كارثة المباني قد تكون أخطر  من كارثة المرفأ

رئيسة الهيئة اللبنانية للعقارات أنديرا الزهيري

31 - 7 -2021

بيان صادر عن رئيسة الهيئة اللبنانية للعقارات أنديرا  الزهيري  في ذكرى مرور سنة على فاجعة انفجار مرفأ بيروت 4آب. 

 أيام تفصلنا عن  ذكرى يوم المشؤوم لكارثة مرفأ بيروت أيام  تفصلنا عن  لحظة موت ولحظة حياة  عند مرفأ بيروت أيام تفصلنا  عن ما شعر به كل مواطن  لبناني وكل من صادف مروره بتلك المنطقة من هول ورعب ... إنها اللحظة  التي ادركنا كم أن حقوقنا الإنسانية  هشة، كم أن حقوقنا  المواطنية بالية، إنها لحظة الحقيقة  التي سقطت  هيبة من تبقى من امن وامان و من كيان  دولة.

نتألم ونتكلم ولكن لا ننسى  ، نتألم  وفي قلبنا حسرة على جميع الضحايا الذين سقطوا، نتكلم  والانتعاض من كل  ماآلت اليه الظروف المعيشية والاقتصادية في لبنان.

 أصبحنا نعيش في بلد رعب الموت المتنقل ، حيث ينتظرنا الموت على كافة المفارق وعند كل زاوية ، يتبرص على  معاناة جائع  يتربص  لمريض امام باب المستشفيات و إنقطاع الدواء يتلطى خلف العصابات المنتشرة في الازقة  لارهاب الناس وسلبهم وقتلهم في الشوارع التي ازدادت مؤخرا  يأخذ من ذريعة الحرائق التي تاكل نيرانها بيوت الناس ليخطفهم... 

وهذا ...إن الموت المجوقل أيضا يتربص بين الأبنية المتصدعة الهشة  ليست فقط تلك التي تضررت وانهارت وتهدمت  جراء إنفجار بيروت وحصدت ضحايا ولم توفر البشر ولا الحجر. إنه الموت الذي  يتربصنا جميعاً ، صدقوا أو لا تصدقوا ، فهذه الأبنية القديمة الهشة التي نالت نصيبها من الحروب المتتالية في لبنان وتلك التي غابت عنها الصيانة والترميم والتدعيم  الموت هذا  يتربص بين الأبنية التي أصبحت  تخزن المواد المشتعلة والمتفجرة  بين المناطق الاهلة بالسكان والمكتظة بسبب انقطاع المازوت، ومن هذه الابنية  تلك التي هاجر أصحابها  بلاد المهجر لانها لم تعد تكفي  تأمين  معيشتهم... 

 نعم!! إنها الأبنية  القديمة ضحية قوانيين الإيجارات القديمة رهينة المسؤولين لذين  لم يفكروا يوماً في مصلحة  شعب وحق مواطن . تلك الأبنية التي تحتوي مشروع  ضحايا من الناس التي لم يجهد أنفسهم  أصحاب القرارات إيجاد  حلول  حاسمة لاعادة الحق لاصحابها وتأمين السكن البديل لقاطنيها او حتى تفعيل الإيجارالتملكي او حتى إنشاء مجمعات سكنية  تتماشى مع  القدرة الشرائية لكل مواطن  مهما كان دخله.  فحذاري  فتلك الأبنية  القديمة  انها مشروع  4 آب  جديد...

 سبق  وتكلمنا عن ارقام تجاوزت 16 الف بناء مهدد بالسقوط وسبق ان ذكرنا ان بيروت ،حتى قبل حادثة المرفأ هي المدينة الاكثر نسبة  احتمال  سقوط ابنيتها وارتفعت اعدادها بعد  فاجعة انفجار المرفأ. إننا نناشد  وطن مجروح  وبإسم حق الضحايا و من منطلق انساني و صونا للسلامة العامة وسلامة المباني أن  يبادرممن سقطت عنهم سهوا كلمة مسؤولين في إيجاد حل  نهائي حاسم ومحق لاعادة الحق لاصحاب تلك الأبنية ووضع خطة  سريعة   لانهاء تلك المأساة و طي ملفات قوانيين الإيجارات القديمة السكنية وغير السكنية منها وتفعيل معايير شروط السلامة العامة ولا تتركوا الدولار يأكل ما تبقى من أبنية  ويدفع بأصحابها  نحو التهجير والتعتير .

 لا  تكرروا  4 آب  جديدة ...أنقذوا الأبنية القديمة من خطر الانهيار... حرروا القيود التي تكبل مالكيها  القدامى  ليتمكنوا من القيام بواجباتهم ، حرروا الإيجارات القديمة  وأوجدوا الحوافز التي تسهل في  عملية  الترميم والتدعيم الا يكفيه المواطن عليه عبء لعنة الدولار... 

وحتى  تاريخه... الرحمة لضحايا انفجار المرفأ والعدالة لهم....