مؤتمراً عربياً رفيعاً حول رعاية المسنين والفئات الهشة - ليبيا

طرابلس تحتضن مؤتمرًا عربيًا رفيعًا حول رعاية المسنين والفئات الهشة
احتضنت العاصمة الليبية طرابلس، يومي 9 و10 دجنبر 2025، المؤتمر العربي حول الرعاية الاجتماعية للمسنين والفئات الهشة، الذي نظمته وزارة الشؤون الاجتماعية الليبية بشراكة مع المنظمة العربية للأسرة والتنمية الاجتماعية، في فعالية عربية نوعية عكست الأهمية المتزايدة لقضايا الرعاية الاجتماعية في ظل التحولات الديمغرافية والاجتماعية التي تعرفها المجتمعات العربية.

       وزيرة الشؤون الاجتماعية اللبيبة - 
         رئيسة منظمة الاسرة العربية الدكتورة وفاءالكيلاني              


وعرف المؤتمر حضوراً وازناً ومتميزاً من حيث نوعية الشخصيات المدعوة، حيث شارك فيه وزراء ومسؤولون حكوميون، وممثلون عن منظمات عربية وإقليمية، وخبراء وأكاديميون وباحثون، إلى جانب فاعلين من المجتمع المدني، مع تمثيلية واسعة شملت تقريباً جميع الدول العربية، ما منح المؤتمر بعداً عربياً جامعاً ورسالة تضامن وتكامل في التعاطي مع قضايا الشيخوخة والفئات الهشة.
نقاشات معمقة وورشات متخصصة تضمن برنامج المؤتمر جلسات علمية وورشات عمل متخصصة ناقشت محاور جوهرية، من بينها:
تطوير سياسات الرعاية الاجتماعية للمسنين في الوطن العربي؛
تعزيز الحماية الاجتماعية للفئات الهشة في سياقات النزاعات والأزمات؛
تجارب عربية ناجحة في مجال الرعاية طويلة الأمد؛
دور الأسرة والمجتمع في دعم كرامة المسنين؛
آفاق إدماج اقتصاد الرعاية في السياسات العمومية والتنموية.
وقد اتسمت النقاشات بالعمق والواقعية، مع تقديم توصيات عملية تعكس الحاجة إلى الانتقال من المقاربات التقليدية إلى نماذج شمولية ومستدامة للرعاية الاجتماعية.
تكريمات ورسائل تقدير
وخلال الفترة الصباحية من اليوم الأول، تم تنظيم حفل تكريم لعدد من الشخصيات والمؤسسات التي أسهمت في تطوير العمل الاجتماعي ورعاية المسنين، في مبادرة إنسانية تحمل دلالات الاعتراف والعرفان بالجهود المبذولة في هذا المجال الحيوي، وتعكس ثقافة التقدير التي حرصت الجهة المنظمة على ترسيخها ضمن أشغال المؤتمر.

تنظيم محكم وزيارات ميدانية
تميز المؤتمر بـتنظيم محكم على المستويين اللوجستي والبروتوكولي، عكس احترافية الجهة المنظمة وحرصها على إنجاح هذه التظاهرة العربية. كما تخلل البرنامج زيارة ميدانية لدار الوفاء لرعاية المسنين والعجزة، حيث اطلع المشاركون عن قرب على الخدمات المقدمة، وتبادلوا النقاش مع الأطر المشرفة، في خطوة عملية عززت البعد التطبيقي للمؤتمر وربطت النقاش النظري بالواقع الميداني.

وشهدت أيام المؤتمر أيضاً لقاءات هامشية ثنائية ومتعددة الأطراف، شكلت فرصة لتبادل الخبرات وبحث آفاق التعاون العربي المشترك في مجال الرعاية الاجتماعية.
مؤتمر يعكس التزامًا عربيًا متجددًا
وقد عكست الصور المرافقة للمؤتمر أجواء الحضور الوازن، والتنوع العربي، والتفاعل الإيجابي داخل الجلسات، بما يؤكد أن هذا الحدث لم يكن مجرد لقاء عابر، بل محطة عربية هامة لترسيخ ثقافة الرعاية الاجتماعية وتعزيز الالتزام الجماعي بحماية كرامة المسنين والفئات الهشة.
ويُعد هذا المؤتمر خطوة متقدمة نحو بلورة رؤية عربية مشتركة، قوامها التضامن، والعدالة الاجتماعية، والاستثمار في الإنسان، باعتباره محور التنمية المستدامة في الوطن العربي.