التاريخ في قلب التاريخ- سيرة حياة المؤلفين الموحدين - الحلقة السابعة

الشيخ مكرم المصري - 2-10-2023

العلّامة الشيخ الدكتور سلمان المصري

 علم العرفان الإسلامي التوحيدي، واحد من العلوم التي نشأت في خضمّ تعاليم الدين الإسلامي، واستقت منه أسسه وقواعده، وأخرجته في مرحلة لاحقة على نزول الوحي إلى عالم الوجود الخارجي، فأضحى منذ القرنين الثالث والرابع على أقلّ تقدير، علماً قائماً بنفسه، يمتلك كلّ المقوّمات الأساسية للعلم. وهذا يعني أنّ العرفاء حدّدوا لهذا العلم موضوعاً خاصاً به مستقلّاً عن كافّة العلوم، ومسائل يجري البحث فيها، وبيّنوا المنهج المعرفي الذي يمكن من خلاله القيام بمهمّة الإثبات والنفي والقبول والرفض على مستوى المسائل. 

مولده ونشأته

في الثالث من آب سنة 1928 ولد العلامة الشيخ الدكتور سلمان المصري، من والدين موحدين لله عز وجل، فوالده الشيخ الجليل التقي الديان من مشايخ التوحيد وأهل المعرفة والعرفان الشيخ ملحم المصري رضي الله عنه،  له ستة الأولاد: "ملحم، وجدي، وليد، غادة، آمال، سحر" وشابّان توفّاهما الله "جودت، وهادي".

بدأ دراسته العليا في الأزهر الشريف، قسم الدراسات العربية والإسلامية ما بين عام 1964و1969 حائز على دكتوراه من جامعة كراتشي في باكستان عام 1984، موضوع الأطروحة "عقيدة التوحيد الفلسفية وشموليّتها". عين ثالث مقرّر في كليّة العربيّة في كراتشي منذ عام 1986 وعضواً في المؤتمر القوّمي الإسلامي، قلّد منصب سفير سلام في مؤتمر السّلام وحوار الأديان العالمي في معصريتي عام 2001، وحائز على درع تكريميّ من منظمة ثقافة السَّلام وحوار الأديان العالميّ في إسطنبول عام 2001.

  • عضوٌ ثالث مقرّر في الكلية العربية في جامعة كراتشي منذ عام 1986.
  • عضوٌ في المؤتمر القوميّ الإسلاميّ.
  • عضوٌ فخري في الجامعات الدُّرزيّة العالمية في " فانزويلا الأمريكية – فنزويلّا – البرازيل".
  • عضوٌ في الحوار الإسلاميّ المسيحيّ.
  • عضوٌ في المجلس الأعلى للإعلام الدّينيّ في لُبنان.

ج- أبرز محاضراته ومؤتمراته  

 يعتبر العلّامة الشيخ الدكتور سلمان المصري من أهمّ الأساتذة الجامعيّين، فهو أستاذ محاضر في العديد من الجامعات في لبنان والخارج وله العديد من المحاضرات والمؤتمرات أبرزها: 

  • صراع الزّمنِ بين المادّة والروح في مدرسة الداوديّة– عبيه عام 1965.
  • القواسمُ المشتركة بين الاسماعيليّةِ والموحّدين الدُّروز في المجلس الإسماعيليّ في سوريا عام 1985.
  • الفرقُ بينَ القانونِ الوَضعيّ والقانونِ الشَّرعيّ في بلدة صمَّا السويداء- سوريا عام 1987.
  • لا يوجدُ مُلحِدٌ في هذا العالمِ في مدينة جرمانا – سوريا عام 1988.
  • الإنسانُ مخلوقٌ كَونيٌ  في بلدة فالوغا – لبنان 1990.
  • خليّةُ الإنسانِ الوَاحدة وإنسانيّتُهُ الواحدة في مدينة دالاس - الولايات المتّحدة الأمريكية عام 1991.
  • القواسِمُ المُشتركةُ بين المُوحّدينَ الدُّروز والبهائيين في المركز الثقافي البهائيّ في مدينة كاليفورنيا الولايات المتّحدة الأمريكيّة عام 1991.
  • لماذا نقرأُ في كتابٍ واحدٍ ونتجاهلُ ملايينَ الكُتبِ في مدينة مارغاريتا – فانزويلا عام 1995.
  • رأيُ الدّينِ التّوحيديّ في وَهبِ الأعضاءِ، أخلاقيّات علم الأحياء في مستشفى القدّيس جورجيوس لبنان عام 1998.
  • بين التقمّص والتناسخ ، بمناسبة تكريم الأباتي قمَير عام 2000.
  • ثقافةُ السّلامِ العالميّ ، أوتيل الماريوت لبنان عام 2000.
  • دورُ الأُسرةِ في تَحديثِ التّربيةِ الرّوحيّةِ في بلدة بتخنيه – لبنان عام 2002.

لقاءاته التلفزيونيّة  

 شارك العلّامة الشيخ الدكتور سلمان ملحم المصري في العديد من النّدواتِ التّلفزيونية، وكان دائمًا يظهر في طليعة المتحاورين ومن أبرز المحاضرات: 

  • مقابلة أجرها عن الحياةُ بَعدَ الموتِ مع ماغي فرح، على شاشةMTV  عام 1994.
  • يُّها الإنسانُ أنتَ في الثَّانيةِ الأُولى من عُمرِ الكَون، على شاشة TELE LUMIEREعام 1999.
  • التّقمُّصُ معَ سامِر حَمزة، على شاشة تلفزيون المستقبل عام 2001.
  • كما أن المادّة لا تَفنى كذلكَ الرُّوح لا تَفنى والإنسان لا يَفنى، برنامج أسرار بلا أسوار، على شاشة ART عام 2002 .

هـ - لقاءاته مع حكماء الهندوس

 كان للشيخ لِقاءاتٌ عديدةٌ مع حُكماءَ هُندوس في حِواراتٍ ونقاشاتٍ متنوعةٍ. وبحسب المرءِ أن يكونَ بارًّا بإنسانيَّته متقبلًا الآخر فيلتقي مع الجميع حول حقيقةٍ واحدةٍ وإنِ اختلفت الطُّرق. كما كان لهُ مُداخلات حاورَ بها المعلّمَ الهندوسي "سوامي شِيدانِندا"، كذلك التقى بالمعلّم الهندوسي "بَهَارْتاثاراتي"  عندما استضافه في منزله، وكانت النّهاية استطاعِ أن يَخلُصَ إلى قناعةٍ راسخةٍ أن ليس للحِكمةِ وَطنٌ، فهي لا شرقيّةٌ ولا غربيّةٌ ولا تَخضعُ لحدودٍ جُغرافيَّةٍ. 

و- أقواله ومبادئه

 *- كما إن المادة لا تفنى، كذلك الروح لا تفنى، والإنسان لا يفنى.

 *- أيها الإنسان! إن ذاتك الإنسانية انعكاس للذات الإلهية، فوجودك لوجوده، ووجوده بوجودك ففناؤك فناؤه، وبقاؤك بقاؤه. 

*- فاعل الخير في كلّ دينٍ ومذهبٍ خير، وفاعل الشرّ في كل دينٍ ومذهبٍ شرٍ.

 *- وفي محاضرة "صراع الزّمن بين المادّة والروح" ماذا عرف الإنسان من أسرار الكونحتى الآن يقول "صدقوني أنه لم يعرف شيئاً، ولو عرف لما اختم مع أخيه الإنسان على شبر من الأرض ولو قدّر لشبرٍ من الأرض أن يتكلم لقال لنا: لماذا اختلفتم على ظهري واتفقتم في بطني؟!! تأكلون خيراتي وتعودون إلى ذرّاتي أنا خيرٌ منكم ما اختلفت مع أخواتي". 

ز_ نظرته للتقمص 

يقول إن التقمص موضوع علمي قبل أن يكون موضوعاً دينيّاً، لأنه يشمل التوحيد إذ يوحّد بين الأديان والقبائل والأعراف والعشائر فالدين واحد والإنسان واحد في هذا الكون الواحد. ويقول أن ثلاثة أتوا الى هذا العالم على حدّ قول موسى الأشعري كبير المعتزلة واصل بن عطاء.

 *- أحدهم مات طائعاً دون أن يعي الله، أين يحشر؟ 

*- فأجابه: إلى الجنَّة، لأنه لم يأتِ شيئاً ضدّ الله عز وجل. 

*- الآخر مات عاصياً ولم يطع الله، أين يحشر؟ 

*- فأجابه: إلى جهنم. 

*- الثالث مات صغيراً فلم يطع ولم يعصِ، أين يحشر؟ 

*_ فأجابه: يقول سبحانه وتعالى لعبدهِ "يا عبدي بعد أن عصاني عمرو وأطاعني زيد علمت بأنك سوف تعصاني فأمتك صغيراً كي لا تعصاني".

 *- صاح العاصي قائلاً: ربٌ لم تعدل، طالما علمت أنّني سوف أعصاك لماذا لم تمتني قبل أن أعصاك؟

 *- قامت الحجة على الأخ وحاشى أن يقيم واحد منّا الحجّة على الله... هذا الطفل ليس عدلاً أن يأتي دون أن يتمتّع بشيءٍ ودون أن يفعل شيئاً أو يكتب شيئاً... 

الحقيقة العرفانية عندنا تقول: " من أتى إلى هذا العالم ولم يكتب شيئاً ولم يعمل شيئاً ولم يقل شيئاً فكأنه لم يأتي إلى هذا العالم". 

ح- مؤلفاته 

 يملك الشيخ سلمان العديد من المؤلفات الغير منشورة والمئات من المؤلفات الصحافية الورقية المنشورةـ تعطي لمكتباتنا التاريخية قيمة مضافة. 

  • سلمان المصري، مذكرات الشيخ العلامة الدكتور سلمان ملحم المصري، مكتبة التراث الأدبي، تدوين كنان حرب و أماني جغماني، تحقيق نبيه الأعور، لبنان، 2015.
  • يذكر العلامة الشيخ الدكتور سلمان المصري في هذا الكتاب مراحل حياته من الطفولة حتى الشيخوخة كما ويذكر شهاداته والمراحل التي  عاشها في التعب وفي الخارج لكي يحصل على هذه الشهادات وأهمية المؤتمرات ودوره الفعال الريادي في المجتمع.


  • ط- أقواله عن المرأة


  • *- إن الموحدة لا ضُرَّة لها إذ لايؤمن أبناء هذا المذهب بتعدّد الزوجات، فالقرأن الكريم قال: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة). (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم) إذا شَرعُها يقول مرأة واحدة لكل رجل؟
  • *- لها حق العصمة بيدها، إذ تستطيع أن تطلق زوجها كما يطلق الرجل.
  • *- لا تخضع المرأة الموحدة لكلمة "طالق بالثلاثة" بل يعطى الطرفين مهلة ستة أشهر لتدخل الحكماء وإصلاح ذات البين.
  • *- إن حجاب المرأة الموحدة في نفسها أكثر من حجابها في ثوبها.

 و في النهاية، أحب أن أشير إلى أنني بذلت الكثير من الجهد لإنجاح هذه الدراسة، وقد حاولت أقصى محاولة للتأكد من صحة المعلومات التي دوّنتها بعد العودة مباشرةً إلى أرشيف العلامة الشيخ الدكتور سلمان المصري. كما أرجو منكم أن تسامحوني على أي تقصير في معلومات البحث، فالكمال لله وحده، والله ولي التوفيق.