الشيخ مكرم المصري - 1-11-2023
الدكتور بهيج مجيد القنطار
ولد الدكتور بهيج القنطار في الرابع والعشرين من شهر أيلول عام 1940 في بلدة المتين، قضاء المتن الشمالي محافظة جبل لبنان، من والدين موحّدين، والده مجيد محمد القنطار، ووالدته زينه محمود ضو من بلدة زرعون المتن الشمالي، أنجبا أربعة أولاد : هلا، بهيج، طلال، اسمهان.
*- مراحل حياته الدراسية
تابع دراسته التكميلية في العاصمة بيروت في مدرسة الأشرفية الأولى الرسمية حيث إكترى له والده غرفة في أخر طلعة العكاوي في منزل أنيس مبارك بمبلغ وقدره خمسون ليرة ليرة لبنانية ما يعادل تسع ليرات ذهبية، نال من هذه المدرسة شهادة المتوسطة "البروفيه"، ويذكر أكثر الأستاذة الذين أثروا فيه الأستاذ الشاعر جورج غانم وله الفضل في توجيهه الأدبي وتشجيعه على كتابة المقالات الأدبية وأبرز مقالته في تلك المرحلة "القناة اللبنانية". خلال هذه المرحلة ذكر عدة أحداث مهمة ومفاصل تاريخية حصلت في لبنان أبرزها:
انتقل إلى ثانوية فرن الشباك الرسّميّة للصبيان العام الدراسي 1957-1958 لمتابعة دراسته الثانوية فيها. مستوى الثانوية العاليه شجعه في التعمق باللغة وقواعدها، بمساعدة أستاذين كبيرين فيها: "الإستاذ إيليا الحاوي" من ضهور الشوير، و"الإستاذ ديب صوفان" من بيروت. وبإدارة المربي الكبير الأستاذ شفيق سعيد من قرطبة قضاء جبيل. هذه المرحلة الذهبية في ثانوية فرن الشباك، كانت حافلة بالصعاب: أمنياً وسياسياً وأدبياً، وصراع بين ثقافتين وتنافس بين الثانويات الخاصة والرسمية، على نسبة النجاح في الإمتحانات الرسمية، واحتلال المراكز الخمسة الأولى، سيما وأن الثانويات الرسمية كانت في بدء نهضتها بعد إنشاء الجامعة اللبنانية 1951، تخرج من الثانوية، ونال العلامة الأولى في لبنان بمادة الأدب العربي، شهادة البكالوريا- الفرع الأدبي 17/20×3= 51/60 وهكذا إنتزعت ثانوية فرن الشباك الرسمية للصبيان العلامة الأولى في مادة الأدب العربي من الثانويات الخاصة ويذكر الدكتور بهيج من رفاقه في هذه الثانوية:
بعد تخرجه من ثانوية فرن الشباك الرسميو سنة 1960، تسجل في الجامعة اللبنانية كلية الأداب والعلوم الإنسانية قسم اللغة العربية وأدابها، ووانطلق بعالم التدريس.
في العام 1971 نال شهادة دبلوم في الدراسات العليا من الجامعة اللبناني، كلية الأداب بموضوع <<قضية الإنثى في الشعر الجاهلي>> بدرجة جيد جداً مع تنويه من لجنة المناقشة برئاسة الدكتور فؤاد افرام البستاني وعضوية الدكتور سعيد البستاني والسماح بنشرها ضمن منشورات الجامعة اللبنانية.
بتاريخ 18 كانون الأول 1973 سافر إلى باريس وتسجل في جامعة السوربون لنيل شهادة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها بعنوان <<التشابه والإستعارات في الشعر الجاهلي>> بإشراف الدكتور شارل بيلّا . وتابع معه مدة ثلاث سنوات متتالية ونظراً للظروف الوظيفية والأمنية، طَلَبَ رسمياً من جامعة السوربون نقل ملفه إلى جامعة اليسوعية في بيروت فوفقت إدارة الجامعة بناءً لطلبه. وأثناء إقامته في باريس سنة 1973 قام بزيارة الأماكن الرسمية والدينية والأثرية والسياحية والحربية. وما لفت انتباهه كنيسة قديمة تعود الى العصور الوسطى تقع جنوب شرق باريس "كنيسة شارت" عاينها لمدة ثلاث ساعة أبوابها مرصعة بالذهب يقول الكتور بهيج "يعجز اللسان عن وصفها بالتمام والكمال كتب عنها عشر صفحات". ويتابع قوله: "من جميل المصادفات أنه في تلك السنة التي كان يتابع دراسة التاريخ في كلية الأداب، ومن ضمنها (الكنائس في أوروبا بالعهد الوسيط) ولضيق الوقت لم يحضر المحاضرة بهذه المادة ، وفي امتحانات أخر السنة كان السؤال الأتي: تحدث عن الكنائس في أوروبا في العصر الوسيط متوسعاً بأحدها. كان جوابه إستناداً إلة ما شاهداته الواقعية لهذه الكنيسة ونجح في الإمتحان ونال العلامة الأولى في صفه بهذه المادة.
وعند عودته من فرنسا الى لبنان ناقش أطروحة الدكتوراه الدولية بإشراف الدكتور سليم قهوجي، وعضويّة كل من الدكاترة: أحمد أبو جامه- لويس بوزيه- ريمون طحان ونال الشهادة بدرجة جيد جداً والموافقة على نشرها في منشورات الجامعة اللبنانية .
من بعدها عاد الى الدراسة من جديد وعادل مواد الجامعة وتمكن سنة 1974 من الحصول على إجازة في التاريخ من الجامعة اللبنانية كلية الأداب والعلوم الإنسانية قسم التاريخ وتمكن من الحصول الدرجة الأولى في شهادة تاريخ لبنان ومصطلح التاريخ بدرجة جيد جداً 17/20 وأصبح مؤهلاً للحصول على منحة لمتابعة التخصص في فرنسا أو بلجيكا أو إنكلترا. ولظروف عائلية ووظيفية وسياسية تمنّت عليه عميدة كلية الأداب التخلي عن المنحة لم نال الدرجة الثانية مقابل تنظيم عقد معه لتدريس مادة الأدب الجاهلي بمعدل ثلاث ساعات أسبوعياً
*- حياته العملية:
1- التعليم الثانوي:
بعد تخرجه من الجامعة اللبنانية بإجازة في اللغة العربية وأدابها، عُيّنَ أستاذاً لتعليم الثانوي، والتحق بثانوية الرمل الظريف الرسمية مديرها الأستاذ سامي الحسامي، درّس فيها اللغة العربية وأدابهاوالتحليل والبلاغة، وقام بالأعمال الإدارية فيها وبكل ما يتعلق بالإمتحانات المدرسيّة والرسميّة، ونظم مكتبة الثانوية وكلّف من قبل وزارة التربية بإدارة الثانوية طيلة غياب المدير الأصيل. خلال الحرب الأهلية 1975-1976 انتقل طلاب الجبل إلى بيروت فأمنت لهم المقاعد في الثانوية والثانويات الأخرى حيث تعاون معه مدراء المدارس والثانويات.
2- إنشاء ثانوية الرمل الظريف:
في العام 1977 عُيّن الدكتور سليم حريز مديراً عاماً لوزارة التربية، وبصفته رئيساً للجان الفاحصة في الإمتحانات الرسمية ونظراً لموقفه المميّز في الإمتحانات تعاون معه باخلاص وكان مساعداً له بأمانة وإخلاص، وتمنى عليه إنشاء ثانوية في محلة وطى المصيطبة، وقد شكره على مبادرته ولبى طلبه بسرعة فكانت ثانوية وطى المصيطبة الرسمية
3- تعليمه الجامعي:
بعد دخوله في ملاك الجامعة اللبنانية بتاريخ 20/اذار/1988، درّس في كلية الأداب- الفرع الأول المواد الأتية: الأدب الجاهلي وحضارته- قواعد اللغة العربية البلاغة والعروض- التيارات- منهجية البحث الترجمة مع التعريف.
من ثم درّس في كلية التربية اللغة العربية وأدابها- قواعد اللغة العربية تدريب الأساتذة- إعداد المعلمين، مع الإشراف على أعمالهم في الثانويات
كما درّس في كليّة الفنون الجميلة تاريخ الفن- تاريخ الأدب المسرحي- تاريخ الميتولوجيا- تاريخ الفنون المسرحية- اللغة العربية.
واعتباراً من العام 1963 عُيّنَ عضواً في لجان الإمتحانات الرسمية وهناك تعرف على سعادة المدير العام لوزارة التربية الوطنية، وكانت الثقة متبادلة بينهم فأصدر قراراً بتعينه مساعداً للمدير العام، رئيس اللجان الفاحصة. في الإمتحانات الرسمية واستلم عدة مهام أبرزها: مسؤول خزنة الأسرار للإمتحانات الرسمية، قبول الطلبات وترقيتها إلى رؤساء المراكز والمراقبين العامين والمراقبين وناقلي الأسئلة الى المراكز، تعين رؤساء اللجان والمدققين والمصححين وواضعي الأسئلة... وتعرف خلال عمله في الإمتحانات الى المدراء العامين للتربية وهم: الدتور جوزف زعرور، الدكتور روجيه الشمالي، الدكتور كمال بحصلي، الدكتور سليم حريز، الدكتور مطانيوس الحلبي، الدكتور فادي يرق. وكان من المتعاونين معهم جميعاً لإنجاح مسيرته التربوية
4 – الكلية الحربية:
درس الدكتور بهيج في الكلية الحربية المواد التالية:
اللغة العربية وأدابها- مقدمة علم الاجتماع- علم النفس التربوي- دورة آمر سرية، كما درّس في كلية القيادة والأركان الضباط القيادة والأركان الضباط القادة المرشّحين لقيادة الأركان والعمداء. وألقى العديد من المحاضرات في القاعة البيضاوية في وزارة الدفاع وشارك في الندوات العسكرية التي كانت تعقد فيها. كذلك إشترك في برامج المدرسة الحربية وفي تحويلها الى الكلية الحربية لمدة ثمان وثلاثين سنة دون انقطاع.
من طلابه الذين تبوأوا المناصب العليا:
أثناء عمله كمحاضر في الكلية الحربية تعاون مع عدة قادة في هذه الكلية أبرزهم: العميد فرنسوا الزين، العميد رياض شمعون، العميد اديب سعد، العميد نبيل الجلبوط، العميد الركن نزار عبدالقادر، العميد جورج هاشم، العميد الركن سهيل حماد، اللواء وليد سلمان، العميد فغالي، العميد بو طانيوس، العميد روحانا.
يملك الكتور بهيج القنطار عدد كبير من المؤلفات منها منشورة ومنها غير منشوة
1- أعماله المنشورة
أ- الطبيعتان:
ب- المتين في التاريخ (وفقاً ومرتجى)
يهدي المؤلف كتابه المتين الى زوجته وأولاده، وقد جرى توقيع هذا الكتاب في 18 آب 2015 في منزله المتين بحضور شخصيات رسمية وإدارية وقضائية وأمنية وجامعية. يتضمن هذا الكتاب تاريخ المتين من ناحية الموقع والتسمية والحدود والأماكن والمطرح في المتين، واحياءها وحاراتها والتسلسل التاريخي لسكان المتين، وتوافد العائلات اليها وتاريخ الملكية في المتين، ومصادر المياه في المتين، والنوطير في المتين، والحالة الاقتصادية مثل صناعة الحرير صناعة الكلس، صناعة الفحم، صناعة دبس العنب.
كذلك يتحدث الكاتب في كتابه عن التجارة في المتين: تجارة الحرير- تجارة القمح- تجارة الصنوبر – تجارة الثلج، ويذكر كل التفاصيل التي مرّت على المتين: المتين في العهد المعني- المتين في عهد المماليك- المتين في عهد العثمانيين.
ويتابع الدكتور بهيج في تأريخه للمتين ويقول: تملك المتين أكبر ساحة عامة في لبنان مساحتها خمسة آلاف متراً مربعاً، ويذكر العلاقة بين الأمراء اللمعيين وأهالي المتين وخاصة آل القنطار. ويذكر أيضاً أن مدرسة المتين تأسست في منتصف القرن العشرين ومازالت حتى يومنا هذا. بعد توقيع الكتاب أقام الدكتور بهيج القنطار ندوة لمناقشة كتابه في ساحة منزله الكائن في بلدة المتين شارك فيها عدد كبير من المثقفين والدكاترة والأكاديميين وقد اعتمدت وزارة التربية والتعليم العالي هذا الكتاب في المدارس والثانويات الرسمية لا سيما في المناطق المحيطة ببلدة المتين وذلك بناء على رأي المركز التربوي للبحوث والإنماء في كتابه رقم 1878 تاريخ 22/6/2016. وقد عمّم سعادة مدير عام وزارة التربية فادي يرق في كتابه رقم 8775/3 على المدارس والثانويات الرسمية للعمل بموجبه. وفي العام 2018 أرسل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كتاب تنويه خطي بالكتاب للدكتور بهيج القنطار متمنياً له دوام الصحة والعطاء.
ج- تذكر يا هشام
إنه كتاب في السيرة الذاتية، مع وصف دقيق لحياة المؤلف، فيه بصمات للذاكرة الحية، ونظرات الأستاذ الجاهلي الذي يرى أن التعليمْ- تعليمٌ- وتعلّم من المهد إلى اللحد مع ذكر التفاصيل الدقيقة عن حياته. يتضمن هذا الكتاب عدة ذكريات أبرزها:
ولادة إبنه، مرحلة حياته، من مخزون الذاكرة، إحضار المستندات لتسجيل في إحدى مدارس العاصمة، تقسيم البيوت والأرزاق في المتين والجبل، مرافقة والديه، الإنتقال الى ثانوية فرن الشباك الرسمية للصبيان، الوظيف العامة، من الذكريات في مدرسة البسطة الرسمية، جدته إم سعيد، بعض ذكرياته في كلية الأدب، الإسم الممنوع من الصرف، سوق عكاظ، أولاده، تحضير شهادة الماجستير في اللغة العربية وأدابها، إلخ....
*- مشاركته التلفزيونية في برنامج سوق عكاظ.
أثناء دراسته الجامعية طوَّر تلفزيون لبنان برامجه، فقد استحدث برنامج جديد "سوق عكاظ" من إعداد عزالدين الصبح، وتقديم جان كلود بولس، وأشرف على تقديمه الشاعر الاستاذ رفيق روحانا، والأنسة ايلان الدفوني، وكان موعده كل يوم ثلاثاء الساعة الثامنة مساءً.
وهو من أسواق العرب في الجاهليه، أشبه بالمنتدى الأدبي في كل عصرٍ وزمان.
فاشتركوا في ثلاث عشرة حلقة قدم خلالها كل من الطرفين أروع الأبيات وأجملها مع الغمزات والتحديات وقدم قدم لهم مدير التلفزيون في ذلك الوقت جائزة تقديراً لجهودهم.