سناء شجاع - 10/6/2021
_ أتكتبينَ ؟!
_ جدًّا .
_ لكنَّهُ كائنٌ لا يُرى .
_ لِذا هوَ صديقِي.
_ وَعمَّ تكتبين ؟
_ عنِ الجسدِ المُترامِي نبضًا على مساحةِ وطنٍ .
_ إذًا أنتِ تكتبينَ الوطنَ من خلالِ الجسدِ .
_ نعم .
_ أَ يُمكنُ أن تصفيهِ ؟
_ أسمرُ الجبينِ ،خضرُ المقلتينِ ، حلوُ الكلامِ ،جميلٌ .
_ مَن هُوَ ذا ؟!
أَراهُ رجلًا ،لا وطنًا .
_ إِنّهُ مُتَخَيَّلٌ من وطنٍ . أُسطورةٌ إِنْ أردْتَ .
_ يبدُو أنَّكِ تحبِّين .
_ جدًّا .
_ هل أخبرتِهِ بذلكَ ؟
_ كلُّ سَحَرٍ أخبرُهُ بِذلكَ.
_ ...ولكن عندَ السَّحَرِ الأُذنُ تنامُ.
_ مخطئٌ أنتَ . أَلا تدرِي أَنَّ بعضَ الحواسِ تتلقَّى ، والآخرُ يدركُ ؟
_ وهل تقصدينَ العقلَ ؟!
_ العقلُ والقلبُ . فالقلبُ يتغذَّى بذبذباتِهِ.
_ لكنَّ القلبَ مُسَيَّجٌ .
_ والعقلُ ايضًا .لا بُدَّ من سياجٍ، يا صديقي. ُربَّ مساحةٍ مقفلةٍ كانَت دعامةً لبناءٍ .
_ يبدُو أنَّكِ مُثقَّفةٌ .كَم تبلغينَ مِنَ عمرِ النُّضوجِ ؟
_ عامًا.
_ يا لكِ من طفلةٍ !
_ قُلْ كهلةٌ قلبُها طفلةٌ .
_ أَ تسافرينَ ؟
_ يحدثُ أَنْ أسافرَ احيانًا .
_ ما اسفارُكِ؟
_ طائرةٌ أُحاديَّةُ المقعدِ فوقَ خضرةٍ شاسعةٍ .
_ وَكيفَ أمضيتِ الرِّحلةَ ؟
_ إلتقطْتُ صُوَرًا ... جسدٌ في بُحيرةٍ ،يدٌ تحصدُ غَلّةً ،وجهٌ وقبلةٌ .
_ أَ يمكننِي أَنْ أرافقَكِ؟
_ قلْتُ لكَ..أحاديَّةُ المَقعَدِ.