التنوع الثقافي


  الكاتبة والباحثة 

ايمان أبو شاهين يوسف 

الثقافة

هي مجموع ما انتجه الانسان من معارف وقيم ومعتقدات وسلوكيات وفنون وعادات وتقاليد تتناقلها الأجيال وتشكل هوية جماعية لشعب أو جماعة معينة. وهي المرآة التي تعكس طريقة تفكير الناس، وأساليبهم في العيش، ونظرتهم الى العالم والكون والحياة.

اما التنوع الثقافي فهو:

وجود تنوع في أنماط الحياة، واللغات، والمعتقدات، والقيم، والعادات، والتقاليد بين الشعوب والمجتمعات، وحتى داخل المجتمع الإنساني. وإذا جاز لنا، يمكن القول ان التنوع الثقافي هو تعبير حيّ عن ثراء التجربة الإنسانية وتعدد الطرق التي يقكر بها الانسان ويعيش من خلالها في هذا العالم.

وقد قدم  العلامة محمد حسين فضل الله رؤية عميقة وإنسانية للتنوع الثقافي والديني والفكري، وغالبا ما صوره بصورة بستان متعدد الازهار، في استعارة غنية المعاني والدلالة، هذا التصوير لم يكن مجرد تشبيه جمالي، بل تعبيراً عن فلسفة أخلاقية وإنسانية ترتكز على قبول الآخر واحترامه والتفاعل معه بروح المحبة. 

كما دعا شيخ  عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى الى تعزيز التنوع الثقافي كقيمة إنسانية وروحية، ورأى فيه مصدر غنى ، مؤكدا ان التعددية هي رسالة حضارية للعالم. 

يقول إدغار موران: أن التنوع الثقافي هو  أساس التعايش والسلام العالمي، ويشير الى أن التسامح والقبول بالآخرين من ثقافات مختلفة أمر ضروري لبناء مجتمعات عالمية متماسكة.". إذن: إن في اختلاف الوجوه والألسن، وفي تنوع الأعلام والألحان، آية من آيات الوجود، لا ينبغي أن تمحى، بل أن تحتضن.فالناس لا يولدون متشابهين، ولا يحيون بنفس الخطى، لكنهم جميعا يبحثون عن المعنى، عن الحب ، عن الطمأنينة. 

أوليس في تنوع الأفكار والثقافات ما يثري الروح ويوقظ العقل؟أليس في التعدد رحيق الابداع ومرآة الإتزان؟فلم نسعى الى محو الآخر بدل محاورته؟لم نخشى أختلافه بدل أن ننهل من تجربته؟ لم نرفع جداراً بيننا وبينه بدل أن نبني جسراً؟ الوحدة ليست أن نصبح نسخاً متكررة عن بعضنا، بل ان نحيا معاً باختلافاتنا، كما تعيش الألوان في قوس قزح دون أن تطغى إحداها على الأخرى.

فلنحافظ على تنوعنا كما يحافظ البستاني على حديقته، يسقي كل زهرة، لا لتموت الأخرى، بل لتزهر جميعها في تناغم وسلام.

@جميع الحقوق محفوظة