اسرار الحضارات...وحلول بتكهنات!!

يزن مشهور أبو لطيف - 21-7-2023


من هو ذلك العملاقُ الذي نقلَ تلك الحجارة الضخمة وبعثرها بطريقة هندسية جميلة ومذهلة تثير الدهشة والإعجاب وتمجّد الخالق في ادقِّ تفاصيلها ؟

هذا البحث سيفتَحُ أمامكم طُرقاً جديدةً للمعرفة . 

مِئآتٌ التوقعات والتحليلات والتكهنات حول كيفية نقل الحجارةِ الضخمة والثقيلة التي بُنيَتْ مِنها الاهرامات والتي تم رفعها لعشرات الأمتار ، وترتيبها بذكاء يجعلها تعيش لٱلاف السنين وتقاوم أشدّ واقسى العوامل الطبيعية ،ما هي تلك الآلات المستخدمة والقوى الخارقة التي فعلت ذلك ؟

والأكثر ما يثير الاستغراب هو كيف تمت عملية نقل تلك الحجارة العملاقة من اماكن بعيدة يصل بعضها الى الآف الكيلوميترات حيث المكان الطبيعي لتلك الحجارة ،ثم لِيَتمَّ رصفها بطرق هندسية دقيقة و متطورة ربما يعجز العلم الحديث عن تقليدها ؟

ما سأكتبهُ في هذا البحث هو وثيقة تُطرح لأول مرة في علم الآثار حول هذا اللغز المحيّر الذي لم يُعثر له على حلٍ او إجابة مقنعة ليومنا هذا .


ما تَركهُ أسلافنا من الغازٍ ومن أسرار عميقة وقدرات مذهلة جَعلتْ العلماء والمفكرين والباحثين والمتشوقين الى المعرفة في حيرةٍ من أمرهم و طالما تم إنسابُ تلك القدرات والذكاء الخارق الى كائنات غير بشريّة ولقوى خارقة تفوق قوة البشر ربما بالآف المرات ، وهو أمر طبيعي تعود جذوره الفكرية الى مصدر واحد هو عدم فهم العلوم الطبيعية وعلم الفيزياء تحديدا فيلجأ العقل فورا الى بوصلةِ الغيبيات او الى التفسيرات الخيالية .

يقول البعض بأن العمالقة هم من بنوا الإهرامات ، وآخرون ينسبونها الى كائنات فضائية تفوق البشر قوة وذكاء كانت تزور الأرض منذ آلاف السنين ، وفئة أخرى تقول بأن هناك وسائل يتم من خلالها التأثير على الجاذبيّة الأرضية كقراءة عبارات وتعويذات سحريّة وكلمات وجمل معيّنة مقابل الحجار الضخمة او الصخور التي يراد تحريكها فترتفع الصخور ويتم نقلها وتحريكها كريشة في الهواء !!!

كل تلك التحليلات والاستنتاجات كما يقولون في العاميّة (لا تعبّي الرأس ). ما تَم ادراجةُ من تحليلات وتفسيرات جميعها تحذف جانبا دَور العقل البشري المذهل وقدراته الخارقة منذ بدء الخليقة الى اليوم ، كنتُ اقرأ تلك التحليلات والتفسيرات وارى برامج وثائقية ودراسات وبحوث لا تحصى بهذا الشأن لكن سؤالاً واحدا كان يبحث في داخلي عن جواب ،لماذا لا نفترض بأنهم قد صنعوا تلك الحجارة من مكونات وموارد طبيعة من نفس البيئة المحيطة من دون الاضطرار الى نقلها او تحريكها ؟


اي انهم صنعوا كل حجر في مكانه المطلوب وبالشكل والحجم واللون الذي يريدونهُ؟

بقي ذلك السؤال يراودني لسنوات طويلة ، بعد ان زرت اكثر من مئتي هرم واكثر من خمسمئة موقع اثري ومتحف بأماكن مختلفة من العالم ولدي آلاف الصور والتسجيلات ، جميع تلك الاهرامات تشير الى سِمة مهمه ومميزة بانها بنيت في حقبة زمنية متقاربة وكأن من بناها هو نفس الشخص رغم تباعد المسافات فيما بينها ، من الصين الى مصر الى البيرو والمكسيك ومئآت الاماكن غيرها . الاشكال المتعددة في البناء والطرق الهندسية المتنوعة والخصوصية الجميلة لكل مكان ولكل حضارة من تلك الحضارات تجعلك تدركُ بانهم كانوا يعيشون كأسرة واحدة تتبادل المعارف وتحترم خصوصيات بعضها البعض وتؤدي كل فئة او مجتمع ما دورهُ ومهمتة أوطريقتة الخاصةَ في التفكير والاختراع والنحت والبناء بعيدا عن التقليد او اللصوصية وسرقة افكار واختراعات الآخرين إنما القواعد الفيزيائية والهندسية واحدة ، والكميائية كذلك التي تمت من خلالها عمليات التحنيط التي اشتهرت بها الحضارات القديمة في فترة زمنية متقاربة . 

وبالعودة الى موضوعنا الأساسي حول تلك الأحجار الضخمة التي تزن بالأطنان وعن كيفية تحريكها ونحنها وهندستها الدقيقة وكيف تم جَلبها من اماكن نشأتها ومصادرها الاصلية الطبيعيّة التي ربما يبعد بعضها آلاف الكيلومترات سأروى هذه الحادثه الشخصية بشكل سريع ، تَعرفتُ على شخصٍ مُسنٍ قد تجاوز التسعين من العمر ،نشأت بيني وبينهُ صداقة متينة وقررت منذ ثلاث سنين مضت ان أهديهِ منحوتةً أو تمثالاً حجريا صغيرا . سألت بعض الاصدقاء من الفنانين إذا كان بالإمكان العثور على نحات يستطيع أن يصنع لي مجسما او تمثالا صغيرا قمتُ برسمه على ورقة ، فأرسلني احد الاصدقاء الى قرية تحتوي على العديد من النحاتين . ذهبت إلى هناك و كانت الصدمة المذهلة ، مئات من التماثيل الحجرية والأعمدة والمنحوتات بأشكال وألوان وأحجام مختلفة جميعها بانتظار من يشتري ،تماثيلٌ ثقيلة الأوزان دقيقة في الصنع ولحضارات مختلفة ولحيوانات وشخصيات دينيّة وسياسية ولمشاهير او بعضها يكون حسب الطلب ، سأرفق لكم الكثير من الصور لتلك المنحوتات الجميلة والمذهلة ، لكن الأكثر ذهولا حين التقيتُ بأحد اولئك النحاتين وطلبتُ مِنه أن ينحتَ لي المجسّم الذي سأهديه لصديقي العجوز ، قال لي ذلك النحات لماذا تُصِر على فكرةِ نحت التمثال ؟


 فأنا أستطيع أن اصنعهُ لكَ بالحجم واللون الذي تريده وبالمواد الطبيعية التي تتشكل منها الحجارة وبنفس الصلابة وربما اصلب ولا يمكنك تمييزه عن الحجر الحقيقي !!! 

وبالمختصر المفيد هنا في احدى القرى النائية في المكسيك صنع الرجل لي تمثالاً لم أتمكن من تمييزهِ او تفريقهِ عن الحجارة السوداء في مدينة السويداء في الجنوب السوري . خلطاتٌ متعددة من التربةِ بمقادير دقيقة يُضافُ إليها اللون الذي تريدهُ وبالتدرجات اللونية المذهلة والفاتنة وبالدقة المطلوبة والإتقان في العمل يصنعون الالاف التماثيل ،يمكنك صناعة اعداد هائلة من الاعمدة الضخمة والتيجان المتشابهه وكأنك تكرر طباعة صورة واحدة بآلة طباعة حديثة ، والزمن كفيل ربما بجعلها اكثر صلابة وقربا من الحجارة الطبيعية .
لا املُّ من التكرار حين اقول بأنالعقل البشري هو الاداة الأكثر ذهولا واعجازا في هذا الكون الفسيحو كي لا اطيل عليكم قمت بتجزأه هذا البحث الى قسمين سأرفق في الايام المقبلة الجزء الثاني الذي يحتوي مقابلة مصورة وهي جزء من وثائقي اقومُ بالتحضير له وهو الجزء الأكثر اهمية .

 حين تُدركُ بأن حياتكَ هي مُجرّدُ لمحةٍ خاطفةٍ من عُمْرِ الزمن تَمرُ كما يَمرُ الحُلمُ مُسرعاً كومضةِ البرق ، ستعرف حينها قيمة كل لحظة في حياتك ،بين الأمس واليوم رمشةُ عين والحضارات السابقة التي تَركتْ لنا آثارها الرائعة كانوا يدركون تماما قيمةَ ما يفعلون وقيمة تلك الرسائل الفكرية وبأن الزمن سيتقلّب على الحضارات المتعاقبة و الانسان سيبقى هو الانسان لكن عقلهُ هو المبدع الحقيقي هو الكنز الأكثر غِنىً وعطاء وتميّزا .


ولأني لا احب احتكار المعرفة فلكم حرية نقل الصور والمعلومات بالطريقة التي تريدونها، لكم مني كل ما في القلب من محبة .
مركز البحوث التاريخية ، جامعة المكسيك .