العقلاء والمتدينون

       سئل أبو العقلاء المعرّي أن يصف مسلمي عصره فقال :" قسمان إمّا عقلاء ولا دين لهم أر متدينون ولا عقل لهم " . وهذه الحال تنطبق على عصرنا أيضاً ، فنحن نعيش في عالم من الفوضى ، لا ضوابط فيه ، و يفتقر الى أبسط المعاني الإنسانية والأخلاقية والجمال . لقد تشوهت كيانات الوجود بفعل اللا مبالاة وعدم المسؤولية تجاه أنفسنا أولاً . فالأنا قتلت الروابط الحقيقية بين معظم البشر ، ويعود ذلك الى قلة الدين وكثرة المتدينين ، فكيف ذلك ؟؟   كثرة المتدينين الذين يدّعون التدّين بعقل صلف ويتشددون بمفاهيم وفتاوى لا تمتّ الى العقل والدين بصلة ، فالدين محبة وقانون يحمي البشر من كل  شر . والله سبحانه أكبر من هذه الفتاوى والشعارات التي يرمونها ويرفعونها ويحكمون الناس بواسطتها وكل ذلك باسم الله ، حاشى لله جلّ جلاله من هذه الصغائر فهو الخالق العظيم المنزّه عن كل  الصفات ، وهو سبحانه ينظر الى قلولكم ولا ينظر الى صوركم .     تشدد هؤلاء الذين يدّعون التديّن أوجد حالة معاكسة ومناقضة لآرائهم ، حالة الذين يعرفون بالعقلاء ؟؟. ما سبب الخروج عن النُظم والتقاليد وإنكار الإعتراف بالشرع الذي يحمي الحياة الإنسانية. العقل زينة الإنسان ويحب أن نبقيه منفتحاً ناشطاً مستنيراً ، لأن الإنسان أفضل مخلوقات الله بفضل عقله وتفكيره ، ميّز  و آمن وأقرّ  بوجود الله سبحانه .      اعقلوا ايها البشر وآمنوا ، فالعقل والإيمان جزءان لا يتجزآن ، وإذا تخلينا عن أحدهما برز ونشط التطرف الذي يضر بالمفاهيم ويكسر النظم الإنسانية التي تحمي سلامنا الروحي والعقلي .       من الطبيعي أن  يقوم  حوار  بين  الطرفين للوصول إلى حلٍ  معقول ووسطي فكلاهما ضروري ولا يُستحسن التفرّد بالتنظير كي لا يوجد الشرخ الحاصل .    العاقل بلا إيمان والمؤمن دون تعقُل كلاهما كشبح بلا روح . نحن  نرفض التقوقع والإستكانة وننشد التعايش بالحركة والنجاح والإنفتاح

 .
لينا صياغة