سعيد علم الدين: المرض اعطاني نعمة الابداع

الإعلامية رشا عثمان - مدير عام مجلة المال والعالم - 3- 7- 2023

سعيد علم الدين موسيقي شاب رأى  في الموسيقى تجسيدا لطموحاته ومشواره في الحياة فأصبحت مهنته التي تعبر عنه وتفيض انغاما من روحه لكن تجربة سعيد في الحياة  تختلف عن سواه إذ زاره المرض فجأة ودخل معه في معركة  وجوديه خرج منها سعيد منتصرا وبرؤيه جديده تشدد على الفرح وإثبات الوجود رغم كل الظروف ومهما كانت قاسيه وهو اليوم أحد  المبدعين الذين يفخر بهم الوطن من حيث انسانيته، اخرها البصمة التي وضعها حول التحضير لاغنية كتبها عن التوحد، برزت فيها معاني الانسانية التي يتمتع بها حيث تبرع بها لعمل انساني خيري لمنظمة IOPSH.

  برأيكم  كيف نعرف عن المبدع سعيد علم الدين؟ 

أعتقد أنه يتجاوز الإبداع فهو عقد مصالحه مع كل ما تعرض له ويقول في هذا المجال: الفضل في ذلك للمرض فلولاه لما كان الإبداع. لقد اتيحت لي الفرصه بعد مرضي للتعرف أكثر  على نفسي وسبر غورها وقد تعلمت الكثير وتوضحت رؤيتي وأصبح لدي الكثير من المعلومات الموسيقيه حتى أكثر من غيري لديه نفس الدراسه وهذا ليس لأنني أذكى منه بل لأنني تفرغت لذلك ووجهت تفكيري وطاقتي إلى اشياء جديده لم أكن أعرفها، وبت اتعامل مع الحياة بأريحية لم تكن موجوده سابقا لدي. لقد كنت قبل مرضي بداء التصلب اللويحي  اتعامل مع الأشياء بعفويه وكنت أغضب لأتفه الأشياء لكنني اليوم إنسان يرى الأمور بمفهوم جديد ويتقبل الظروف ويتماشى معها. لقد كنت أمارس رياضة كره القدم واليوم لم يعد بمقدوري ذلك لذا بدلت هذه الهوايه بأخرى استطيعها. أن ما حدث لي قد ساعدني في  حياتي واراه نعمه وهذا واضح لكل من يلتقيني إذ يلمس مدى ارتياحي وسلامي مع نفسي وانا اعتبر أن في داخلي ثلاثة أشخاص هم فكري وجسمي وأنا، ولكل منهم مسافه عن الآخر وهذا ليس انفصاما. انا احكي للناس عن أشياء تسعدني عبر صفحتي على انستغرام واشجع الناس الذين يمرون باوضاع صحيه معينه على التفاؤل وكذلك أتوجه للناس المتعبه نفسيا واشجعها على التمسك بالفرح والتفاؤل.

 ما الذي تغير في طموحاتكم بعد المرض؟ 

منذ البدايه كان طموحي يوجهني إلى الموسيقى وكنت احلم بأن أصبح  موسيقي وعازفا وقد عارض اهلي  اتجاهي لدراسة الموسيقى لكن شغفي الموسيقي انتصر اخيرا. اعتقد ان حب الظهور والأنا كانت الغالبه في ذلك الوقت لكن اليوم تغير ذلك كليا. كنت قبل مرضي بالتصلب اللويحي، أعيش اللحظه بدون وعي كاف او البحث بالأسباب بينما اليوم أعيش هذه اللحظه مع التفكير باسبابها وفحواها فنحن لا نملك الا هذه اللحظه لأن الماضي رحل والمستقبل لا نعرفه. 

من الملاحظ أن تفكيركم قد تغير بعد تجربة المرض أليس كذلك؟ 

أجل لم أكن على هذه الدرجه العاليه من الوعي لكنني منذ البدايه أرى  الأمور بإيجابية، وقد بت اتعمق فيها أكثر.

 أن كلامكم مؤثر جدا لكن الا يوجد معاناة ما وانتم في ظرف صحي صعب؟

 في البدايه كانت المعاناة  شديدة  علي وعلى أهلي لكنني قطعت تلك المرحله الصعبه عندما ازددت قوه وصلابه وواجهت الظرف بالتفكير الإيجابي والقيام بأمور أحبها. في النهايه يجب القبول بالواقع ومعايشته واتخاذ القرار بالسعاده وان نكون سعداء مهما كانت الظروف قاسيه.

 هل الأمر عباره عن تحد للظروف؟ 

كلا، لكن رفضي للهزيمه هو بحد ذاته تحد يعبر عن ذاته. لقد وصلت إلى مكان أرى فيه بالموقف هزيمه او انتصار لكن ما أريده حقا هو العيش مرتاحا رغم كل الظروف التي اعيشها وقد انعكس ذلك على من حولي حتى أمي التي تقبلت الأمر  في النهايه وأصبحت أكثر قوه. 

ما هو انتاجكم على الصعيد الفني؟ 

انا أدرس الموسيقى بشكل يومي بالإضافة إلى الكتابه والتلحين. 

ما هو جديدكم على هذا الصعيد؟ 

لدي اغنيتين ستصدر احداهما قريبا، كما لدي أغنيه بصوتي اسمها يا ناس على you tube . 

ما هي نصيحتكم للشباب الذين يتعرضون لظروف مماثله ؟ 

الواضح انه عند بداية وعينا للحياة، الشيئ الوحيد الذي نعرفه اننا سنموت، لذا علينا الإستمتاع بالحياة واستغلال كل فرصة سعيدة للتمتع بها لاننا لا نعلم ماذا تخبىء لنا الايام وعدم التفكير بالأمور التعيسه للوصول إلى اهدافنا. 

والدة سعيد لها أيضا كلمتها في موضوع المرض والمعاناه منه وكيفية تخطي ازمته الصعبه وهي تقول: 

لقد كانت الصدمه قويه جدا في البداية وكانت دموعي ترافقني على الدوام خصوصا عندما فهمت أبعاد  مرضM.S لكن سعيد أعطاني القوه لمواجهة الواقع المستجد وكان سندا لي. لقد أخذ قراره بالمواجهه وإكمال  حياته وقد زادنا ذلك قوه واشعرنا بأنه لا يعاني من اي شيء وقد قدرنا ذلك فيه وأصبح مثالا جبارا لنا وسندا وقدوه للجميع.