الكاتب أمجد سليم
الإنسان عدوُّ طَبْعه...الطيب يعتقد أن الكون مليء بالطيبين،
الخائن لا يثق بأحد،
الفاجرة تعتقد أن الجميع يريدها،الكاذب لا يُصدّق أحداً،
المنافق لا يسمع أبداً الحقيقة،
المتكبر يعتقد أن الجميع ينافسه،
النرجسي يرى نفسه الأفضل في كل شيء!
الوقح يرى الأدب خوفاً وضعفاً،
الضعيف حديثه كله عن القوة.
واللائحة تطول، وليس للإنسان ملجأ حين تعصف الطباع،
ولا مجال للهروب، ففي كل نفس شوائب وندوب
.وهناك، في أعتم خلايا دماغك،حيث يكمن اللاوعي،
يكمن كاشف جيد للطباع والنفوس،
فمهما تعددت وتطورت الأقنعة،
لا مجال لتجنب الوقوع في فخ الغرائز والطباع.
لذا، لا تحاولوا جاهدين؛مهما غلا هندامكم،
ومهما تجمّل كلامكم،ومهما علا مقامكم،
ستبقى طباعكم الأصلية تفضح كل مستور ومُبيّن.
ففي هذه الدنيا دُنيا،
تحاكي النفوس والأفكار،
وكلٌّ منا في حياته،
يرى الحياة من منظاره الخاص،
ويقرأ الناس دون درايةأنه يقرؤهم بعين طبعه.
وتنكشف الشخصية الحقيقية في الخفاء،في الظلام... بين الجدران...بعيداً عن عيون الجميع،لكن واقفاً أمام نفسه،دون أقنعة،
وبكل الشوائب،وبشتى أنواع المشاعر...
أما نحن...فكأنما أُعطينا أقلاماً لنرسمهم بين السطور،
ونترك لهم اختيار الصورة التي تُناسبهم.
@جميع الحقوق محفوظة