العصافير الناطقة / الكاتبة لينا صياغة

الكاتبة / لينا صياغة


8 -8 -2021

نظرتْ للشمس الدافئة ، و سرحت تستمتع بزقزقة العصافير ، ثم اغمضت عينيها  تتذكّرُ حديث النبي سُليمان  (عليه السلام) الذي علم لغة الطير ،  حين سأله قومه عن حديث  اربعة عصافير  تجلس على غصن شجرة  قريبة منهم ، فأجابهم  : هل تعلمون ؟

 العصفور الأول يقول :  يا ليت الخلق لم يُخلق .

 العصفور الثاني :  يا ليتهم لمّا خُلقوا علموا لما خلقوا ؟ 

العصفور الثالث يقول :  يا ليتهم لمّا علموا لما خُلقوا ، عملوا بما علموا !! 

العصفور الرابع : و يا ليتهم لمّا عملوا بما علموا ، أخلصوا فيما عملوا !!

فابتسمت برقةٍ و عجب  فيما خطر على بالها ، و استنشقت النسمات التي تجاريها بلطفها ، و حبست دمعتها داخل جفونها ، و لحن الصبر داخل قلبها و ضلوعها ، لأنها تعلم بأنها راحلة يوماً ما مع براءتها و حقيبة تمتلئُ بذوراً و وروداً لا غير ، هي زادُها و زينتها في عالم الزهور المقدسة ، حيث تلقاها و تستقبلها أجمل المخلوقات و أعزّها مهللةً بقدومها المُشرق ، و الوان خلاّبة مواكبةً لها تخطف الأبصار  لروعتها،  كأنها جوهرة تتلألأ  بعد ان نفضت الغبار العالق عليها ، حيث كانت بين كومة من القشّ الهشّ ، التي عمدت على استصلاحه و صنع ما تبقى منه أشكالاً نافعة . 

فمهمّتها شاقة و عسيرة وسط بيادر جفّت من الماء ، و بعُدت عن المحيط ، و لا تمتصُّ قطرات السلسبيل لقساوتِها و صلابتها. 

 أمّا سرُّ ابتسامتها الساحرة التي تُبهر  كلّ ناظر لها ، كانت تُطفئ ناراً مُتقّدةً و تحوّلها لنورٍ  و هّاج ، يتقبَّلُ أي ظرفٍ من الظروف و قول الحمد و الشكر لا ينقطع .

وعلمها بأنّ الله سبحانه لا يُحمِّلِ نفساً الاّ و سعَها .!  بالعلم و العمل والإخلاص نعبر  لطريق السلام المنشود .فالعصافير نطقت بالحق و العلم  فأين نحن البشر من  الحقيقة .