سَلامٌ 🍂

الكاتب عماد الاعور

 يا أَفْكَاري،

هُبِّي إِلى مَشارِفِ الْغُيوبِ،

حَيْثُ يَغيبُ الضُّوءُ، وَتُولَدُ أَسْرارُ السَّلامِ الْخَفِيَّةِ،

وَتُولَدُ أَسْرارُ السَّلامِ الْخَفِيَّةِ،وَانْسُجي مِنْ صَمْتِ النُّورِ مَرافِئَ لِلرُّوحِ الْهائِمَةِ.


يا أَفْكَاري،

غِيبي مَعَ خَمْرَةِ الشَّمْسِ، حينَ تَميلُ عن جَبْهَةِ النَّهارِ،

واخْتَبِئي خَلْفَ قُصورِ النَّظَرِ، حَيْثُ لا يَبْلُغُكِ الْوَهْمُ،

ولا يُصيبُكِ خَدْشُ الرُّؤْيَةِ الْعَجْلَى.
تَسَلَّلي إِلى مَرافِئِ النُّجومِ،

سامِري الْكَواكِبَ،

هامِسي الْقَمَرَ السّادِرَ في تَأَمُّلِ الْوُجودِ.
أَنْتِ يا أَنْفاسي الْمُغَنّاةُ،

دَعيني أُغْمِضْ نَظَري عن صَخَبِ الْأَشْياءِ،

 لا عَنِ الْعَيْنِ ذاتِها،

فَالْعَيْنُ مِرْآةٌ، وَالنَّظَرُ غُبارٌ،

وَالسَّكِينَةُ طريقُ أَوْلِياءِ السِّرِّ.
إِنَّني لا أَطْلُبُ مِنَ الْكَوْنِ إِلَّا سَلامَهُ الْبِكْرَ،

ذلِكَ الَّذي يَنْسابُ بَيْنَ ذَرّاتِهِ،

ناشِرًا ناموسَهُ الْأَعْظَمَ:

أنَّ كُلَّ شَيْءٍ بِمِقْدارٍ،

وَكُلَّ حَرَكَةٍ بِسَتْرٍ،

 وَكُلَّ خَلْجَةٍ بِإِذْنٍ.
أَيَا أَفْكاري،

إِنَّ الْقَلَقَ نازِحٌ، وَالْغَفْلَةَ داءٌ،

فَدَعيني أَخْلَعْ عَنْ قَلْبي أَثْوابَ التَّوَجُّسِ،

وَأُلْبِسْهُ بُرْدَ الْحِكْمَةِ الْبَيْضاءِ.
ما الْكَوْنُ إِلَّا وَتَرٌ مَشْدودٌ بَيْنَ الْعَدَمِ وَالْوُجودِ،

تَرْتَجِفُ نَبَراتُهُ بِحِكْمَةٍ

لا يَبْلُغُها إِلَّا مَنْ اسْتَراحَ مِنْ مَرامِ السُّؤالِ،

وَغاصَ عَميقًا في يَنابيعِ الرِّضى وَالتَّسْليمِ.
فَيا أَنْفاسي الْهارِبَةَ مِنْ قُيودِ الصُّورةِ،

لا تَسْكُني إِلَّا تَحْتَ سَقْفِ الْاحْتِرامِ لِهذا الْمَلَكوتِ 

الْمُتَرامي،

ولا تَمْشي إِلَّا عَلى صِراطِ الْمَحَبَّةِ،

حَيْثُ الْكَلِماتُ أَجْنِحَةٌ، وَالسُّكوتُ مِعْراجٌ.
إِنّي أَفْتَحُ كَفَّيَّ لِلرِّيحِ،

وأُغْمِضُ قَلْبي عَنِ الْغُبارِ،

وأَدْعوكِ،أَيَّتُهَا الْخَواطِرُ،

أَنْ تَهْجُري مَواطِنَ النِّزاعِ،

وتَسْكُني حَيْثُ السَّلامُ ناموسٌ،

وَالصَّمْتُ صَلاةٌ،وَالْحُبُّ شَريعةٌ.
يا سَلامَ الْقُلوبِ،وَيا سِرَّ الْأَرْواحِ،

خُذْ بِيَدي إِلى حَيْثُ لا وَجَعَ وَلا وَهْمَ وَلا ظِلالَ،

وَاجْعَلْني نَغْمَةً في سِيمْفونِيَّةِ الرِّضى وَسَرْمَدِيَّةِ النُّورِ.

@جميع الحقوق محفوظة