*الرأي الآخر… والقنافذ*

رئيس ومؤسس اللقاء_المعروفي
المهندس الشيخ زياد ابوغنام - 4 - 4 - 2022


قصة قصيرة علمية …

لا يُمكن للقنافذ أن تقترب من بعضها البعض .. فالأشواك التي تُحيط بها تكون حصناً منيعاً لها ، ليس عن أعدائها فقط بل حتى عن أبناء جلدتها ..
فإذا أطلّ الشتاء برياحه المتواصلة و برودته القارسة إضطرت القنافذ للإقتراب والإلتصاق ببعضها طلباً للدفء ومتحملة ألم الوخزات و حدّة الأشواك .. وإذا شعرت بالدفء إبتعدت .. حتى تشعر بالبرد فتقترب مرة أخرى وهكذا تقضي ليلها بين إقتراب و إبتعاد ..
الإقتراب الدائم قد يكلفها الكثير من الجروح .. والإبتعاد الدائم قد يُفقدها حياتها ..


اما الرأي الآخر… فأنت هو وهو انت ، فهو بالنسبة لك الرأي الآخر وانت بالنسبة له الرأي الآخر…

كذلك هي حالتُنا في علاقاتنا البشرية ..
لايخلو الواحد منا من أشواك تُحيط به وبغيره ولكن لن يحصل على الدفء مالم يحتمل وخزات الشوك والألم ..
لذا ..

*من إبتغى صديقاً بلاعيب عاش وحيداً ،
*ومن إبتغى زوجةً بلا نقص عاش أعزباً ،
*ومن إبتغى أخاً بدون مشاكل عاش باحثاً ،
*ومن إبتغى قريباً كاملاً عاش قاطعاً لرحمه ..


فلنتحمل وخزات الآخرين حتى نعيد التوازن إلى حياتنا
إذا أردت أن تعيش سعيداً ..
فلا تفسر كل شيء ، ولاتدقق بكل شيء ، ولاتحلل كل شيء
فإن الذين حللوا الألماس وجدوه فحماً ..
لا تحرص على إكتشاف الآخرين أكثر من اللازم ،
الأفضل أن تكتفي بالخير الذي يظهرونه في وجهك دائماً …

التواصل والتقارب والتباعد حالات اجتماعية مهمة جدا لاكتشاف حياة جميلة ومتعددة ومتنوعة … هذه هي رسالتنا في التلاقي والحوار وتقبل الآخر والقبول بالتعددية ..

محبتي