أخلاقيّات ومبادىء العمل الإعلامي..


سهيل حاطوم
يُغفل بعض الإعلاميين أخلاقيّات العمل الإعلامي من المصداقيّة والحياديّة، إضافة إلى اعتمادهم على الإثارة والجذب في برامجهم التلفزيونية وكتاباتهم الصحفية دون تبنّي برامج التّوعية التي تحتاجها الشعوب ، ويعدّ التّفكير الأخلاقي أول مبادىء العمل الصحفي، فقبل كتابة الخبر أو نشر الصورة لابدّ أن يفكّر الإعلامي محرراً كان أم مصوراَ في جميع المشكلات التي قد تثيرها الأخبار والصور بعد النشر.
وتعتبر المواثيق الأخلاقية من المبادىء التي يجب أن يتبعها الصحفي، فبعض الصحف الورقية وبعض المواقع الإعلامية الالكترونية العالمية وضعت لنفسها مواثيق أخلاقية تحكم سلوك العاملين فيها وتشمل سياسات تتعلّق بقبول الهدايا أو تكليفات خارج العمل الرّسمي، وهناك حالات طُرد فيها مراسلون لأنهم أقاموا علاقات مع المصدر أو استغلوا معلومات لتحقيق منفعة ذاتية.
وقد بدأ تدوين أخلاقيات العمل الإعلامي ومواثيق الشّرف وقواعد السّلوك المهنية للمرّة الأولى في بداية العشرينات من القرن الماضي، وهناك الآن نحو 50 دولة فقط من دول العالم لديها نظم متطورة في الاتصال الجماهيري ذات مواثيق لأخلاقيات المهنة تؤثر بشكل فعال على العاملين فيها.
وبما أنه لكل مهنة أخلاقياتها التي لابدّ من الالتزام بها، فالإعلام كمهنة تقوم على أسس من الأخلاق التي يجب على كل فرد يمتهنها التحلي بها ، وبحسب قاموس الصحافة والإعلام فإن أخلاقيات المهنة تمثل مجموعة القواعد المتعلقة بالسّلوك المهني وهي أخلاق وآداب جماعية وواجبات مكملة، فالأخلاق المهنية ليست مرتبطة بالممارسة السليمة للمهنة فقط بل تنبع من الأهداف السّامية للكلمة، وقد عرفها جون هوهنبرغ في كتابه " الصّحفي المحترف" بأنها تلك الالتزامات الأساسية التي يجب أن يتحلى بها كل صحفي والمتمثلة أساساً بضرورة العمل من أجل الوصول إلى تغطية منصفة وشاملة ودقيقة وصادقة وواضحة مع مراعاة حماية المصادر وتحقيق الصّالح العام عن طريق احترام القانون وحقوق الحياة الخاصة للأشخاص وتصحيح الأخطاء حال وجودها، ولهذا فهي مجموعة القيم المتعلقة بالممارسة اليومية للصحفيين وجملة الحقوق والواجبات المترابطة للصحفي.
وبشكلٍ عام فإن المبادىء التي يجب أن يتحلى بها العمل الإعلامي تتمثل في :
- المسؤولية : وتعني التزام المصداقية والموضوعية والحياد فيما يكتب لكسب ثقة الرأي العام.
- حرية الإعلام والصّحافة: وذلك بالدفاع عنها وعدم التقليل من شأن المهنة .
- الاستقلالية: من خلال الحفاظ على كرامة الإعلامي وأمانته باعتباره يحمل رسالة سامية ويقوم بدور تنويري وتثقيفي للمجتمع وليس متطفلا أو أداة لتلميع الآخرين.
- المصداقية والصّدق والدقة: وتحري ذلك في كل ما يكتب لكسب ثقة القارىء.
- عدم الانحياز: من خلال الكتابة بموضوعية والفصل بين الرأي والعاطفة من جهة وبين ما يكتب كإعلامي من جهة ثانية باعتباره ناقل للخبر وليس مصلحاً اجتماعياً أو طبيباً نفسياً.
- المحافظة على حقوق الآخرين: وعدم التعدي أو التجاوز على حرياتهم وعدم كشف أسرار بيوتهم ما لم تكن قضية تعني المجتمع كالجرائم، وتحرّي كتابة القصة الخبرية بإنصاف بحيث يتم ذكر أقوال جميع الأطراف وبحيادية تامة، مع الحق بإبداء وجهة النظر الخاصة أو الرأي الشخصي والإيضاح بأنه رأي شخصي وخاص بالإعلامي ولا يمثل رأي الجريدة أو الموقع الذي يعمل به.