
بيننا ذلك الهذيان، نحن الاثنان
وجودٌ في الّلا وجود، ذكرى عن النسيان
بيننا لا حدود، لا سيادة للأوطان
وحبُّنا المفقود، أسيرُ الحنان
معركةٌ من دون قيود، معركةٌ من دون ميدان
لهيبٌ يُحرِّك الجمود، نارٌ ونحن الدخان
وعمرُنا يزيدُ بالعقود، بينما تنقصُ منّا الأيام
أيُّ زمنٍ فينا يعود؟ كفى سفرًا في الأوهام
انظري في عيوني السّود، لن تَرَي غير الظلام
بين العبد والمعبود، إذا ضاع مرّةً الإيمان
يظهر طيفي وحين يسود، يجلس على كتفك شيطان
وكلّما أديتِ طقوسًا، أطلقتِ العنان
لمشاعرَ تأبى الجلوس، إلّا حين يقف الخفقان
ليس جسدُكِ الملبوس، بل روحُكِ في قبضة فنان
كلّ ما تشتهيه محروس، والحارسُ جرحٌ هدّام
يبقى في نفسكِ محبوس، صراخُهُ يُوقِد البركان
والنار تجعلني أطوف، فوقكِ وأملأ المكان
حبًّا وبالعشق ملهوف، سهمًا يدخل في الوجدان
من أين ستأتين بحروف؟ قوليها بالفم الملآن
تلك الأريكة وتلك الظروف، منهما أخذتِ الإيمان
وذلك الإحساس الملهوف، أصبح قصةً بلا عنوان
أنا ذلك العاشق المكفوف، حروفُكِ باللمسِ تُبان
أنا ذلك المارق بين الألوف، في غروبي يغيب الأمان
في غروبِ غرفتكِ الخالية، العفنُ احتلَّ الجدران
في غروبِ قممكِ العالية، أصبحتْ تساوي الشطآن
في جمودي، في برودي، دون وعودي لا غرام
بيننا ذلك الهذيان
@جميع الحقوق محفوظة