راية لأهلها - الكاتبة لينا صياغة

الكاتبة الاستاذة 

لينا صياغة


كانت الحقيقة تستمتع بوقتها ، تتمشى في ربوع قريب بين الزهور ، تتنفس الهواء النقي بين أشجار الصنوبر ، تستمع لزقزقة العصافير ، تغني بصوت رخيم مناجاة إعتادت ترنيمها . 

فجأة يظهر الباطل ليعكّر صفوة خلوتها ويبدأ بالتهكم عليها والتقليل من شأنها كالعادة.

تنفست الصعداء وقالت له بهدوء : مهما حاولت أن توقفني وتقلّدني لن تستطيع .

ضحك ساخراً منها وقال:  أنا دائماً أنتصر عليك لأن سلاحي اقوى ، همّ المغيبون عن واقعهم! إنظري  لنفسك من يريدك ويعترف بك؟ ها أنذا الجميع يُصفق لي  يحتفون بي .!قالت : أعرف ذلك  لأن  قلّة من الناس يملكون قلوباً نقيّة ووجوداً واعياً،لا يختبؤون خلف  حُجُب  ، كلمتهم حادّة كالسيف  ووجودهم فيض  من العلم، هم كالشمس أينما حلّوا ، نادرون  بين القوم وفي المجتمعات ، أمّا أنت  ويا حسرتاه أنت  وأعوانك تُساقون كالغنم مسلوبين الإرادة والفكر  ، هل رأيت جاهلاً يُحب الحقيقة؟ طبعاً لا ! فهو يتلذذ بجهله يخاف التغيير الإيجابي فقير العقل   أمّا أعدادهم ممكن أن تكون  مجتمعاً  بأكمله وأوطاناً  فلا يغرنّك عدد أتباعك  لأنك ستعود  رمادا لأصلك .!

إرتعد خائفا ً وإنتفض  حاملاً عصا ً وهجم عليها ليقتلها فإذا به يقع في حفرة عميقة قبل الوصول إليها وإنهالت الصخور فوقه لتخفي  وجوده .

حتى الطبيعة ترفض الخطأ يحكمها قانوناً عادلاً  فلا بُد للحق وأهله النصر  لأنه بذرة رياحين الكون . 

ثم تابعت  الحقيقة مسيرتها  مرنّمةً تراتيلها المعهودة  في جوٍ ساحر  مع الفراشات الملوّنة التي تبعث الغبطة والطمأنينة في قلوب متعطشة  للحق    وأهله تنادي  من  يسمع فليمسك بيدي  ونجعل الغد افضل  ؟من منكم يريد الفوز  بنفسه من منكم أصله درّي ؟أنا موجودة أنا أزليّة  أنا راية لأهلها  . 

لكن الوقت  أصبح ضيقا ً  ، اليقظة  من سبات الجهل افضل من غفلة  قاتلة ! 

@جميع الحقوق محفوظة