اسرار قارة انتاركتيكا ويوم القيامة


ايمان أبو شاهين يوسف - 24- 7- 2023

 تقع انتاركتيكا أو القارة القطبية الجنوبية في اقصى جنوب الأرض. تضم القطب الجنوبي الجغرافي وتقع في المنطقة القطبية الجنوبية في نصف الكرة الجنوبي، جنوب الدائرة القطبية بالكامل تقريبا. 

ويحيط بها المحيط الجنوبي. تقدّر مساحتها بما يعادل 14.200.000 كيلومتر مربع. وتعد خامس اكبر قارة بمساحتها التي تبلغ ضعف مساحة استراليا تقريبا. نظرا لموقعها في القطب الجنوبي فإنها تتلقى قليلاً من الاشعاع الشمسي تقريبا، باستثناء فترة الصيف الجنوبي. وهذا يعني انها قارة شديدة البرودة، والماء فيها جليدا معظم أيام السنة. مع هطول مطري على شكل ثلوج تتراكم وتشكل صفائح جليدية عملاقة تغطي القارة. ومن هذه الطبقة الجليدية تتشكل جليدات متحركة تعرف باسم التيارات الجليدية التي تتدفق باتجاه اطراف القارة. حيث يتجمع بقرب الشاطئ القاري العديد من الجروف الجليدية. 

اطلق على هذه القارة في العالم الغربي نظرية "الأرض المجهولة". اذ عبرها جيمس كوك عام 1773 دون ان يتمكن الاقتراب منها كثيراً، بسبب طبيعتها الجليدية القاسية وسماكة الثلوج. لكنه رأى من بعيد بعض الجزر التابعة لها. 

في العام 1820 م. أعلنت عدة بعثات علمية انها هي من رأت انتاركتيكا لأول مرة. وفي عام 1821 م. هبط فيها لأول مرة الكابتن الأمريكي جون ديفيس، ولكنه لم ير الا صفيحا من الجليد. وبعد وصول المستكشفين الى مركز انتاركتيكا جاء دور القطب الجنوبي لاستقطاب المستكشفين بعد عدة محاولات غير مثمرة وعدة ضحايا. 

بدأ الغزو الفعلي لقارة أنتاركتيكا في 1895م. بعد المؤتمر العالمي السادس للجغرافيا الذي كان في معهد لندن البريطاني، الذي اعلن ان اكبر مكان غير مكتشف على الارض حتى ذلك الوقت هي الأراضي القطبية الجنوبية والذي ناشد علماء العالم لتنظيم بعثات استكشاف لها.

 عام 1903، وخلال بعثة استكشافية بريطانية بقيادة روبرت فالكون سكوت، تمّ اكتشاف هضبة القارة الجنوبية التي تمتد لحوالي الف كيلومتر بارتفاع 3000 متر، وهي تشمل القطب الجنوبي. وأول من عبر أجزاء منها عام 1909 هو أرنست شاكلتون خلال بعثة نمرود. 

 وصل النرويجي روالد امندسن الى مركز القارة عام 1911 م. وكان منافسه في هذا السباق، البريطاني روبرت فالكون سكوت قد لقى حتفه. 

عام 1957 قامت العديد من الدول ببعثات لاستكشاف القطب الجنوبي. وكان النيوزيلندي إدموند هيلاري في بعثة الكومنولث هو ثاني من وصل الى القطب الجنوبي بعد البريطاني سكوت. 

عام 1959 وقّعت اثنتا عشرة دولة على معاهدة القارة القطبية الجنوبية. ثم تبعتها ثمانية وثلاثون دولة منذ ذلك التاريخ. هذه المعاهدة تحظر الأنشطة العسكرية وانشطة التعدين وتمنع التفجيرات النووية وتدعم البحث العلمي وتحمي النظام البيئي في هذه القارة.

 ويقيم في القارة بين 1000 مستكشف شتاء و5000 مستكشف صيفا من بلدان عدة في قواعد البحوث المنتشرة في جميع انحاء القارة.

 ويعرف عن هذه القارة شدة برودتها وصقيعها حيث سجلت اقل درجة حرارة عام 1983  (89.2 - درجة مئوية )، أي ما يساوي (128.6 – فهرنهايت )، وهي اقل درجة حرارة تسجل على الأرض. 

لكن وبحلول الالفية الثانية للميلاد تغيّر الوضع كثيرا بالنسبة للقارة القطبية، وذلك بسبب تغيّر المناخ والاحتباس الحراري الذي كان سببه الأكبر هو النشاط الإنساني واستعماله للوقود الاحفوري من (فحم ونفط وغاز). وهو الى حدّ بعيد اكبر مساهم في تغيير المناخ العالمي حيث يمثل اكثر من 75 % من انبعاث غازات الدفيئة العالمية وحوالي 90 % من جميع انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون التي تتواجد في الغلاف الجوي للأرض وتحبس حرارة الشمس. وهذا ما يؤدي الى الاحتباس الحراري وتغيّر المناخ. 

وحاليا ترتفع درجة حرارة العالم باسره بشكل اسرع من أي وقت مضى في التاريخ المسجل. وبمرور الوقت تؤدي درجات الحرارة المرتفعة الى تغيّرات في أنماط الطقس واضطرابات في توازن الطبيعة المعتاد. وهو ما يشكل مخاطر عديدة على البشر وجميع اشكال الحياة الأخرى على الأرض. 

لهذا، حذّرت دراسة لفريق دولي من خطورة تصاعد الاحترار وذوبان الجليد في منطقة القطب الجنوبي بسبب الاحتباس الحراري. الذي يزيد بدوره من سرعة فقدان الكتلة الجليدية في القارة القطبية. وتداعيات الفقد غير القابل للاسترداد على المدن الساحلية ومواقع التراث الثقافي في العالم. بحيث ان مدن العالم الساحلية مهدّدة بالغرق. من لندن الى مومباي، ومن نيويورك الى شنغهاي، وذلك في دراسة شارك فيها باحثون من معهد بوتسدام في 23-أيلول 2020 لأبحاث تأثير المناخ.

 فالاحتباس الحراري والتغيّر المناخي المتزايد يؤثران على درجات الحرارة العالمية وكمية الامطار وشدة العواصف. وكذلك على مساحة الرقعة الجليدية في قطبي الأرض. كما ويؤثران على مستويات سطح البحر مما يهدد الحياة بشكلها الذي نعرفه عبر التاريخ البشري المكتوب. 

يقول عالم المناخ القديم   في جامعة استراليا الوطنية نيرلي إبرام: لا يوجد ادنى شك ان البشر هم من يغيّرون مناخ الأرض بشكل أساسي. 

لكن هناك نظرية أخرى تقول: 

مع كل مرور لخمسة الاف عام من عمر الأرض يحدث تغييرا مناخيا بتأثيرات طبيعية ذاتية (براكين، زلازل، اعاصير...). لكن هذه التغيرات لا تكون شاملة كل الكرة الأرضية، بل تكون إقليمية. مثلا هناك نظرية تقول ان نهرا كبيرا كان يروي منطقة الخليج قديما. لكن بسبب تغييرات مناخية اختفى هذا النهر ومات الزرع والشجر وقلّ المطر وحدث التصحر الكبير في تلك المنطقة. 

وبحسب هؤلاء العلماء ففي عام 2012 اتمت الأرض دورتها المناخية بمرور 5000 عام والان بدأت بمرحلة جديدة. لكن المفاجئ هو الوتيرة السريعة التي يسير بها هذا التغيير مع شموله الأرض قاطبة. 

 إذن ما يحدث اليوم بالنسبة لتغيّر المناخ، انه يحدث على مستوى الكرة الأرضية كلها. أي انه تغيير مناخي عالمي. والاحتباس الحراري يشمل الأرض كلها، ويسير بوتيرة عالية من السرعة، مما يهدد بكارثة مناخية عالمية. وقد وضع علماء الفيزياء نظرية تقول:

  قد نشهد تغيّراً مناخياً عالمياً، بسبب انقلابات المجال المغناطيسي للأرض. إذ تبعا لهذه الانقلابات المغناطيسية قد حدثت عبر عدة عصور قديمة تغييرات مناخية جذرية على الأرض. حيث تبيّن البحوث الجيولوجية ان القطب الشمالي للأرض كان قطبا جنوبيا والقطب الجنوبي كان قطبا شماليا. ومن تلك الانقلابات انقلاب حدث قبل نحو 780.000 سنة. 

وما يفاجئ العالم اليوم هو ما يشاهده المستكشفون في انتاركتيكا بعد ذوبان الجليد وتحرك الالواح الجليدية التي تعمل كسد عملاق للأنهار الجليدية (التي بدأت بالانتشار لتحل محل الغابات التي كانت تغطي القارة منذ 15 مليون سنة، أي خلال العصران البليوسيني والبليستوسينيغدل) بصورة سريعة. حيث بدأوا يشاهدون اثار حضارة قديمة تعود الى ملايين السنين. وتتناقل الاخبار بانهم شاهدوا اثار أهرامات تفوق بحجمها كثيرا حجم أهرامات مصر، واثار تكنولوجيا تختلف في قواعدها الفيزيائية عما نعتمده اليوم من تكنولوجيا الكترونية. كما اكتشفوا مخلوقات غريبة تحت الجليد لا تشبه أي شيء رأوه من قبل. 

هذا ما يؤكد ان احداثا كارثية قد حصلت في ذلك الوقت قضت على حضارات إنسانية متطورة منذ ملايين السنين. ثم دارت الطبيعة دورتها لتعيد بناء حضارات جديدة لمن تبقى من بشر تلك المجتمعات الذين تباعدوا عن بعضهم البعض بعد ان هربوا باتجاهات مختلفة حاملين معهم علومهم وخبراتهم نحو ما تبقى من اليابسة على الأرض ليستأنفوا الحياة من جديد ويبنوا حضارات جديدة.

 وهذا ينفي ما يدعيه انسان اليوم بان الحضارات عرفت منذ خمسة او ستة الاف سنة، بعد ان عرف الانسان الكتابة. حيث يظهر مما يجده المستكشفون في أنتاركتيكا بعد ان بدأت تظهر اثار الحضارات التي تعود لملايين السنين بان الانسان قد وصل لمرحلة من التطور مكنته من معرفة التكنولوجية وقواعد البناء وغيره الكثير مما ستعلن عنه الاكتشافات. 

كما وان هذه الاكتشافات سوف تدحض نظرية داروين عن التطور البشري حيث يقول بان جميع الكائنات الحيّة منذ بدء الخليقة حتى الان تتشارك اسلافا مشتركة. ومنها الانسان الذي يشترك مع القرود في التحدّر من اسلاف مشتركين. وهذه الاكتشافات في القطب الجنوبي سوف تبين بان الانسان خُلِق انسان منذ البدئ. 

اما ما يشهده العالم اليوم من تسارع كبير في تغيّر المناخ العالمي بسبب الاحتباس الحراري، قد يهدد بانهيار الكتل الجليدية وفي ذوبان صفائحها. مما يؤدي الى ارتفاع متوسط مناسيب سطح البحر في العالم، مع ما يرافقه من فيضانات واعاصير وعواصف وزلازل.... التي ستٌحدث تغييرات جيولوجية كبيرة قد تؤدي الى تغيير جذري في التوزيع السكاني وفي الحضارة القائمة. سواء من حيث إعادة التموضع اومن حيث التغيير المثير في المفاهيم السائدة اليوم. 

  وبهذا ستتحقق الرؤية ويكون يوم القيامة.

 المراجع 

- تطور نظرية الجاذبية – موقع جيولوجي الالكتروني. 

- مجلة Nature   Communications 

- الموقع الالكتروني انا أصدق العلم. 

- الجزيرة – حقائق غريبة قد لا تعلموها عن القارة القطبية الجنوبية. 

- ويكيبيديا – القارة القطبية الجنوبية. 

- ويكيبيديا – هضبة القارة القطبية الجنوبية.

 - ما هو مستقبل القارة الأكثر غموضا في العالم – CNN بالعربية. 

- A Hisrory  of  Antarctic  tourism  1966 – 2016. 

- اختراق في أنتاركتيكا RT -. 

- أسباب تغيّر المناخ.- UN 

- تأثيرات التغيّر المناخي على البشر - ويكيبيديا