الماء، وعند الحصول على الفيتامينات عن طريق الوريد يؤدي ذلك إلى زيادتها في الجسم ، وهو ما يسبب فشلاً كلوياً وتسمماً بسبب تجمعها بكميات كبيرة.
وأشار إلى أن هذه الحقن لم يثبت علمياً فوائدها كأنها تمنح الطاقة والنشاط أو نضارة البشرة كما يروج لها، مؤكداً خطورة تلك الحقن على الصحة العامة، فضلاً عن كونها إهداراً للمال.
وأفاد الدكتور سجواني بأن الجسم يحصل على الفيتامينات من المصادر الغذائية، وأغلب المجتمعات العربية والخليجية متوفر لها كافة أنواع المواد الغذائية التي تعد مصدراً آمناً في الحصول على احتياجات الجسم بطريقة سليمة.
وأردف بأن هذه الحقن توصف لحالات نادرة جداً وضمن اشتراطات خاصة وتحت إشراف طبي، وذلك عكس ما يروج لها في عيادات التجميل، موضحاً أن الأعراض الجانبية المحتملة لحقن الفيتامينات في الوريد، خصوصاً عند الحصول على جرعة عالية، تتمثل في زيادة حمل السوائل في الدم عند مرضى ارتفاع ضغط الدم أو القلب، مما يعرضهم لحدوث تلف في الكلى أو القلب بشكل مؤقت وأحياناً دائم.
ولفت إلى أن تناول هذه التركيبات بسرعة كبيرة قد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم والدوار والإغماء، مشيراً إلى أن الحصول على جرعة عالية لمرة واحدة من فيتامين (د) أمر حيوي لصحة العظام، إلا أن تكرار الجرعة بضع مرات قد يؤدي إلى فقدان كثافة العظام.
وأوضح أن الدراسات العلمية تشير إلى أن مكملات فيتامين (د) تزيد من إنتاج الخلايا التي تحطم أنسجة العظام، وفي الوقت نفسه، تؤدي جرعة زائدة من فيتامين (أ) الذي يدعم الرؤية والجهاز المناعي والجلد، إلى عدم وضوح الرؤية والغثيان والصداع والإرهاق.