خفايا الأرواح

 فرح نسيب نصر - 17 - 3- 2023

 من يقل اننا نعيشُ في كوكبٍ ماديٍّ لا روح فيهِ لم يقابلْ اعماقَ روحهِ بعد ولم يعزفْ على عودِ نفسهِ بعد … إنَّ العمقَ ليس بمقدارِ سعادةِ او حزنِ الحدثِ إنّه بمقدارِ  بساطتهِ المعقدةِ أي سرعةِ الوصولِ  للقلبِ و النفسِ لكن صعوبةَ ادراكِ الطريقِ و المسلكِ… 

أينما وقعتْ اعينُنا بإمكانِنا ان نرى الجمالَ،  فاللهُ عادلٌ حتى عندما خلقَ الكونَ ابى ان يكونَ الجمالُ مقسماً و محضوراً ،فجُبلَ الجمالُ برحمةٍ إلاهيةٍ ووزعَ على ذراتِ الوجودِ جميعها ... لذلك فإنَ رؤيةَ الجمال ما هي إلا تفسير على نقاوةِ و صفاءِ الروح  وعلى غيابِ الشوائب من مرآة الروح .... إلا إن الحياةَ فنانةٌ موهوبةٌ  تهوى الرسمَ و النحتَ و في مسلكِها الفني المدبر  تتناسى هذه اللوحات في أعماقِنا و لكن هذه اللوحات تحملُ صفة جافة وهي الخدوش… 

 إن الجمالَ هو في عينِ الرآي،  هذا قولٌ عميقٌ و دقيقٌ  فبعد أن وثقنا ان الجمالَ موزع على كل تفصيل لم يبقى لنا إلا ان نعترف اننا نحن من نلون خدوشنا السوداء ونداويها لنرى حلاوة الحياة و نغسل مرارتها بصلابة وحكمة  رغم انف المصاعب و الأوجاع.

 لذا الإنسان السعيد الذي رأى الجمالَ و رحَب بسحرهِ هو الوحيد الذي كشف خفايا روحه حتى باتت مشرقة ساطعة لا ظل فيها....