الحبّ سرّ السّر..

لينا صياغة

كان لدى وسام توأمين ، حرص على تربيتهما و تعليمهما فأصبحا شابين يافعين يتميز الواحد عن الآخر بطباعه.. كان البكر لديه الحكمة والرّقة.. أما الأصغر  رغم  العناية نفسها إنما كان صعب الطباع قاسياً .
 تزوجا من توأمين وسافر كل منهما  برفقة زوجته إلى بلد  ليبنيا   حياتهما . مضت  فترة من الزّمن وعاد كلّ منهما إلى الوطن ،  لاحظ والدهما  صاحب النّظرة الثّاقبة أن أسرة الولد الأكبر تتمتع بمزايا صحيحة في التعامل والاحترام و جميعهم بصحة سليمة ،  أمّا ولده الثاني ذو الطبع الصّعب كانت زوجته تخفي حزناً داخلها لا تنام جيداً جسدها يؤلمها ، حذرةً دائماً غير مرتاحة وأبناءه يثيرون الفوضى والضّوضاء في حركة  زائدة يخرّبون و يدمّرون ألعابهم . 
 نادى وسام  أبناءه وطلب المحادثة جانباً ، هنأ ولده الأكبر. على  حضانته  لزوجته واحترامها وعطفه وتفهمه لصغاره. وقال له هكذا يتصرف الرّجال .. يعرفون قدر زوجاتهم  بأن المرأة إنسانة كاملة  وهي  شريكة الرّجل عليه تقديرها وتطيب خاطرها  يحنّ  عليها و يكون  صديقاً لها  ليعزّز داخلها الأمان والإطمئنان،  لا يجوز  التقليل من شأنها و جرح مشاعرها فهي كالوردة قلّة الإهتمام بها يجعلها تذبل و تموت .
الرّجل غير الذّكر يا أولادي الرّجل يجعل زوجته ملكة و يصونها أمّا الذّكر هو الذي يعيش غرائزه فقط لا يحاور إنما يصرخ دائماً ، عصبي المزاج يأمر و يتأفّف طوال الوقت.. ثم سكت الأب قليلاً و قال كنت أتمنى أن تكون رجلاً وليس ذكراً ، فالذكر لا يستحق بناء أسرة موجهاً كلامه لابنه الأصغر، ثم تابع انظر إلى مجتمعاتنا كيف يحكمها الذّكور لقد افتقرنا لوجود الرّجال فيه فعرفنا الافتقار للحب والوعي،  لا تخجل يا بني من التّعبير عن حبك لأنه كيان الوجود.. لقد شوهوا حقيقته واعتبروه عاراً إنما العار في القلوب التي لا تحب. 
 نظر في عينيه  وقال له ثانية: "اذهب إلى زوجتك واعتذر منها على السّوء الذي ألحقته بها و من صغارك الذين يبحثون عن السّكينة وسط الضوضاء ..اذهب وكن رجلاً."   
أيها النّاس ازرعوا بذور  الحبّ في محيطكم و خاصةً أسركم ، دون  الحبّ تعيشون الغربة في أنفسكم ، لا تتعالوا  على أحبابكم ، بسرّ الحبّ جمّلوا أنفسكم.. إنه الدّاء لكل مرضٍ لكلّ حربٍ إنه سرّ السرّ.

الزواج رابط مقدّس فيه نبني أنفسنا وأبناءنا  إنه بيت الأسرة التي منها  نبدأ ، ثم نسير الدّرب لنكمله حتى آخر رمق لنا ، فلا يجوز التخلّف عن الاهتمام واللاّ مبالاة ،  "فبالنسيان تكون الغفلة  ، وبالغفلة  تكون الفتنة  ، و بالفتنة يكون الهلاك ."وهذا ينطبق على كلّ فردٍ  في الأسرة و ليس الرجل فحسب كذلك الزوجة والأبناء .