كتاب تأثير ثقافة المجتمع والاعلان على استهلاك المنتجات الغذائية الصحية

ايمان أبو شاهين يوسف - 15- 10- 2023

"دراسة مقارنة للمجتمعين اللبناني والاسباني"

 تأليف الدكتور ربيع فرحان كمال الدين 


قدّم لهذا الكتاب الدكتور رمزي صعب مدير كلية إدارة الاعمال في الجامعة اللبنانية الفرع الرابع. تكلم في تقديمه عن مشكلة البدانة التي تعتبرها المنظمة العالمية للصحة انها من أوائل الأوبئة غير المعدية، ويعود السبب للغذاء الغني بالوحدات الحرارية وتزايد الاعمال التي لا تستدعي جهدا جسديا، إضافة لتطور وسائل النقل.

 اعطى الدكتور رمزي أهمية كبيرة لهذا الكتاب، لأنه يلقي الضوء على الصحة وارتباطها بالتغذية، وشدّد على أهمية استهلاك المنتجات الغذائية الصحية. 

تدرّج الكتاب على النحو التالي: 

1- إهداء: اهدى الدكتور ربيع كتابه هذا الى زوجته سها أبو منصور، وشقيقه الشيخ كرم، وصديقه رامي خزعل. 

2- تقديم: قدّم الدكتور رمزي صعب لهذا الكتاب. 

3- ملخص: لخص الكاتب الدكتور ربيع كمال الدين البحث النظري والتطبيقي لهذا الكتاب. 

4- الفهرس: وُزِّع هذا الكتاب على خمسة فصول 

الفصل الأول: الاطار العام للكتاب

 الفصل الثاني: سلوك المستهلك والعوامل المؤثرة عليه. وهو الفصل الاكبر الذي يتألف من قسمين

 القسم الأول: يتناول سلوك المستهلك والعوامل المؤثرة عليه

 القسم الثاني: يتناول المجتمعات وطبيعة المستهلكين فيها 

الفصل الثالث: فرضيات البحث ومنهجيته

 الفصل الرابع: النتائج وتحليلها 

 الفصل الخامس: الخلاصة العامة والتوصيات

 أجريت هذه الدراسة على مجتمعين منفصلين، اللبناني والاسباني. اللبناني لأنه من الدول النامية في العالم الثالث وهو بلد الكاتب. والاسباني لأنه من دول العالم الغربي المتقدم، وهو البلد الذي امضى فيه الكاتب وقتا طويلا اثناء الدراسة.

 اما الإشكالية الرئيسية لهذه الدراسة هي: عما اذا كانت مكونات الثقافة الاجتماعية والدعاية والاعلان (المرتكز على الصورة والمرتكز على المعلومات)، تعد عناصر أساسية مؤثرة على سلوك المستهلك تجاه شراء واستهلاك المنتجات الغذائية الصحية إضافة الى إجراء مقارنة بين مجتمعين مختلفين، ودراسة إمكانية تكوين ملامح مشتركة للمستهلك الصحي. 

وضع لهذا البحث 14 فرضية، كما وزّع استبيان علمي على 255 مستفتياً بشكل عشوائي، 150 لبناني، و100 اسباني. 

اما مكونات الثقافة المجتمعية التي اختبرتها هذه الدراسة والتي جاءت نتائجها باهرة فكانت: 

- الدين (النتيجة سلبية وغير مؤثر في كلا البلدين). 

- المعتقدات والقيم (النتيجة إيجابية في كلا المجتمعين أي انها علاقة مؤثرة وقوية على استهلاك المنتجات الغذائية الصحية). 

- التعليم والتكنولوجيا (أيضا النتيجة إيجابية، والدراسة اثبتت وجود علاقة قوية وتأثير كبير للتعليم والمستوى التعليمي والتكنولوجيا على المستهلكين). 

- العادات إفرادية كانت او اجتماعية فقد تبين وجود علاقة قوية بين العادات والاستهلاك. 

- اللغة وعلاقتها بالإعلان والدعاية فكل مجتمع فضل لغته للإعلان، وكلاهما فضل الإعلان المباشر والمرتكز على المعلومات. 

وتبين ان الإعلان والدعاية لهما الدور الرئيسي بدفع المستهلك نحو الخطوة الأخيرة في عملية اخذ القرار في الشراء.

 واثبتت هذه الدراسة ان المجتمع الاسباني اكثر قابلية لشراء واستهلاك المنتجات الغذائية من المجتمع اللبناني، غير ان التطبيق اظهر انهما متقاربان بسبب عدة تأثيرات واهمها الدخل الفردي وغلاء المنتوجات الصحية. 

وأخيرا يقول الكاتب بان هذا الموضوع بحاجة للكثير من الدراسات والبحوث نظرا لأهمية التغيرات الحاصلة من ناحية سلوك المستهلك وسلوك المجتمع.

 وقال أيضا، ان هذا الكتاب سوف يساعد الشركات والناشطين في مجال التسويق عموما، وتسويق المنتجات الغذائية الصحية خصوصا. 

كما وان هذا الكتاب يشير الى توصية موجهة بشكل رئيسي للسلطات الرسمية الاقتصادية، إضافة الى كل الجمعيات والمؤسسات الاهلية والاجتماعية في كلا البلدين لمعالجة غلاء أسعار المنتجات الغذائية الصحية نظرا لأهميتها لصحة الفرد والمجتمع. 

ومن وجهة نظري كنت أتمنى لو ان الكاتب قد اخذ بتجربة سنغافورة على مستوى سياسة التحفيز التي طبقتها الدولة على جميع القطاعات ابتداء من التعليم الى التنمية المستدامة الى تشجيع استهلاك الإنتاج الغذائي المحلي الصحي... مما يظهر ان سياسة التغيير بما فيها ثقافة الاستهلاك هي بيد السلطة التي اذا قررت تستطيع ان توفر لمجتمعها الرفاهية، والصحة، والسلام، والتقدم.