عَقْلَنَةٌ … 🍂

الكاتب أ. عماد أ. الاعور


فَلْتَنْتَحِرْ أَسْرَابُ الْجُمُوحِ عَلَى أَسْوَارِ الْإِنْفِعَالَاتِ،

وَلْتُسْفَكْ دِمَاءُ الْإِنْسَانِيَّةِ عَلَى مَذْبَحِ الْبُهْتَانِ.
فَلْتَنْحَتِ الْجُمُوحُ بِجِبَاهِهَا عَلَى جُدْرَانِ الْوَجْعِ،

وَلْتُهْرِقْ أَمْوَاهَ الْإِنْسَانِيَّةِ قَرَابِينَ عَلَى مَذْبَحِ الْأَوْهَامِ.

هَوَائِيَّةُ الْكَلِمَاتِ تَتَشَكَّلُ بِضَرَبَاتِ السُّؤَالِ،

وَالْمَعْنَى يَنْبُتُ كَالْعُشْبِ الْبَرِّيِّ فِي فَجَوَاتِ الْحَرْفِ.
مَا الْجُمُوحُ إِلَّا تَمَرُّدُ النَّفْسِ عَلَى طُمَأْنِينَةِ السُّكُونِ،

وَمَا الْإِنْفِعَالَاتُ إِلَّا ارْتِجَاجَاتُ الْمَاءِ فِي إِنَاءِ الْكِيَانِ.

حِينَ تَطْمَحُ الأَنْفُسُ بِغَيْرِ بُوصَلَةٍ،

تَنْحَرُ ذَاتَهَا عِنْدَ أَبْوَابِ الزَّيْفِ،

وَتُسْقِطُ إِنْسَانِيَّتَهَا قُرْبَانًا عَلَى مَذَابِحِ الْوَهْمِ.
فَلْيَفْعَلِ التَّبَارُزُ بِالشُّرُورِ فِعْلَهُ،

وَلْيَذْهَبِ الْخَيْرُ فِي إِجَازَةٍ عَنْ شَاشَاتِ أَمْوَالِ زَيْفِهِم،

وَلْتُشْرِقِ الشَّمْسُ مِنَ الْغَرْبِ،

وَلْيُصْبِحِ الدِّيكُ عِنْدَ الْغُرُوبِ،

وَلْتَذْهَبِ الْجُمُوعُ التَّابِعَةُ، 

الْمَسْحُورَةُ بِوَهْمِ الْمَالِ،

إِلَى جَحِيمِ ابْتِسَامَاتِهِمْ فِي وُجُوهِ جَلَّادِيهِمْ.

وَلْتَسْقُطِ الْفُرْسَانُ وَالْخُيُولُ وَالْقِيَمُ وَالْأَخْلَاقُ،

فِي غُبَارِ مَعَارِكِ الْعَدَمِ وَالتَّخَلِّي وَالِابْتِعَادِ عَنِ الْحَقِّ وَالْحَقِيقَةِ وَالنُّورِ…

نَعَمْ، النُّورِ، وَمَا غَيْرُ النُّورِ.
سَتَخْجَلُونَ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ رُوحّكُمْ،

بِأَنْفُسٍ تَظَاهَرَتْ بِنَقَائِهَا، 

وَمَا السَّاكِتُ عَنِ الْحَقِّ إِلَّا شَيْطَانٌ أَخْرَسُ.

وَسَتَتَنَفَّسُونَ الْحَسْرَةَ كَآخِرِ نَفَسٍ لِهٰذِهِ النَّفْسِ الَّتِي خَنَعَتْ لِشَرَائِعِهِمْ،

وَتَشْرِيعَاتِهِمْ، وَشَرْعِيَّاتِهِمُ الْهَجِينَةِ،

سَتَخْجَلُونَ…

لَيْسَ أَمَامَ الْخَالِقِ، 

بَلْ أَمَامَ الشَّيْطَانِ نَفْسِهِ.
ٱللَّهُمَّ، يَا حَقُّ، 

يَا حَقِيقَةَ الْحَقِّ،

نَلْتَمِسُكَ صِدْقاً، 

وَنَسْتَهْدِيكَ حَقّاً،

وَنَرْغَبُ فِيكَ خَيْراً، 

وَنَسْتَجْمِلُ بِوَجْهِكَ الْجَمَالَ.
ٱللَّهُمَّ،اجْعَلْنَا مِمَّنْ يَقِفُونَ مَوَاقِفَ الْحَقِّ حِينَ تَصْمُتُ الْأَلْسِنَةُ،

وَيَقُولُونَ الْحَقِيقَةَ حِينَ يُرَادُ لَهَا الْوَأْدُ،

وَيَصْدُقُونَ وَلَا يُجَامِلُونَ،

وَيَرَوْنَ النُّورَ فِي الظُّلُمَاتِ، 

وَيَمْشُونَ نَحْوَهُ وَلَوْ وَحْدَهُمْ.
ٱللَّهُمَّ،ٱرْزُقْنَا الْوَعْيَ الْحُرَّ،

ٱلْوَعْيَ الَّذِي لَا يَشْتَرِيهِ سُلْطَانٌ،

وَلَا تُرَوِّضُهُ دُنْيَا،

وَلَا تَكْبِتُهُ أَوْهَامُ التَّقْلِيدِ وَالْخُضُوعِ لِغَيْرِ وَجْهِكَ.
ٱللَّهُمَّ،ٱجْعَلْنَا نُوقِنُ أَنَّهُ لَا خَلَاصَ فِعْلِيًّا،

إِلَّا بِٱنْسِلَاكِ مَسْلَكِكَ، 

وَٱتِّبَاعِ طَرِيقِكَ، 

وَٱلْخُضُوعِ لِمَشِيئَتِكَ.

فَكُلُّ طَرِيقٍ لَا يُفْضِي إِلَيْكَ…هُوَ تَيَهٌ.
ٱللَّهُمَّ،

ٱجْعَلْ مَشِيئَتَكَ مِرْسَاةَ قُلُوبِنَا،

وَطَرِيقَكَ بُوصَلَةَ أَرْوَاحِنَا،

وَنُورَكَ حَقِيقَةَ كُلِّ شَيْءٍ فِيْنَا،ٱللَّهُمَّ… 

وَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ.