دور المطالعة في حياة الطفل - الجزء الثاني


طارق نصر الدين - 5- 6 -2022

توجيه الأطفال نحو المطالعة

يرتقي مُستوى الطفل الذي ألِف المُطالعة وقراءة الكتب معلوماتيَّاً وثقافيَّاً وفكريَّاً بشكلٍ مطرد، وعلى هذا يتعيَّن أن نواصل توجيه الطفل، وحثِّه نحو المطالعة وقراءة الكتب؛ حتَّى تغدو المُطالعة إحدى المُمارسات اليوميَّة التي اعتاد عليها. ابدأوا بقراءة الكتب لأطفالكم منذ نعومة أظفاره، ووفِّروا للطفل الصغير كُتُباً قليلة الصَّفحات؛ تحتوي صوراً وأشكالاً ملوَّنةً وبسيطة، والتزموا هذا النَّهج حتَّى بلوغه سِنَّ الرُشد، على أن تختاروا له في كُلِّ مرحلة من مراحل عمره كتُباً تُثير اهتمامه بحسب عمره. وفروا لأبنائكم مجموعةً كبيرة من الكتب, واختاروا للرُضَّع في سني الطفولة الأولى كتُباً سميكة الأوراق, وبالإمكان أن يكون هذا الكتاب عبارة عن عِدَّة أوراق ملوَّنة, ودعوا الرَّضيع يلعب بالكتاب ويتصفَّحه، أو حتَّى يُمزِّقه.

 الأهداف العامَّة في سياسة التعليم، وأهداف المكتبة المدرسيَّة 

هُنا سنذكر الهدف العام في سياسة التعليم والهدف من المكتبة المدرسيَّة، مع مُلاحظة أنَّ هذه الأهداف تخلق بُنية مُجتمعٍ واعٍ ومُثقَّف، ومحصَّنٌ معرفيَّاً على المدى البعيد، مِمَّا يجعل أطفالنا وشبابنا مُحصَّنون من الغزو الثقافي والعولمة، الغزو الذي يسعى لجعلهم كائنات مُستهلكة لسلعهم الماديَّة والمعنويَّة، وغير منتجين، ومنسلخين من واقعهم، متغربين بشكلٍ غير مُثمر يجعل منهم مستهلكين للألعاب الرقمية التي تزرع العنف والقتل مكان الحب والخير. أهمِّ الأهداف التي يجب الوصول لها: 

  • تزويد الطالب بالقدر المُناسب من المعلومات الثقافيَّة، والخبرات المختلفة التي تجعل منه عضواً فعَّالاً في المُجتمع.
  •  اكتساب خبراتٍ مكتبيَّة، وذلك عن طريق التعرُّف على كيفيَّة العثور على مصادر المعلومات داخل المكتبة، وتنمية قدرات الطلاب على استعمال جميع أنواع أوعية مصادر المعلومات.
  • تشجيع وتنمية روح البحث والتفكير العلميين، وتقوية القُدرة على المُشاهدة والتأمُّل؛ لخلق عقل نقدي مُفكِّر ومُدرك.
  •  تدريب القُرَّاء على الفهم والتلخيص، والشَّرح والتحليل، وإعداد البحوث، والتَّعبير بأسلوبٍ واضحٍ ومفهوم.
  •  تنمية مهارات القراءة وعادة المطالعة؛ سعياً وراء زيادة المعارف.
  • الاهتمام باكتشاف الموهوبين ورعايتهم، وإتاحة الإمكانيَّات والفُرص المُختلفة لتنمية مواهبهم.

 ولا ننسى أهمَّ العادات التي يكتسبها الطالب عند القراءة، والتي تنعكس بسلوكيَّة الفرد، وشخصيَّته في المجتمع:

أ- التزام الهدوء وتقدير مشاعر الآخرين.

ب - بث روح التعاون والعمل الجماعي بين الطلاب عن طريق الأبحاث الجماعيَّة.

ج - تعويد الطلاب على استغلال وقت الفراغ الاستغلال الأمثل.

وخلاصة القول… إنَّ أيَّ أمَّةٍ لا تنهض إلا بنهضة أدبها وثقافتها، وحتّى يتحقَّق هذا الأمر، لنعمل على إنتاج جيلٍ قادر على صناعة المُستقبل الواعد، ولنبنى أمَّةً ذات مجدٍ صاعد، فسلاحنا هو (الكتاب). أذكر أنَّ أجمل كلمة قالها الزعيم الفيتنامي(هوشي منه) لشعبه وهو يُقارع الاحتلال الأمريكي: "رصاصةٌ بيد وكتابٌ بيد، إنَّ حفظَ كل درس، وقراءة كل كتاب رصاصةٌ في قلب العدو".

  المراجع:  

  • مقررات اللجنة الوطنية للطفولة (تشرين 2008)
  • مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بجامعة طنطا(الدكتور حازم قاسم)
  • مهرجان ومشروع شغف الكتاب والمطالعة في البقاع الشمالي ضمن إطار بيروت عاصمة عالمية للكتاب (كانون 2009)