الباحثة والكاتبة
الاستاذة إيمان أبو شاهين يوسف
طالعتنا الصحف بخبرانعقاد قمة الاعلام العربي في 26 أيار 2025 واستمرارها حتى 28 منه، في مركز دبي التجاري العالمي بدولة الامارات العربية المتحدة. وقد شارك فيها اكثر من 8000 شخصية من الإعلاميين وصنّاع المحتوى والمؤثرين وخبراء التكنولوجيا الإعلامية والأكاديميين من مختلف أنحاء العالم.
وقد تضمنت فعاليات هذه القمة جلسات نقاشية وورش عمل تناولت موضوعات مختلفة مثل مستقبل الإعلام في المنطقة، تأثير الذكاء الإصطناعي، وصناعة المحتوى الرقمي. الخبر مفرح. الرعاية لهذه القمة موضع ثقة. المشاركون من المؤثرين في الاعلام العربي.
لكن يبقى السؤال: هل بات الإعلام العربي مؤهلا لأن يصبح اعلاما عالميا؟؟؟
عندما نعلم ان الإعلام العربي يصنّف بالنسبة للإعلام العالمي ضمن فئة الإعلام الإقليمي المتأثر بالانظمة السياسية والتحديات الاقتصادية والتكنولوجية، وأنه يتميّز بخصائص متباينة بين دولة وأخرى، لا تسمح بتعميم حكم واحد عليه، نصبح ملزمين بتحديد موقعه وتصنيفه من خلال عدة أبعاد وهي:
أما كيف يمكن ان يصل الإعلام العربي الى المنافسة العالمية؟
للوصول الى العالمية يجب على الاعلام العربي ان يعمل على مستويين : المستوى المادي، الذي يتمثل باستئصال جميع العقبات التي ذكرناها أعلاه، وإنتاج محتوى ثقافي وفكري من منظور عربي قادر على مخاطبة الرأي العام العالمي. مع تعزيز الاستثمار في المجال الإعلامي المتعدد المجالات، وإطلاق نسخ رقمية متعددة اللغات، وتأمين تمويل مستقل ومستدام يقوي قدرة الابتكار.
المستوى المعنوي،الذي يندرج في كيفية مخاطبة الرأي العام العالمي ومعرفة اهتماماته والسبل لجذب انتباهه. وإذا ما علمنا بان الرأي العام المحلي حتى الآن، ما زال يتشكل في كثير من الأحيان بفعل الإعلام العالمي المهيمن الذي يتميز بوضوح رؤيته، وقوة صياغته،ونشر ثقافته، وقدرته الفائقة على التأثير النفسي والثقافي العميق، وسرعة وصوله الى الفئات المستهدفة عبر الوسائل المختلفة وخاصة الانترنت.
نصبح على يقين بأن هذه المكونات، هي نفسها ما يحتاجه الاعلام العربي ليصبح إعلاما عالميا.
@جميع الحقوق محفوظة