مادة مفقودة ومادة مظلمة
الباحثة والكاتبة
الاستاذة إيمان أبو شاهين يوسف
الأربعاء 18/6/2025 ورد في مجلة العين الإخبارية - إلالكترونية مقال للكاتب حازم بدر بعنوان: " إنتهاء لغز عمره عقود...
إكتشاف مكان المادة المفقودة في الكون" وجاء في المقال أنه باستخدام ومضات راديوية سريعة تعرف باسم "FRBs" ، وهي إشارات قصيرة ومكثفة قادمة من مجرات بعيدة تمكن الباحثون من تتبع هذه المادة بدقة.
وقال عالم الفلك ليام كونور: السؤال لم يكن يوماًً: هل المادة المفقودة موجودة؟ بل:
أين هي؟
الآن نعرف أنها تطفو بين المجرات داخل الشبكة الكونية.
هذا المقال طرح عندي أسئلة عديدة منها:
كم نوع المادة؟
ما المقصود بالمادة المفقودة؟
كيف توصل العلماء الى فرضية المادة المفقودة؟
هل المادة المفقودة هي نفسها المادة المظلمة؟
هل من تشابه بين المادة المظلمة والطاقة المظلمة؟
بعد البحث والعودة الى المراجع المختلفة كانت الإجابة التالية:
المادة نوعان:
- المادة العادية، مثل الغاز ، الغبار، النجوم والكواكب..
- المادة المظلمة، وهي مادة غير مرئية لا تصدر ولا تعكس الضوء، ولا تتفاعل مع القوى الكهرومغناطيسية.
لكنها تتفاعل فقط من خلال الجاذبية. تؤثر على الاجسام المحيطة بها من خلال جاذبيتها وتمسك بالمجرات من أطرافها، تمنعها من التبعثر، وتنظم دورانها...
توجد على شكل غاز رقيق جدا بين المجرات. استدل العلماء على وجودها من خلال سرعة دوران المجرات، انحناء الضوء، وتَشَكُّل البنى الكونية .
في الثلا ثينات من القرن العشرين، لاحظ العالم فريتز زويكي أن المجرات في بعض العناقيد تدور بسرعة كبيرة، بحيث ان جاذبيتها الظاهرة لا تكفي لتبقيها مرتبطة ببعضها. وكأن هناك شيء خفي يمسك بها.
لاحقا في السبعينات، درست العالمة فيرا روبين سرعة دوران النجوم في المجرات، واكتشفت أن النجوم في أطراف المجرات تدور بتفس السرعة تقريبا مثل تلك القريبة من المركز. وهذا غير منطقي ! لأن الجاذبية تتناقص كلما ابتعدنا عن مركز المجرة.
لذلك جاءت النتيجة انه لا بد من وجود مادة خفية غير مرئيىة، تخلق جاذبية إضافية. وسميت هذه المادة بالمادة المظلمة التي تشكل جزءاً من المادة المفقودة.
المادة العادية المفقودة هي جزء من المادة العادية التي لم يتمكن العلماء من تحديد مكانها.وقد تم اكتشافها من خلال تأثيرها على موجات الراديو السريعة التي تمر عبرها، وهي تنتشر بين المجرات على شكل غاز رقيق جدا يسمى بالضباب بين المجرات.
وهذا الاكتشاف يشكل خطوة مهمة في فهمنا لبنية الكون وتوزع المادة فيه.ومصطلح المادة المفقودة استخدمه العلماء قبل التأكد من وجود المادة المظلمة، وكان يشير الى الفرق بين الكتلة الكلية التي يجب أن تكون موجودة وبين الكتلة التي نراها بالمراصد.
هناك أيضا شيء يدعى الطاقة المظلمة وهي مختلفة تماما عن المادة المظلمة، وهي مسؤولة عن تسارع تمدد الكون، بينما المادة المظلمة تحاول ان تبطئه بجاذبيتها.
في النهاية، ليس كل ما لا نراه غياباً، وليس كل ما لا نفهمه عبثاً. في اعمق مستويات الوجود، كثيراً ما تكون القوة الخفاء، والمعنى في ما لا يقال، والركيزة في ما لا يلمس.
تماماً كما يمسك الكون بما لا ترى، يمسك الانسان في عمقه بما لا يعرف كيف يصفه...
لكنه يعرف أنه هناك. الانسان بهذا المعنى هو صورة مطابقة للبعد الكوني. ليس تشابهاً شكلياً، بل بنيوياً، يقوم على الظاهر والخفي، على الضوء والظل، على ما يُقاس وما لا يُقاس.
ففي كل واحد منا مجرة صغيرة .
وفي كل خفقة قلب تذكير بأن ما يُمسك بنا ليس دائما في متناول البصر...لكنه دائماً حاضر.