الإدراك كلمة ومصطلح

 


طارق نصر الدين - 10-5 -2022

ما هو الإدراك

 يعتبر الإدراك هو معالجة الدماغ للمعلومات التي تأتي من الحواس، بحيث يقوم النظام العصبي المركزي المعقد على تحديد وتنظيم وتفسير المعلومات لفهم العالم المحيط بنا.

 "والإدراك" الصورة العيانية الحسية في أشياء وظواهر الواقع التي تظهر عند تأثيرها المباشر على الحواس ويتميز الإدراك عن الإحساس الذي يعكس صفات وجوانب منفردة من الأشياء، بأنه صورةٌ متكاملةٌ لها، فعندما "ندركُ الطاولةَ الماثلة أمامنا مثلاً " لا نرى فقط ضوئية منفردة أو شكل معين لشيء وإنما نرى الطاولة بما هي كطاولة بكل ما لها من مواصفات خارجية. 

والإدراك صوره متكاملة يظهر بفضل كون الشيء الذي ينعكس فيهِ وحدةٌ لجوانبٍ وصفاتٍ مختلفةٍ، ويتسمُ الإدراك بالثبات والاستقرار، فقد ندرك هذه أو تلك من الأشياء في ظروفٍ متغيرة وقد يتغيرُ وضعها ومع ذلك فإننا ندركُ شكل الأشياء ومقاديرها وصفاتها الأخرى كأمورٍ ثابتةٍ نسبياً لا تتغير. 

وبفضل ذلك يكون الشيء في الإدراك مطابقاً لذاتهِ الشيء نفسهُ وليس شيئاً جديداً آخر، إن الإدراك شأنُ نشاطهِ الحسّي {ككل} أنَّ هوَ حصيلةُ تطورٍ تاريخيٍ مديدْ، فقد تَشكّلَ وتطورَ في مجرى الممارسةِ الاجتماعيةِ والإدراكُ عندَ الإنسان يكون واعياً إلى هذا الحد أو ذلك، فيندرج دوماً في نسقٍ معينٍ منَ المفاهيمِ والتصوراتِ. 

إنّ مضمونَ إدراكنا لشيءٍ ما يَتوقفُ في الكثيرِ منهُ على الشأن العملي لهذا الشيء فَصِفاتُ الشيء وجوانبهُ ذاتَ الأهمية الأكبر بالنسبةِ لنا أن ما ندركها على نحوٍ دقيقٍ وجليل في حين تنطمسُ الصفاتُ وجوانبُه الأخرى، تبعاً لمضمونِ معارفنا وعمقها، و يختلفُ إدراكنا للعالم المحيط بنا بوعينا الثقافي لمحيطنا و انطباعاتنا الأولية التي تكون طباعاً تعمل على تشكيل سلوك وعادة ، {فيَتأثرُ الإدراكُ بموقفِ الإنسان من الشيء المُدرُكِ وعلى تطلعاتهِ ورغباتهِ ومشاعرهِ ومتطلباتهِ ومصالحهِ واهتماماتهِ} وهنا يلعب الإدراك دوراً كبيراً في عمليةِ معرفةِ العالم المحيط، وهو يُشكلُ إلى جانب "صيغِ الانعكاسِ الحسي" الأخرى مثل الإحساس والتصور تكويناً لرأينا حول المحيط والعالم، فهو أشبه بآلةٍ لصنع النسيج، فينسيج الحس إلى معارفنا ويكون نظرتنا للواقع ويجعلنا نرى ما هو حولنا بتبصر، فبفضله أي الإدراك يَعكِسُ الإنسان العالم المحيط بكل تنوعه بداخلهِ لدى التركيز الواعي والملاحظة الحسية والتراكم المعرفي يخلق الإدراك ويتراكم ليكون إنسان واعي يملأ عقله الخير وقلبه المحبة لمن حولهُ من كل مخلوقات الخالق العظيم.