فريق "جنى" للتنمية المستدامة في السويداء ..عشرات المبادرات لدعم الأسر المحتاجة

السويداء- سهيل حاطوم - 20- 11- 2021

رغم عمره الزمني القصير نسبيا ، تمكن فريق " جنى" للتنمية المستدامة في محافظة السويداء من تحقيق بصمات إيجابية عبر مصداقيته في العمل ومبادراته المتنوعة لدعم الأسر الأكثر احتياجاً و الأشد فقراً في المحافظة، الأمر الذي أكسبه ثقة الكثيرين من أصحاب الأيادي البيضاء والمتطوعين والمؤازرين.

مؤسسة الفريق المحامية جانيت عبود أشارت إلى أن فكرة "جنى"للتنمية المستدامة ولدت من رحم الواقع الذي عشناه في ظل أزمة كورونا والحجر الصحي الذي بدأ تطبيقه في سورية في شهر آذار العام الماضي وما نتج عنه من حاجات الناس المتزايدة وقتها لكل شي، وتفاقم مشكلة البطالة ، والحصار على سورية، وموجة غلاء الأسعار التي عانينا منها ولانزال.

وأضافت المحامية عبود .." واجهتنا بعض الصعوبات في بداية نشاطنا مع بدء أزمة كورونا في سورية وتطبيق الحجر الصحي، حيث كنت أوزع وصديقتي سلل غذائية ومواد تنظيف ومعقمات وأدوية وكمامات وحليب للأطفال على عدد من الأسر المحتاجة ،ورغم اتخاذنا للإجراءات الاحترازية اللازمة من كمامات ووسائل وقاية إلا أننا كنا نخشى الإصابة بكورونا وانتقال العدوى لنا، لكن إرادة الله كانت ترعانا وترعى من نزورهم" .

ولفتت عبود إلى أن الفريق يتلقى الدعم المادي والعيني من أعضائه والأصدقاء المؤازرين والأهل في المغترب ، مبينة أن معظم التبرعات تأتي بشكل فعلي من قبل أعضاء الفريق، الذين يجمعون المبالغ اللازمة لأي مبادرة وذلك بعد أن يجري الإعلان عنها على الفيسبوك ، لتأتي التبرعات من أصحاب الأيادي البيضاء والتي يتم من خلالها شراء سلع بقيمتها لنوزعها على الأسر الأكثر احتياجا مثل المواد التموينية الأساسية كالرز والسكر والعدس والطحين والخضار والفواكه  وحليب الأطفال , بالإضافة إلى حفاظات العجزة .

وأشارت مؤسسة فريق " جنى" إلى أن أولى مبادرت الفريق كانت توزيع الكمامات ومواد التعقيم والمنظفات ،ثم تلاها مبادرة لتوزيع المواد التموينية والأدوية ، ثم مبادرة ثالثة تم خلاها توزيع حقائب وقرطاسية على طلاب المدارس الأشد فقراً ، وبعدها توزيع حفاظات للعجزة وحليب للأطفال وملابس شتوية لطلاب وطالبات الجامعة وأيضا ملابس رياضية، وسلل غذائية .

وبينت أن نشاطات الفريق وصلت إلى ريف المحافظة، حيث جرى تقديم حقائب مدرسية وقرطاسية كاملة لعشرات الطلاب في المدارس، وثياب شتوية وجاكيتات لعدد من طلبة الجامعات بموجب قوائم تركز على الأشد احتياجاً والأكثر فقراً بناء على معطيات وروائز دقيقة، مشيرة إلى أن الجزء الأكبر من المستفيدين أيضاً من مبادرات الفريق هم الأرامل والمعيلات لأسرهن.

كما لفتت إلى أن الفريق افتتح منذ أكثر من عام محلا لبيع الألبسة المستعملة حمل اسم "من القلب " استفاد من خلاله أكثر من 15 ألف عائلة سواء من أهالي المحافظة أو الأسر الوافدة لها، بالإضافة إلى افتتاح محلات للألبسة المستعملة في مناطق صلخد وشهبا والقريب و التحضير لافتتاح محل في بلدة قنوات.

وفيما يتعلق بالخطط المستقبلية لتحقيق التنمية المستدامة، أكدت عبود أن فريق "جنى" يعتزم البدء بتوزيع قروض صغيرة للأسر المحتاجة لإقامة مشروعات مدرة للدخل مع متابعتها من قبل الفريق بما يحقق الاكتفاء الذاتي لتلك الأسر كمشاريع زراعة الفطر المحاري وتربية الدجاج وطيور الراماج وتصنيع المنظفات وصناعة الخبز العربي وزراعة المواسم كمشروع زراعة الثوم وسواه من المشروعات، بحيث يتم تسديد هذه القروض بواقع 10 آلاف ليرة سورية شهريا وبدون فوائد وتحويلها إلى قروض دوارة ليستفيد منها عائلات أخرى مستحقة،
كما أقام الفريق دورات مجانية لتمكين المرأة من تعلم صناعة المنظفات وحياكة "الكروشيه " و إعادة تدوير الملابس وسواها. حيث تم تنظيم أكثر من 150 عقد قرض حتى تاريخه بالتعاون مع مبادرة "معاً للاكتفاء الذاتي" .

وختمت عبود حديثها بالقول " طموحنا لا يتوقف ووسائلنا المتوفرة بين أيدينا هي صدقنا وإخلاصنا بالعمل ومحبة أهلنا ، ولولا العطاء لوقعت على الأرض السماء، وفاعل الخير يجزى بعقباه وماجزاة الإحسان إلا بالإحسان ".

الجدير ذكره أن فريق " جنى " يضم 52 متطوعاً من النساء والرجال يتوزعون على لجان تعمل كخلية نحل ليكتمل العمل.