" الرحلة 17 " الفيلم الأقرب للواقع في السينما السورية....

عهد أسد النبواني - سوريا - 6-9-2021

أطلقت المؤسسة العامة للسينما العرض الأول والخاص لفيلم " الرحلة 17" ، في سينما كندي في منطقة دمر وهو الذي يروي و يوثق الأحداث التي حصلت في الفرقة 17 في محافظة الرقة السورية والحصار الذي تعرضت له ، وقد شهد العرض حضور رسمي وثقافي كبير .

  واستطاع الفيلم الذي كتب السيناريو له حسن مصطفى وكان من إعداد وإخراج علي إسماعيل الماغوط أن يكسر جميع التقاليد في السينما السورية والقفز فوق حواجز الجمود الإخراجي الذي شاهدناه في عدد كبير من الأعمال السورية السابقة التي تحاكي الأزمة السورية .

وقدم الفيلم عبر 60 دقيقة صورة حقيقة لما حدث في الفرقة 17 في أيام الحصار ، واستطاع الماغوط من خلال هذا العمل أن يلامس مشاعر المشاهد بأحداث قريبة من الواقع المعاش وهذا النوع من الأفلام الذي لم نشاهده من قبل في السينما السورية بل كانت الأعمال السابقة تصور وقائع الحرب وقساوتها بعيداً عن الجانب الإنساني الذي لامسناه في هذا العمل .

المخرج علي الماغوط تحدث عن الفيلم قائلاً : " إن فيلم الرحلة 17 يختلف عن الأعمال السابقة بالنسبة للسينما التي تخص الحرب وتصور وقائعها ، وقد حاولنا قد الإمكان الإضاءة على الجوانب الإنسانية التي عاشها ضباط وعناصر هذه الفرقة ، وهذا ما ميز الفيلم ليصبح وثيقة للأجيال القادمة ، وعبر الماغوط عن سعادته بإخراج أول فيلم روائي طويل له يوثق أحداث الحرب في سورية . 

وعبر الفنان وضاح حلوم الذي جسد شخصية العقيد أكرم الحسن وهو قائد القطعة العسكرية التي تعرضت للحصار عن أهمية الفيلم والإضافة الكبيرة التي قدمها للسينما السورية وخاصةً أن أبطال الفيلم جسدوا شخصيات حقيقية موجودة في الواقع ، وأكد أن هذا النوع من الأفلام مهم جداً كونه يحاكي الواقع المعاش وقريب من المُشاهد في تصوير أحداث حقيقية ولم تكن من نسج الخيال . 

وقد لعب الفنان كرم الشعراني دور المقدم شادي وهو أحد ضباط الفرقة 17 ، وأكد الشعراني أنه اجتمع مع الضابط الذي جسد شخصيته مرات عدة في محاولة منه لمعرفة جميع التفاصيل التي كان يعيشها في ظل الحصار والأحاسيس التي كانت تجاه عائلته ورفاقه في محاولة منه لإيصالها كما هي بالفعل ، وعبر أيضاً عن سعادته بهذا العمل الذي اعتبره من أهم الأعمال في مسيرته الفنية متمنياً أن يتكرر إنتاج مثل هذه الأفلام في السينما السورية . 

الممثل طارق نخلة بطل العمل والذي قام بتجسيد شخصية المقدم محمد الذي يعتبر من أهم الضباط في الفرقة عبّر عن فخره واعتزازه كونه جسد شخصية حقيقية لازالت بيننا لافتاً إلى أن الرحلة 17 كان صادقاً وأميناً في نقل الصورة الحقيقية وتجسيد حكايا إنسانية وأحداث واقعية . 

شخصية الدكتور محمود الذي قام بتجسيدها الممثل مجد مشرف استطاع من خلالها أن يصور الواقع القاسي الذي حدث في المشفى الميداني للكتيبة وعدم وجود أبسط المعدات الطبية ، وقد تجلت كل هذه المشاعر الإنسانية في مشهد ( التعقيم ) حين قام بتعقيم رجل المقدم المبتورة بالسمن المغلي لعدم وجود مواد تعقيمية ، فقد كانت شخصيته من أكثر الشخصيات المؤثرة في أحداث الفيلم . 


والجدير بالذكر أن تصوير أحداث الفيلم كانت خلال ستة أيام فقط ، وهذا إن دل على شي يدل على القوة الإخراجية التي يتمتع بها المخرج الشاب علي الماغوط والأداء المبهر للفنانين المشاركين في العمل ، فإن تصوير فيلم مدته 60 دقيقة خلال ستة أيام يعتبر إنجاز غير مسبوق في السينما السورية .