حسين ورور.. تجربة أديب بمهارة خياط

عمر الطويل
تجربة زاخرة على مدار أكثر من ستين عاماً قدمها الكاتب والأديب السوري حسين ورور وجمع عبرها بين كتابة مختلف الأجناس الأدبية من القصة والشعر والرواية و النصوص المسرحية و الدراما الاذاعية و التلفزيونية إضافة للعمل الصحفي .
الكاتب ورور صاحب الانتاج الأدبي الغزير أجاد بتوظيف قلمه في كتابات حملت بعداً فكرياً وثقافياً وإنسانياً كما أجاد في مهنة الخياطة المرافقة له منذ صغره بحيث مازال الأدب مع الخياطة ملازمين له حالياً في حياته رغم تجاوز عمره الثمانين عاماً .
و قدم الكاتب ورور أو أبو زياد كما يتم مناداته خلال تجربته حالة إنسان معطاء محب للأرض والوطن والتراث يؤمن بقوة الكلمة وتأثيرها وجمالية الحرف وتوضعه ومعنى الحياة وروعتها وأهميته وقيمة الشيء ورمزيته .
ويدون أبو زياد العديد من الكتابات وهو يعمل خلف الماكينة بحيث يجد في مهنة الخياطة كما ذكر حضنا دافئا يمنحه التأمل الذي يساعده في إعادة ترتيب أفكاره كأديب و إجراء المقارنات ورؤية وتقديم الأجوبة الصحيحة إلى درجة ما لأسئلة قد يكون البحث عن أجوبتها طال كثيراً .
و الكتابة مع المطالعة اليومية تشعره كما بين بأنه يتنفس هواء ً نقياً وتخلصه من الضغوطات بحيث يملىء الأدب الفراغ الروحي لديه ويرتبط بصداقة خالية من كل الحواجز مع الكلمة الأدبية التي تمد له خيالاً جميلاً أو متعة توصله إلى ما يريد بشكل عفوي فيما يجد بالقلم رفيق دربه سنداً لجدران روحه وعكازاً يتكأ عليه .
و يحمل أبو زياد ذاكرة متنوعة ارتبطت بأماكن سكنه التي شملت دمشق وريفها والسويداء و حملت في طياتها قضايا ذات طابع وطني و إنساني وأحداث و قصص جميلة وحزينة وظفها في كتاباته بقلم الباحث عن الحقيقة والمدافع عن كلمة الحق .
ولدى حسين ورور مجموعة كتب منها في القصة القصيرة / إصدار خاص / وفي الرواية / قابيل السوري / و / باب العبيد / و / مخاطيف اخناتون/ و /بنات اليانسون/ و / ابن اليانسون و نشرت باللغة الانكليزية عن دار الخياط وحصلت على شهادة ملكية فيها من مكتبة الكونغرس إضافة للكتاب المسرحي / أورفيوس / الصادر عن وزارة الثقافة السورية والمجموعة الشعرية / علا وحارس الماء / والتشكيل الملحمي الشعري / إنانا / و / رومنسيات لمارثيا/ و / أوراق لا تحترق / و مخطوطات شعرية بعناوين / مواويل في فضاء أصم / و تأتي بكل غيومها / و نجمات مريم و أخواتها الحزينات / و في الدراسات كتاب الطيف الفضائي الروائي رواية خاتم للروائية السعودية الدكتورة رجاء عالم نموذجاً .
وكتب ورور تمثليتين تلفزيونيتين الأولى بعنوان / الحياة تبدأ غداً / يعكس فيها نضال الطبقة العاملة أيام ثورة آذار والثانية / شجرة المحبة / التي تدور حول صراع الأجيال و أكثر من عشرين مسلسلاً وتمثيلية إذاعية منها / بائع السكاكر و الورد والهالوك و مالفا وساطعة كالشمس / وكذلك نص مسرحي بعنوان / إصابة عمل / دل فيه على البيروقراطية في العمل الإداري وتم عرضه بالسويداء عشرات المرات .
كما خاض الأديب ورور تجربة صحفية من خلال عمله سابقاً محرراً في جريدة نضال الفلاحين ومراسلاً لجريدة الأنباء الكويتية وعضواً في هيئة تحرير مجلة رومانسية في دبي وكاتباً لزاوية صباح الخير في جريدة البعث لمدة عام وناشراً للعديد من القصص والمقالات في الصحف والمجلات المحلية والعربية مثل الثورة وتشرين والبعث ومجلة الوحدة التي كانت تصدر بالمغرب والرافد في الشارقة إضافة لتأسيسه عام 1979 في السويداء مع الكاتب رياض دويعر تجمعاً أدبياً أقاما فيه فعاليات ثقافية واستضافا فيه أدباء سوريين وعرباً.
ونال حسين ورور عبر مسيرته الأدبية جائزتان بالقصة القصيرة على المستوى المحلي وجائزة على المستوى العربي طرحها النادي الأرمني بحلب عن قصته بعنوان / حرائق صغيرة / و جائزة دمشق للرواية العربية عام / ٢٠١٧ / عن رواية قابيل السوري إلى جانب جوائز أخرى وشهادات تقدير من جهات عديدة.
و بعد تجربته الغنية على مدار سنوات عديدة مازال أبو زياد يتعلم كما بين من مهنة الخياطة و الكتابة و يحمل التفاؤل و الطموح رغم بلوغه هذا العمر و لديه إصرار للاستمرار بضخ الأعمال المتتالية من ينبوع أفكاره الذي لا ينضب و خاصة بعد تأسيس ابنه الفنان التشكيلي نصر لدار نشر وطباعة وتوزيع وترجمة باسمه في واشنطن حملت اسم الخياط و حصلت على ماركة مسجلة رسمية للتعامل بها عبر العالم .
يذكر أن حسين ورور ينحدر من أسرة فلاحية من مواليد أشرفية صحنايا بريف دمشق عام ١٩٤١ و تعلم في كتاتيبها و في مدرستها الحكومية التي تأسست عام ١٩٥٠ المرحلة الابتدائية ثم أكمل تعليمه في مدرسة الحياة وارتاد عالم الأدب والفلسفة والتاريخ والأساطير والصحافة .