اكتشف العلماء، عن طريق الصدفة، مجرة غير مرئية تقريبا تتحدى فهمنا للكون، والتي يبدو أنها تتكون بشكل كبير من المادة المظلمة، وفقا لـ"إندبندنت".
وأغفل علماء الفلك مجموعة النجوم القاتمة للغاية في الملاحظات السابقة على الجزء نفسه من الفضاء، لكن المجرة التي لا يمكن اكتشافها تقريبا تم رصدها الآن من قبل فريق لم يتمكن من تفسير كيفية وصولها إلى هناك.
وقالت ميريا مونتيس، مؤلفة الدراسة الجديدة، التي أبلغت عن هذا الاكتشاف: "بمعرفتنا الحالية، لا نفهم كيف يمكن أن توجد مجرة بهذه الخصائص المتطرفة".
والمجرة قاتمة بشكل لا يصدق، أكثر خفوتا بعشر مرات من الأجسام الأخرى من نوعها، ولكنها تمتد أيضا على مساحة أكبر بعشرة أضعاف، مقارنة بالمجرات التي تحتوي على العدد نفسه من النجوم.
وأطلق على المجرة اسم "نوبي"، وهي كلمة إسبانية تعني السحابة. وتم اقتراح الاسم من قبل ابنة أحد العلماء المشاركين في الاكتشاف، والبالغة من العمر خمسة أعوام، ويرجع ذلك إلى مظهر المجرة الضخم والباهت.
وعثر على "نوبي" عندما كان إجناسيو تروجيلو، أحد المؤلفين المشاركين للورقة البحثية والذي كان يستخدم صورا من مسح سلووان الرقمي للسماء لفحص جزء معين من السماء. وفي أحد تلك الفحوص، ظهرت بقعة خافتة من الضوء أثارت اهتمام العلماء المشاركين.
ثم استخدم الفريق صورا أخرى للتأكد من أن رقعة الضوء لم تكن خطأ، بل كانت جسما حقيقيا في الفضاء.
وحتى مع ذلك، لا يزال الكثير عن الجسم غير معروف. إنه خافت للغاية لدرجة أنه من الصعب معرفة مدى بعده، ومع ذلك يعتقد العلماء أنه يبعد عنا نحو 300 مليون سنة ضوئية.
وفضلا عن كونها غامضة، فإن مجرة "نوبي" تتحدى بالفعل فهمنا للكون. عادة، تميل المجرات إلى امتلاك كثافة أكبر من النجوم في مناطقها الداخلية، وتتساقط بسرعة كلما ابتعدت عن الوسط، لكن المجرة المكتشفة حديثا لا تظهر هذا التأثير، وهو أكثر ثباتا في جميع الأنحاء.
وهذا لا يتناسب مع الفهم الحالي لعلم الكونيات، وعمليات المحاكاة غير قادرة على تقليل الخصائص المتطرفة.
وقالت مونتيس: "لقد تركنا دون تفسير قابل للتطبيق ضمن النموذج الكوني المقبول حاليا، ألا وهو نموذج المادة المظلمة الباردة".
ويمكن لنموذج المادة المظلمة الباردة إعادة إنتاج الهياكل واسعة النطاق في الكون، ولكن هناك سيناريوهات صغيرة الحجم، مثل حالة "نوبي"، لا يمكنه تقديم إجابة جيدة لها.