نحن الدروز من نتكلم بالقاف.....
من دون غيرنا تقريباً...
وبالرغم من أنه ورد في القرآن الكريم سورة ق ، إلا أننا نرى الكثيرين لا يلفظونها كما هي...
فتارة يلفظونها (أ) "ألّي وإلتلو"....بدلا من "قلي وقلتلو"....
وتارة أخرى يلفظونها كَا ... "كلّي وكلتو"....والخ....
تعدّدت الألفاظ والقاف واحدة... أما نحن فنلفظها (ق) من دون زيادة ولا نقصان.... وليس فقط... بل نلفظ كل الحروف العربية كما هي، حتى يخالنا كثيرون أننا نتكلم بالفصحى..... نعم نكاد نتكلم بالفصحى.... وهذا يعود للتنوخيين.. العرب الأقحاح.. الذين غالبية عائلاتنا منهم، والعائلات الأخرى اندمجت فيهم حتى انصهرنا نسيجاً واحداً..
والتنوخيون عندما قدموا من شبه الجزيرة العربية، حطوا رحالهم بداية في (الحِيرة) بالعراق وكانت بين الكوفة والنجف حاليا.... و(الحيرة) كانت كعبة الثقافة في ذلك الوقت .. فأهلها التنوخيون مثقفون جدا، ومنهم المناذرة، وملوك العرب قاطبة كالنعمان بن المنذر، الذي قتله كسرى ملك الفرس لعدم موافقته على الزواج من إبنته هند... وبعد مقتل ملك العرب النعمان بن المنذر نزح التنوخيون إلى معرة النعمان ومنهم الشاعر الفيلسوف أبو العلاء المعري وما أدراك بالمعري وثقافته وفلسفته وإتقانه للغة العربية... ليتفرق بعدها التنوخيون إلى جبل لبنان ويمسوا دروزا يتكلمون بالقاف.....
أما لماذا يتكلم أهل الساحل السوري بالقاف وهم ليسوا دروزا كاللاذقية وغيرها؟ فلأن قسما من التنوخيين نزحوا إلى الساحل السوري وأقاموا فيه .... وكذلك هناك قرى في البقاع اللبناني كالسلطان يعقوب والمنارة يحكون بالقاف أيضا وهم ليسوا دروزاً، فلأن قسماً من التنوخيين سكنوا فيها..... ولفظ القاف والحروف العربية بشكلها الصحيح قمة الفصحى....
سليمى حمدان