"غابة الأحلام"....عرض مسرحي مميز

غابة الأحلام ..عندما تحاكي الطفل و تؤثر به

 اليوم الثامن و الأخير لعرض مسرحية غابة الأحلام للأطفال، و لكنه في ذاكرة الأطفال عرض سيبقى في كل تفصيل يواجههم بالحياة. 

عرض هذا العمل على خشبة مسرح قصر الثقافة بالسويداء بمناسبة مهرجان مسرح الطفل الذي تقيمه مديرية المسارح و الموسيقى وتزامناً مع العطلة الانتصافية للطلبة و العرض من إخراج الفنان أيمن الغزال  ، نص و اقتباس الفنان عمار ابو سعد و تمثيل مجموعة من الفنانين .


تحكي المسرحية قصة البطل الحارس" الكلب بينغو" و الذي تعتمد عليه حيوانات الغابة بحراستهم حتى يتدخل الثعلب و يقنع الكلب الحارس بالتخلي عن أصدقائه النائمين و ثم يقنعه بقلع أنيابه لإحلال السلام و عندما يقلع أنيابه يأخذ الثعلب الاوزة و الماعز الصغيرتان و هنا تأتي ذروة المسرحية و تتكلم الصغيرتان : لماذا نحن الضحية دائماً لا نريد هذه النهاية .


و هنا تأتي الحبكة المتماشية مع محاكاة التطورات العصرية حيث تجتمع كل حيوانات الغابة لتغيير النهاية و يقومون بأرجاع الأحداث "فلاش باك" و بطريقة سريعة  كأنما الشريط يعود للوراء بطريقة حركية مدروسة للممثلين و هنا تجتمع الحيوانات و تتعاون على قلع انياب الثعلب لتتكون مقولة العرض بأن بأيدننا التغيير و تحديد ما نريد من خيارات و بالتعاون نخلق القوة الأكبر .

يذكر أن العرض تميز بالرقصات المناسبة التي أمتعت الأطفال من تصميم الفنان قتيبة ابو لطيف و كانت عامل مهم بكسر الجدار الرابع بين الممثلين و الأطفال ، مما أعطى تفاعلية كبيرة بالعرض،  بالإضافة الى الموسيقى المتناغمة و المقاطع الصوتية المسجلة مسبقاً الذي كان مسؤولا عنها الفنان أمجد الباروكي مما أضفي حداثة وحياة على العرض.

 و بالعودة الى بدايات المسرح نرى أن للأقنعة دور مهم في هذا العرض فقد كانت المعلن الأول عن شخصية الممثل و الشكل الأكثر تميزاً للطفل و هي من صناعة الفنانة ريهام اشتي و الديكور كان لحسين الباشا و إضاءة هشام ابو فخر . 

و قد تحدث مخرج العرض أيمن الغزال لموقعنا، قائلاً : الرسالة البسيطة للعرض تتشكل بتوجيه الطفل لاختيار أصدقائه بطريقة واضحة ضمن الغزو الثقافي و وسائل التواصل الاجتماعي و الضخ الإعلامي العام على الطفل ، نريد ان يعود الطفل للقراءة و النشاطات و أن يتواجد لديه فكرة مسرحية تعود عليه بالإفادة و على مدى ثمانية أيام و بالالتزام بإجراءت كورونا كان الحضور كبير و سعدنا بوجودهم.

أما الفنان عمار أبو سعد مؤدي شخصية الكلب الحارس فقد قال : انه ليس  الحارس فقط بل كلٌ منا حارس ، انطلاقاً من ذاتنا و اسرتنا و مجتمعنا. و بالتعاون نستطيع ان نحمي بلدنا و ندافع عن خياراتنا.

و بدور القطة قالت لجين حمزة : دور القطة دور محوري و هي التي تكشف المؤامرة بغابة الأحلام و من الصعب تأدية دور الحيوان. و هذه التجربة الأولى لي في مسرح الطفل و عملت على مراقبة القطة و التصرف مثلها لإيصال الرسالة للطفل.

و أكد الفنان معن دويعر صاحب شخصية الثعلب: ان مسرح الطفل بمحافظة السويداء ، تجربة معرفية تراكمية إرست قواعد لأكثر من ستة عقود مسرحية لإنشاء مسرح طفل مميز و راقي يخاطب العقل المنفتح و لا يوجد تسطيح او استسهال بل هو مسؤولية كبيرة. و قدمنا هذا العمل بشخصيات الحيوانات المؤنسنة و انا اديت دور الثعلب الذي عرف بمكره فكان رهان بحيث لابد من التحميل و التقريب الى خيال الطفل بصناعة شكل آخر للثعلب .


يبقى أن نشير إلى أنه قام بأداء الأدوار كل من  :أ.معن دويعر بدور الثعلب ، عمار أبو سعد بدور الكلب ، لجين حمزة بدور القطة، حسن رسلان بدور الديك، عمرو أبو سعد بدور الحصان، يارا الشوفي بدور المعزاة الكبيرة، مرام الباروكي بدور الإوزة الكبيرة، دانة أبو محمود بدور العصفورة، شمس دويعر بدور المعزاة الصغيرة، وفاتن عامر بدور الإوزة الصغيرة، أما النص اقتباس : عمار أبو سعد عن مسرحية "أوهام حارس الغابة" لمحمد أبو معتوق 


أجرت اللقاءات والتغطية الزميلة راوية ذياب