حوار  مع صوت داخلي

لينا صياغة 

‏وقفت أمام المرآة تنظر إلى نفسها كأنها أول مره تختبر هذا الموقف . 

‏ثم حدّقت جيدا متسائلة هل فعلا هذه الصورة أنا ؟ كأنني موجودة في بُعدين معاً ! فيجيبها صوت داخلها : نعم .!‏

ثم سألت الصورة ثانية: هل يحق لي أن افكر في هذا النحو؟‏وإذا بالصوت داخلها يجيبها أيضاً : نعم ! 

 لا مشكلة ، من حكمة الوجود التي أعطانا إياها الباري تعالى إن تكبيل الفكر مرفوض ،ولا يجوز ذلك .! 

عادت وسألت : وهل مسموح أن نسجن أجسادنا أيضا؟ 

أتاها الردّ مباشرة: ‏لقد أنعم علينا الخالق بالحرية خُلقنا أحرارا ولا يجوز لأحد أن يكّبل وجودَنا وفكرَنا بمعتقدات غير حكيمة ، لأن الحكمة في قلوبنا وهي منهج وسلوك يترجمه الفكر ويتجسد في أفعالنا وأقوالنا الصادقة ، ‏ثم سألت : ‏إذا يمكنني أن أفرح وابتهج ؟

أتاها الرد : كيف لا والحياة فرح  وبهجة !  افرحي  وابتهجي  وارتدي أجمل الألوان لأنها الحياة نفسها لكن ضمن المثل العُليا  ما دمتي لا تؤذين الآخرين ولا يحد ذلك من تطوّر ذاتك  وهذا سبب وجودك  ويبقى لك الخيار دائماً ،وتذكري  أن المعرفة هي الفاصلة بين أن تكوني جاهلة او متبصرة عالمة .! وأن لا تتأثري بمعتقدات موروثة بالية لا  حقيقة لها .

نَظرت للمرآة ثانية وشكرت صورتها وقالت : ليتني أستطيع ضمك . فإذا بالصوت داخلها يقول:

أنت هي  وهي أنت لا فرق بينكما احضني نفسك وانظري إلى المرآة! 

فعلت ذلك مباشرةً فإذا بها تحتضن صورتها .ثم قال صوتها الداخلي : "عليك أن لا تنتظري غدا ولا تلتفتي إلى أمس إذا كان أمس مضى بما فيه وغدا لا تعلمي أنك توافيه ، واليوم أنت فيه بما يقتضيه." 

والعبرة  أن نحضن أنفسنا بحكمة ونكون مراقبين لأفعالنا وجوارحنا لنتعرّف عليها وليس هناك أعلم من نفسك بنفسك فمن عرف نفسه عرف ربه .